هُوَ ما تَرى فَأَقِلَّ مِنْ تَعْنيفي … وَحَذارِ مِنْ مُقَلِ الظِّباءِ الهيفِ
وَلَهٌ يَبيتُ لَهُ المُتَيَّمُ ساهِراً … بِحَشى ً على أَلَمِ الجَوى مَوْقوفِ
وَيَظَلُّ حِلْفُ الدَّمْعِ مِلْءَ جُفُونِهِ … وَالوَجْدُ مِلْءَ فُؤادِهِ المَشْغوفِ
عَرَضَتْ وَنَْنُ على الحِمَى ، وَمَطيُّنا … كَالسَّمْهَرِيِّ أُقِيمَ بِالتَّثْقيفِ
نَشْوانَة ُ اللَّحَظاتِ تُرْسِلُ نَظْرَة ً … عَجِلَتْ بِها كَالشَّادِنِ المَطْروفِ
يَهْفُو بِها مَرَحُ الصِّبَا فَتَهُزُّ مِنْ … قَدٍّ ، كَما جُدَلِ العِنانُ ، قَضِيفِ
ووَتُراعُ عِنْدَ قِيامِها حَذَراً عَلى … خَصْرٍ ، يَجولُ بِهِ الوِشاحُ ، لَطيفِ
ووَرَاءَ ذَيَّاكَ اللِّثامِ مَباسِمٌ … حامَتْ عَلَيْها غُلَّة ُ المَلْهوفِ
تَفْتَرُّ عَنْ بَرَدٍ يكادُ يُذيِبُهُ … قُبَلٌ تَرَدَّدُ في اللَّمَى المَرْشوفِ
لَمَّا رَأَتْ رَحْلِي يُقَرَّبُ لِلنَّوِي … عَلِقَتْ سُوادُ بِحْنْوِهِ المَعطوفِ
وَجَرَتْ أَحاديثٌ تَبيتُ قَلائِدٌ … مِنْ أَجْلِهِنَّ حَواسِداً لِشُنوفِ
أَأُمَيْمَ كُفِّي مِنْ دُموعِكِ وَانظُري … خَبَبي إلى أَمَدِ العُلا وَوَجِيفي
وَتَبرَّضِي النُّغَبَ الثَّمادَ وَجاوِري … سَرَواتِ حَيٍّ بِالبِطاحِ خُلوفِ
أَنا مَنْ عَرَفْتِ وَبَعْدَ يَوْمِهِمُ غَدٌ … وَعَلَيَّ بِزَّة ُ أَجْدَلٍ غِطْرِيفِ
لا يَعْلَمُ اللُّؤَماءُ أَيْنَ مُعَرَّسي … وَبِأَيِّ وادٍ مَرْبَعِي وَمَصِيفي
لَفَظَتْ دِيارُهُمُ الكِرامَ فما لَوى … طَمَعٌ إلى عَرَصاتِهِنَّ صَليفي
وَأَبَى عُرَيْقٌ في مِنْ عَرَبيَّة ٍ … أَنِّي أُخَيِّمُ وَالهَوانُ حَليفي
وَنَجيبة ٍ مَمْغوطَة ٍ أَنْساعُها … تَخْدي بِمَعْروقِ العِظامِ نَحيفِ
فَزَجَرْتُها وَالوِرْدُ يَضْمَنُ رِيِّها … وَلَها على الظَّمأِ ازوِرارُ عَيوفِ
وَطَفِقْتُ أفْرُقُ ، وَهْيَ طائِشَة ُ الخُطا … لِمَمَ الدُّجَى بِيَدِ الصَّباحِ المُوفي
ونُصَلْتُ مِنْ أَعجازِهِ في غِلْمَة ٍ … تَشْفي الغَليلَ بِهِمْ صُدورُ سُيوفي
فَأَتَتْ مُعاوِيَّ الفَخارِ وَأَلْصَقَتْ … وَدَمٍ بِأَطْرافِ الرِّماحِ نَزيفِ
نَزَلَتْ بِمَغْشِيِّ الرَّواقِ ، فِناؤُهُ … مَثوى وُفودٍ أَوْ مَقَرُّ ضُيوفِ
بِالمُسْتَثِيرِ المَجْدِ مِنْ سَكَناتِهِ … حَتَّى يُوَشِّحَ تالِداً بِطَريفِ
وَإلى أَبي العَبَّاسِ يَجْتَذِبُ النَّدى … مِدَحاً هِيَ الحِبْراتُ مِنْ تَفْويفي
وَإِذا اعْتَرَكْنَ بِمِسْمَعٍ قَرَّطْنَهُ … فِقَراً كَسِمْطِ اللُّؤلؤ المَرصُوفِ
مَدَّتْ هَوادِيَها الرِّئاسَة ُ نَحْوَهُ … في حادِثٍ يَلِدُ الشِّقاقَ مَخُوفِ
وَأَقَرَّ نافِرَة َ القُلوبِ فَلَمْ يَثِبْ … أَسَدٌ يُجِيلُ الطَّرْفَ حَولَ غَريفِ
وَالضَّرَبَة ُ الأُخْدودُ لَمْ يُعْجَمْ لَها … سَطْرٌ بِعاجِلِ طَعْنَة ٍ اخْطيفِ
قَرْمٌ يُجِيرُ عَلى الزَّمانِ إِذا اعْتَدَى … وَيُقِيمُ زَيْغَ نَوائِبٍ وَصُروفِ
وَيَلُفُّ كاشِحُهُ جَوانِحُهُ على … جُرْحٍ بِعالِيَة ِ القَنا مَقْروفِ
ضَمِنَ الحَياة َ لِمُعتفيهِ يَراعُهُ … وَرَمى العُداة َ حُسامُهُ بِحُتوفِ
وَقَدِ امْتَطَى رُتَباً مُنِيفاتِ الذُّرا … حَلَّ السُّها مِنْهَا مَكانَ رَديفِ
بِخَلائِقٍ نَفَحَتْ بِرَيَّا رَوْضَة ٍ … غَنَّاءَ ذاتِ تَبَسُّمٍ وَرَفيفِ
وَأَنامِلٍ كَفَلَتْ بَصَوْبيْ نائِلٍ … زَدَمٍ بِأَطرافِ الرِّماحِ نَزيفِ
تَنْدَى إذا جَمَدَتْ أَكُفُّ مَعاشِرٍ … فكأَنَّها خُلِقَتْ مِنَ المَعْروفِ
يابْنَ الأَكارِمِ دَعْوَة ً تَفْتَرُّ عَنْ … أَمَلٍ بأَنْديَة ِ المُلوكِ مُطِيفِ
وَعَدَتْنِيَ الأَيَّامُ عَنْكَ بِرُتْبَة ٍ … وَوُفورِ حَظٍّ مِنْكَ غَيْرَ طَفيفِ
وَالعَبْدُ مُنْتَظِرٌ وَهُنَّ مَواطِلٌ … وَمِنَ العَناءِ إِطالَة ُ التَّسْويفِ