ما للمدامِ تديرُهَا عيناكِ، … فيميلُ في سكرِ الصِّبَا عطفاكِ؟
هَلاّ مَزَجْتِ لَعاشِقِيكِ سُلافَها … ببرودِ ظلمِكِ أو بعذْبِ لماكِ؟
بلْ ما عليكِ، وقد محضْتُ لكِ الهوى ، … في أنْ أفوزَ بحظوة ِ المسواكِ؟
ناهِيكِ ظُلْماً أنْ أضَرْ بيَ الصّدَى … بَرْحاً، وَنَالَ البُرْءَ عُودُ أرَاكِ
واهاً لعطفِكِ، والزّمانُ كأنّما … صبغَتْ غضارَتُهُ ببردِ صباكِ
وَاللّيلُ، مَهْمَا طالَ، قَصّرَ طُولَهُ … هاتي، وَقَدْ غَفَلَ الرّقيبُ، وَهاكِ
وَلَطَالَمَا اعْتُلّ النّسِيمُ، فَخِلتُهُ … شكْوَايَ رَقَتْ فَاقْتَضَتْ شَكْوَاكِ
إنْ تَألَفي سِنَة َ النّؤومِ خَلِيّة ً، … فلطالمَا نافَرْتِ فيّ كراكِ
أوْ تَحْتَبي بالهَجْرِ في نادي القِلى ، … فَلَكمْ حَلَلْتُ إلى الوِصَالِ حُبَاكِ
أمّا مُنى نَفْسِي، فَأنْتِ جَمِيَعُهَا؛ … يا لَيْتَني أصْبحْتُ بَعْضَ مُنَاكِ
يدنُو بوصلِكِ، حينَ شطّ مزارُهُ، … وهمٌ، أكادُ بهِ أقبّلُ فاكِ
وَلَئِنْ تَجَنّبْتِ الرّشَادَ بِغَدْرة ٍ … لمْ يهوِ بي، في الغيّ، غيرُ هواكِ
للجَهْوَرِيّ، أبي الوَليدِ، خَلائِقٌ … كالرّوْضِ، أضْحَكَهُ الغَمَامُ الباكي
ملكٌ يسوسُ الدّهرَ منهُ مهذَّبٌ، … تَدْبِيُرهُ للمُلْكِ خَيْرٌ مِلاكِ
جَارَى أبَاهُ، بَعدَ ما فَاتَ المَدَى ، … فَتَلاهُ بَينَ الفَوْتِ وَالإدْرَاكِ
شمسُ النّهارِ وبدرُهُ ونجومُهُ … أبناؤهُ، منْ فرقدٍ وسماكِ
يَسْتَوضحُ السّارُونَ زُهْرَ كَواكِبٍ … مِنْهُمْ تُنِيرُ غَيَاهِبَ الأحْلاكِ
بشراكِ يا دنْيَا، وبشرانَا معاً، … هَذا الوَزِيرُ أبُو الوَلِيدِ فَتَاكِ
تْلْفَى السّيادة ُ ثَمّ إنْ أضْلَلْتِها، … وَمَتى فَقَدْتِ السّرْوَ، فهوَ هُنَاكِ
وَإذا سَمِعْتِ بِوَاحِدٍ جُمِعَتْ لَهُ … فِرَقُ المَحَاسِنِ في الأنَامِ، فَذَاكِ
صَمْصَامُ بادِرَة ٍ، وَطَوْدِ سكينَة ٍ، … وَجَوَادُ غَايَاتٍ، وَجِذْلِ حِكاكِ
طَلْقٌ يُفَنَّدُ في السّماحِ، وَجاهِلٌ … منْ يستشفّ النّارَ بالمحراكِ
صنعُ الضّميرِ، إذا أجالَ بمهرَقٍ … يمناهُ، في مهلٍ، وفي إيشاكِ
نظمَ البلاغة َ، في خلال سطورِهِ، … نَظْمَ الّلآلي التُّومِ في الأسْلاكِ
نَادَى مَساعِيَهُ الزّمَانُ مُنَافِساً؛ … أحْرَزْتِ كُلّ فَضِيلَة ٍ، فَكَفَاكِ
ما الوردُ، في مجناهُ، سامرَهُ الندى … مِتَحَلّياً، إلاّ بِبَعْضِ حُلاكِ
كلاّ ولا المسكُ، النَّمومُ أريجُهُ، … متعطّراً، إلاّ بوسمِ ثناكِ
اللّهوُ ذكرُكِ، لا غناءُ مرجِّعٍ، … يفتنّ في الإطلاقِ والإمساكِ
طارتْ إليكِ بأوْليائِكِ هزّة ٌ، … تهفو لها أسفاً قلوبُ عداكِ
يا أيّهَا القَمَرُ، الّذِي لِسَنَائِهِ … وَسَنَاهُ تَعْنُو السَّبْعُ في الأفْلاكِ
فرحُ الرّياسة ِ، إذْ ملكتَ عنانها، … فرحُ العروسِ بصحّة ِ الإملاكِ
من قالَ إنّكَ لستَ أوحدَ في النُّهَى … والصّالحاتِ، فدانَ بالإشراكِ
قلِّدْنيَ الرّأيَ الجميلَ، فإنّهُ … حسبي ليومَيْ زينة ٍ وعراكِ
وغذا تحدّثَتِ الحوادثُ بالرَّنَا … شَزْراً إليّ، فَقُلْ لَها: إيّاكِ
هوَ في ضَمانِ العَزْمِ، يَعبِسُ وَجهُهُ … للخطْبِ، والخلقِ النّدي الضّحَاكِ
وَأحَمَّ دارِيٍّ، تَضَاعَفَ عِزُّهُ، … لمّا أهينَ بمسحَقٍ ومداكِ
والدَّجنُ، للشّمسِ المنيرة ِ، حاجبٌ، … والجفنُ مثوَى الصّارمِ الفتّاكِ
هَنَأتْكَ صِحّتُكَ، التي، لَوْ أنّها … شَخْصٌ أُحَاوِرُهُ، لَقُلْتُ هَنَاكِ
دامَتْ حَيَاتُكَ ما استُدمتَ فلم تزَلْ … تَحْيَا بكَ الأخْطارُ بَعدَ هَلاكِ