مَن يحاول في الدهر مجداً أثيلا … فليجّرد له الحسامَ الصقيلا
جعل السيف ضامناً وكفيلاً … لبني المجد فاتخذه مقيلا
وإذا ما سلكت ثم سبيلاً … فاجعل السيف هادياً ودليلا
عرّفتكم حوادث الدهر أمراً … كان من قبل هذه مجهولا
كشفت عن ضمائر تضمر الغدر … وتبدي وفاءها المستحيلا
وإذا لم تجد خليلاً دفياً … فاعلم أنَّ الحسام أوفى خليلا
طالما عرّف الزمان بقوم … بدّلتهم خطوبه تبديلا
لا تبلّ الغليل ما عشت منهم … أو يبلّ الصمصام فيهم غليلا
وإذا لم يكن لحلمك أهل … فمن الحلم أنْ تكون جهولا
لا أرى فعلك الجميل بمن لم … يرع عهداً من الجميل جميلا
رضي الله عنك أغضبت قوماً … ما أرادوا غير الفساد حصولا
فلبئس القوم الذين أرادوا … بك من سائر الأنام بديلا
وسعوا في خرابها فاستفادوا … أملاً خائباً وعوناً خذولا
ويميناً لو يملكوها علينا … تركوها معالماً وطلولا
إنّما حاولوا أمانيَّ نفس … حملتهم إذ ذاك عبئاً ثقيلا
ربما غرّت المطامع قوماً … غادرت منهم العزيز ذليلا
أمَّلوا والمحال ما أمّلوه … سؤدداً عنك فيهم لن يحولا
لم ينالوا ما نلت من رفعة القدر … ولو جيء بالجيوش قبيلا
أجمَعوا أمْرَهُم ولله أمرٌ … كان من فوق أمرهم مفعولا
ثم لما جاؤوا إليكم سراعاً … نزلوا عن مرابض الأسد ميلا
فعبرتم نهر المجرة مخلين … مكاناً لهم عريضاً طويلا
نزلوا منزل الشيوخ وتأبى … شفرة السيف أن يكونوا نزولا
ثم لم يلبثوا خلافك في الدار … كما يشتهون إلاّ قليلا
رحلتها عنهم سيوف حداد … ورجال تعبي الرجال الفحولا
إنْ تصادم بها قواعد رضوى … أوشكت في صدامهم أن تزولا
بذلت نفسها لديك ورامت … منك في بذلها الرضا والقبولا
كلّما استلت المهندة البيض … أسالت من الدماء سيولا
فتركت الأعداء ترتقب الموت … منالرعب بكرة وأصيلا
وملأت الأقطار بالخيل والرَّجل … صليلاً مريعة وصهيلا
إنّ يوماً عبرت فيه عليهم … فتنادت عنك الرحيل الرحيلا
هربوا قبل أن يروا صولة الليـ … يث وإن يشهروا دماً مطولا
يوم كان الفرار أهونَ من أنْ … تستبيح السيوف منها قتيلا
ذلّ من لا يرى المنيّة عزّاً … في سبيل العلى وعاش ذليلا
لو أقاموا فيها ولو بعض يوم … لأخذت الأعداء أخذاً وبيلا
ولأكثرت فيهم القتل والسَّبـ … ـي ومثّلتهم بها تمثيلا
وتركت النساء ثكلى أيامى … تكثر النوح بعدهم والعويلا
بلغتك الأقدار ما كنت تبغيه … وكفّت عدوّك المخذولا
وشفيت الصدور منا فقلنا … صحّ جسم العلى وكان عليلا
أيّد الله فارس بن عجيل … مثل ما أيّد الإله عجيلا
وبما رحمةة منالله حلّت … بلغ اليوم آمل مأمولا
أمِنَ الخائفون في ظلِّ قوم … منع الخطب بأسه أنْ يصولا
عاد للملك حافظاً ومن … على الناس ستره المسبولا
كلما كرّ كرّة ً بعد أخرى … بعث الرعب في القلوب رسولا
ما ثناه عن المكالام ثانٍ … وأبى أن يرى الكريم بخيلا
يقتفي إثْرَ جَدِّه وأبيهِ … وكذا تتبع الفروع الأصولا
فهنيئاً لكم معارج للمجد … شباباً تسمونها وكهولا
رفعة في العلاء أورثتموها … من قديم الزمان جيلاً فجيلا
والمعالي لا ترتضي حيث شاءت … غير أكفائها الكرام بعولا
إنَّ أسلافكم إذا خطبوها … جعلوا مهرها قناً ونصولا
قد بذلتم من النضار سيولا … وجررتم من الفخار ذيولا
لا تنال العداة منكم مراماً … افيرجون للنجوم وصولا
كيف تدنو منكم وأنتمْ أسودٌ … ما اتخذتم غير الأسنة غيلا
فإذا ما ادَّعيتم الفخر يوماً … فكفى بالقنا شهوداً عدولا
قد خلقتم صبابة في المعالي … صبوة الصب ما أطاع العذولا
فانتشيتم وللهوى نشوات … فكأني بكم سقيتم شمولا
لابرحتم مناهلاً ترد العا … فون من عذب وردها سلسبيلا
وبقيتم مدى الزمان وأبقيتم … حديثاً عن بأسكم منقولا