هُوَيْنَاكَ مِنْ لَوْمٍ على حُبٍّ تَكَتّمَا، … وَقَصْرَكَ نَسْتَخبِرْ رُبُوعاً وأرْسُمَا
تَحَمّلَ عَنها مُنجِدٌ مِنْ خَليطِهِمْ، … أطاعَ الهَوَى، حتّى تَحَوّلَ مُتْهِمَا
وَمَا في سُؤَالِ الدّارِ إدْرَاكُ حَاجَةٍ، … إذا استُعجِمَتْ آياتُهَا أنْ تَكَلّما
نَصَرْتُ لهَا الشّوْقَ اللّجوجَ بأدْمُعٍ … تَلاَحَقْنَ في أعقابِ وَصْلٍ تَصَرّما
وَتَيّمَني أنّ الجَوَى غَيرُ مُقْصِرٍ، … وأنّ الحِمَى وَصْفٌ لمَنْ حَلّ بالحِمَى
وَكَمْ رُمتُ أنْ أسْلُو الصّبَابَةَ نازِعاً، … وَكَيفَ ارْتِجاعي فائِتاً قد تَقَدّما
أُؤلّفُ نَفْساً قَد أُعِيدَتْ على الجَوَى … شَعاعاً، وَقَلْباً في الغَوَاني مُقَسَّما
وَقد أخَذَ الرُّكبانُ أمسِ، وَغادَرُوا … حَديثَينِ مِنّا ظَاهِراً، وَمُكَتَّما
وَمَا كانَ بادي الحُبّ منّا وَمنكُمُ … ليَخْفَى، وَلا سِرُّ التّلاقي ليُعْلَمَا
ألا رُبّما يَوْمٌ مِنَ الرّاحِ رَدّ لي … شَبَابيَ مَوْفُوراً وغَيِّ مُذَّمَما
لَدُنْ غُدْوةً حتّى أرَى الأُفقَ ناشراً، … على شرْقِهِ، عُرْفاً من اللّيْلِ أسحَمَا
وَمَا لَيْلَتي في باطُرْنْجى ذمِيمَةٌ، … إذا كانَ بعضُ العيشِ رَنْقاً مُذَمَّما
طَلَعتُ على بَغدادَ أخْلَقَ طالِبٍ … بنُجْحٍ، وأحرَى وافِدٍ أنْ يُكَرَّمَا
شَفيعي أميرُ المُؤمِنِينَ، وَعُمْدَتي … سُلَيمانُ، أحبوهُ القَرِيضَ المُنَمْنَما
قَصَائِدُ مَنْ لمَ يَسْتَعِرْ مِنْ حلِيّها … تُخَلّفْهُ مَحرُوماً من الحمْدِ مُحرَمَا
خَوَالِدُ في الأقْوَامِ يُبْعَثْنَ مُثَّلاً، … فَما تَدرُسُ الأيّامُ منهُنّ مَعْلَمَا
وَجَدْنَ أبا أيُّوبَ، حيثُ عَهِدَنْهُ، … من الأنسِ لا جَهماً، ولا مُتَجَهَّمَا
فَتًى، لا يُحبُّ الجُودَ إلاّ تَعَجرُفاً، … وَلاَ يَتَعَاطَى الأمْرَ إلاّ تَهَجُّمَا
ثِقَافُ اللّيالي في يَدَيْهِ، فإنْ تَمِلْ … صُرُوفُ اللَّيالي رَدّ مِنْهَا، فَقَوّما
مَليءٌ بِألاّ يَغْلِبَ الهَزْلُ جِدَّهُ، … ولو رَاحَ طَلْقاً للنّدى، مُتَبَسِّما
مُؤدٍّ إلى السّلطانِ جُهْدَ كِفَايَةٍ، … يَعُدُّ بِهَا فَرْضاً عَلَيْهِ مُقَدَّما
زَعِيمٌ لَهُمْ بالعِظْمِ مِمّا عَنَاهُمُ، … ولَوْ جَشّمُوهُ ثَْقْلَ رَضْوَى تَجَشّما
أُطيعُ، وأُضْحي، وَهوَ طَوْعُ خَلائقٍ … كَرَائمَ، يَتبَعَنَ النّدى حَيثُ يَمّما
فَلاَ هُوَ مُرْضٍ عاتِباً في سَماحِهِ، … وَلاَ مُنصِفٌ وَفْراً، إذا ما تَظَلّما
وَلَمْ أرَ مُعْطًى كالمُخَرِّمِ تَمّمَتْ … يَداهُ على بَذْلٍ، فأعطَى المُخَرِّما
رِبَاعٌ نَشَتْ فيها الخِلافَةُ غَضََّةً، … وخُيمِّ فَيْها المُلْكُ طْلقاً فَخَيّما
ألُومُ أجَلَّ القَوْمِ قَدْراً وَهَّمَةً، … إذا هُوَ لمْ يَشْرَهْ إلَيْهَا تَغَنّما
وأحْسُدُ فيها آخَرِينَ أَلومُهمْ، … وَمَا كُنتُ للحُسّادِ من قَبلِها ابْنَمَا
ذَراكَ ، ومَنْ يَحْلُلْ ذَرَاكَ يَجِدْ بهِ … مُجيراً عَلَى الأَيّام أَنْ يَتَهَضَّمَا
بحَسْبِكَ أنّ الشوسَ من آلِ مُصْعَبٍ … رَضُوكَ على تِلْكَ المَكَارِمِ قَيّمَا
رَدَدْتَ عَلَيْهِمْ ذا اليَمِينَينِ نَجدَةً، … تُحَرِّقُ في أعدائِهِمْ، وَتَكَرُّمَا
وَكَمْ لَبِسَتْ منكَ العِرَاقُ صَنيعَةً، … يُشارِفُ مِنْهَا الأفْقُ أنْ يَتَغَيّما
ثَلَثْتَ فُرَاتَيْهَا بجُودِ سَجِيّةٍ، … وَجَدْنَاكَ أوْلَى بالتّدَفّقِ مِنْهُمَا
وَمَكرُمَةٍ لمْ يَبْتَدِ القَوْمُ صَوْغَها، … وَلَمْ يَتَلاَفَوْا مُبْتغَاهَا تَعَلُّما
هَدَيْتَ لَهَا، إنّ التّكَرّمَ فِطْنَةٌ، … وَقَد يَغفُلُ الشّهْمُ الأرِيبُ ليَلؤْمَا
وَلَيسَ يَنَالُ المَرْءُ فارِعَةَ العُلاَ، … إذا لمْ يَكُنْ بالمَغْرَمِ الإدّ مُغرَمَا
وَدِدْتُ لَوْ انّ الطّيفَ من أُمّ مالِكٍ، … على قُرْبِ عَهْدَيْنَا، ألَمّ، فسلّما
لَسَرْعَانَ ما تَاقَتْ إلَيْكَ جَوانحي، … وَما وَلِهَتْ نَفْسي إلَيكَ تَنَدُّمَا
ذكَرْتُكَ ذِكْرَى طامعٍ في تَجَمّعٍ، … رَأى اليأسَ فارْفَضّتْ مَدامِعُهُ دَمَا
وَمِثْلُكَ قَدْ أَعْطَى سُلَيْمَانَ بُلْغَةً … إلى المَجْدِ، أوْ أعطى سُلَيْمَانَ مُنْعِمَا