نُسَائِلُهَا أَيَّ المَواطِنِ حَلَّتِ … وأيِّ ديارٍ أوطنتها وأيتِ
وماذا عليها لو أشارتْ فودعت … إلينا بأطرافِ البنانِ وأومتِ
وما كانَ إلاّ أنْ تولتْ بها النوى … فَوَلَّى عَزَاءُ القَلْبِ لَمَّا تَوَلَّتِ
فأما عيونٌ العاشقينَ فأسخنتْ … وأَمّا عيُونُ الشامِتينَ فَقَرَّتِ
ولما دعاني البينُ وليتٌ إذْ دعا … ولما دعاها طاوعتهُ ولبتِ
فلمْ أرَ مثلي كانَ أوفى بذمة ٍ … ولا مثلها لم ترعَ عهدي وذمتي
مَشُوقٌ رَمَتْهُ أَسْهُمُ البَيْن فانْثَنَى … صَريعاً لها لمَّا رَمَتْهُ فأَصْمَتِ
ولوْ أَنّها غَيْرُ النَّوَى فَوَّقَتْ لَهُ … بأسهمها لمْ تصمْ فيهِ واشوتِ
كأَنَّ عَليْها الدَّمْعَ ضَرْبة ُ لازِبٍ … إِذَا ما حَمَامُ الأَيْكِ في الأَيْكِ غَنَّتِ
لئنْ ظمئتْ أجفانُ عيني إلى البكا … لقَدْ شَرِبَتْ عَيْني دَماً فَتَروَّتِ
عليها سلامُ اللهِ أني استقلتِ … وأَنَّى اسْتَقَرَّتْ دَارُها واطْمَأَنَّتِ
ومجهولة ِ الأعلامِ طامسة ِ الصوى … إذا اعتسفتها العيسُ بالركبِ ضلتِ
إذا ما تنادى الركبُ في فلواتها … أجابتْ نداءَ الركبِ فيها فاصدتِ
تعسفتها والليلُ ملقٍ جرانهُ … وجوزاؤهُ في الأفقِ حينَ استقلتِ
بِمُفْعَمَة ِ الأَنْسَاعِ مُوجَدَة ِ القَرَا … أمون السرى تنجو إذا العيسُ كلتِ
طَمُوحٌ بِأَثْنَاءِ الزمامِ كَاَنَّمَا … تَخَالُ بِها مِن عَدْوها طَيْفُ جِنَّة ِ
إلى حيثُ يلفى الجودُ سهلاً منالهُ … وخيرِ امرى ٍ شدتْ إليهِ وحطتِ
إلى خَيْرِ مَنْ سَاسَ الرّعيَّة َ عَدْلُهُ … وَوطَّدَ أَعْلاَمَ الهُدَى فاسْتَقَرَّتِ
حبيشَ حبيشُ بنُ المعافى الذي بهِ … أمرتْ حبالُ الدينِ حتى استمرتِ
ولَوْلا أَبُو اللَّيْثِ الهُمَامُ لأَخْلَقَتْ … مِنَ الديْنِ أَسبَابُ الهُدَى وأَرَثَّتِ
أقرِّ عمودَ الدينِ في مستقرهِ … وقدْ نهلتْ منهُ الليالي وعلتِ
ونَادَى المعَالي فاسْتَجَابَتْ نِدَاءَهُ … ولوْ غيرهُ نادى المعالي لصمتِ
ونِيطَتْ بحَقْوَيْهِ الأُمُورُ فَأَصْبَحَتْ … بظل جَنَاحِيْهِ الأُمورُ اسْتَظَلَّتِ
وأحيا سبيلَ العدلِ بعدَ دثورهِ … وأنهجَ سبلَ الجودِ حينَ تعفتِ
وَيُلْوي بأَحْداثِ الزَّمَان انْتِقامُهُ … إِذَا مَا خُطوبُ الدَّهْرِ بالنَّاس أَلْوَتِ
ويَجزيكَ بالحُسْنَى إِذَا كنْتَ مُحْسِناً … وَيغتَفِرُ العُظْمَى إِذا النَّعْلُ زَلَّتِ
يلمُّ اختلالَ المعتفينَ بجودهِ … إذا ما ملماتُ الأمورِ ألمتِ
هُمامٌ، وَرِيُّ الزَّنْدِ، مُسْتَحْصِدُ القُوَى … إذا ما الأمورُ المشكلاتُ أظلتِ
إِذَا ظُلُمَاتُ الرّأْي أُسْدِلَ ثَوْبُها … تَطلَّعَ فِيهَا فَجْرُهُ فَتَجَلَّتِ
به انكشفتْ عنا الغيابة ُ وانفرتْ … جلابيبً جورٍ عمنا فاضمحلتِ
أغرُّ ربيطُ الجأشِ، ماضٍ جنانهُ … إذا ما القلوبُ الماضياتُ ارجحنتِ
نَهُوضٌ بثِقْلِ العبءِ مُضْطَلِعٌ بهِ … وإِنْ عَظُمَتْ فِيه الخُطوبُ وجَلَّتِ
تطوعُ لهُ الأيامُ خوفاً ورهبًة … إذا امتنعتْ من غيره وتأبتِ
لهُ، كلَّ يومٍ، شملَ مجدٍ مؤلفٍ … وشملٌ ندى َ بينَ العفاة ِ مشتتِ
أبا الليثِ، لولا أنتَ لانصرمَ الندى … وأدركتَ الأحداثُ ما قدْ تمنتِ
أَخَافَ فُؤَادَ الدَّهْرِ بَطْشُكَ فانْطَوتْ … على رعبٍ أحشاؤهُ وأجنتِ
حَلَلْتَ مِنَ العِزِّ المُنيفِ مَحَلَّة ً … أَقَامَتْ بِفَوْدَيْهَا العُلَى فأَبَنَّتِ
ليهنىء َ تنوخاً خيرُ أسرة ٍ … إذا أحصيتْ أولى البيوتِ وعدتَ
وأنكَ منها في اللبابِ الذي لهُ … تَطأَطَأَتِ الأَحْيَاءُ صُغْراً وذَلَّتِ
بنى لتنوخِ اللهِ عزاً مؤبداً … تزلُّ عليهِ وطأة َ المتثبتِ
إِذَا ماحُلُومُ النَّاس حِلْمَكَ وازَنَتْ … رَجَحْتَ بأَحْلامِ الرجَال وخَفَّتِ
إِذَا مَا يَدُ الأَيَّامِ مَدَّتْ بَنَانَها … إليكِ بخطبٍ لمْ تنلكَ وشلتِ
وإنْ أزماتُ الدهرِ حلتْ بمعشرِ … أرقتَ دماءَ المحلِ فيها فطلتِ
إذا ما امتطينا العيسَِ نحوكِ لم نخفْ … عِثَاراً ولَمْ نَخْشَ اللَّتَيَّا ولاَ الَّتي