وأبيك لا حيٌّ يدومُ … فعلام ترمضك الهمومُ؟
لا تجزعنَّ لضاعن … وانظر هديت مَن المقيم
إنّا بنو الدنيا تطيبُ … لنا ومربعُها وخيم
نرجو الشفا لسقيمنا … وصحيحنا فيها سقيم
ونروم أن نبقى بها … والموتُ غاية ُ ما نروم
هذا «الحسينُ» وكان يسـ … ـتسقى بطلعته الغيوم
سائل به محرابَه … إن شئتَ فهو به عليم
يخبرك كم بسناه أمـ … ـسى يزهر الليلُ البهيم
متهجداً لله ودَّت … لثمَ مسجده النجوم
هو واحد التقوى الذي … هي بعد مولده عقيم
رحل الحمام به فتلك … معالم التقوى رسوم
رُفعت برفع سريره الـ … ـبركات وافتُقدَ النعيم
حملوه والتقوى تنا … شده ومدمعُها سجوم
يا ذاهباً لا يُرتجى … أبد الزمان له قدوم
فاللحدُ هل يدرى أأنـ … ـتَ أم الصلاحُ به مقيم؟
قمرُ السماء به توارى … أم محيّاك الكريم؟
إن يوصِ غيرك مَن بأر … ثِ يتيمه ورعاً يقوم؟
فالنسك إرثٌ والوصيُّ … تقاك والزهدُ اليتيم
ومقيم مأتمك التقى … إن التقى نعمَ المقيم
وبك المعزَّى من أتى … في مدحه الذكر الحكيم
القائمُ “المهديُّ” مَن … تُجلى بطلعته الهموم
ورث النبوَّة علمها … فهو الخبيرُ بها العليم
مولى ً بنادي عزِّه … تتضاءل الصيدُ القروم
نادٍ ملائكة ُ السماء … على سرادقه تحوم
وبشمِّ آناف الملوك … ترابُ عتبته شميم
في صدره “المهديُّ” تصـ … ـدر للورى منه العلوم
ملأتْ نتائجه الزمان … وغيره الشكل العقيم
فله الزعامة في الهدى … وسواه في الدعوى أثيم
يا مَن له النسبُ الصريح الـ … ـمحض والحسبُ الكريم
عجباً يروم عُلاك من … لك فوقه الشرفُ القديم
فوق الرغام وتحت نعلك … أنفُ همته رغيم
هبه يرومُ فأين مِن … يد من على الأرض النجوم؟
مثلان خلقُك والنسيمُ … ونداك والغيثُ العميم
ولأنت واسطة العلاء … وولدُك العقدُ النظيم
قومٌ بهم أمِنَ المروعُ … وفيهم أثرى العديم
كلاً تراه “جعفراً” … في الجود وهو لهم زعيم
أرجُ السيادة فيهم … كالمسك ينشره النسيم
رضعوا الإمامة فالجميعُ … بنور عصمتها فطيم
فولاؤهم فرضٌ وهد … يُهم الصراطُ المستقيم
لبس الزمان بهاءهم … فبهم محيّاه وسيم
وبهم لنا الأيام يقطر … من غضارتها النعيم
تهوى السماء بأنها … لصعيد أرضهم أديم
وإذا مشوا فوق الثرى … حسدت نعالهم النجوم
يا سادة العلما ومَن … تزن الجبال لهم حلوم
بكم العزاءُ وحسبنا … من كل ماضٍ أن تدوموا
“أمحمدٌ” في ظلهم … ستنال أقصى ما تروم
فأبوك إن يفقدْ فكلّـ … ـهمُ أبٌ برٌّ رحيم
سيقرَّ عيناً في الثرى … إذ فيك جودُهم يقوم
حيّا الملائكُ قبره … من حيث فيه هو المقيم
وسقته من أنواء عفو … الله واكفة ٌ سجوم