هزيع دجى في الرأس بارده بدر … وليل جلاه لا صباح ولا فجر
ولمة مشتاق ألم مشيبها … على حين لم يود الشباب ولا العمر
فقصرت، إن الشيب من عدل حكمه … وإن كان جوراً أن يقال لك القصر
فما جار في تلك المدامع دمعها … لنازلة إلا وحادثها نكر
على أنه يعتادني متأوب … من الشوق ما يخبو له في الحشاجمر
وما ظلم الشوق الجوانح، إنما … غدا ظالما للشوق شيبي والدهر
أما وأبي الأيام ما خاف معلق … بأسباب خضر صرف حادثة تعرو
ولا ضر أرضاً جادها جود كفه … فأمرعها ألا يصوب بها القطر
ولما حبا أرض العراق بقربه … طما بحره فيها ونائله الغمر
وصابت بأكناف الحجاز غمامة … تنائف لا خمس لديها ولا عشر
ولم يخل من وجود ولا صوب عارض … له أفق في الأرض ناء، ولا قطر
فغيثت رفاق المحرمين بحيث لا … غياث يرجى لا بكي ولا نزر
شهدت لقد شاهدت ذاكم، وإنه … ليقصر عن مقدار ذلكم الأجر
ولما قصدنا سر من را تضاءلا … ولا خضر يقري فيهما، البدو والحضر
وحصت أماني المعتفين بحيث لا … يحاذر بأساء الحياة ولا الفقر
وحيث يذم الغيث، والغيث حافل … وتستقصر الدنيا، ويستخلج البحر
وحيث ترى الآمال يسرحن في المنى … ولا الروض مرعاها هناك ولا الزهر
لدى ملك أثرى من المجد والغنى … بأن لم ير الإثراء أن يفر الوفر
عميد ولاة الأمر من آل هاشم … إذا جلت الجلى، أو انثغر الثغر
يؤيد منها كل ما ضاق أيدها … به، ويداوي كل ما عز أن يبرو
هو الجبل الراسي الذي اعترفت له … رجال نزار وهي راغمة صفر
إذا ما اشرأبت حط من غلوائها … مكارمه اللاتي لها يسجد الفخر
فأقسمت بالركب الذين تدرعوا … من الليل إقطاع السرى وهم سفر
على أينق مثل القسي سواهم … ضوامر لاحتها الهواجر والقفر
بكل معراة السباريت سملق … ومجهولة تيه مخارمها غبر
إلى أن أطافوا بالحطيم، وضمهم … غداة الطواف البيت والركن والحجر
لو الأمر يضحى في سوى آل هاشم … لكان بلا شك يكون له الأمر
بك أطأدت أركان وائل، واغتدى … له المسمع الموفي على الناس والذكر
فلو أنشر الشيخان بكر وتغلب … لما عددا مجداً كمجدك يا خضر
وما رام مسعاك امرؤ في ارتقائه … إلى سؤدد إلا تغوله بهر
وأقعده عن نيل مجدك إنه … تضاءل عن لألائه الأنجم الزهر
إذا جالت الأفكار فيك تبينت … بأنك لا تحوي مكارمك الفكر
وكيف يطيق الشعر ذاك، وإنما … عن الفكر ينبي القول أو ينطق الشعر