ما سرُّ سكانِ الحِمى بِمُذاعِ … عندي ولا عهدُ الهوى بِمضاع
أين الحِمى مني سقى اللهُ الحِمى … ريّاً وكان له الحفيظَ الراعي
ومنازلاً بينَ البقاعِ وراهطٍ … أكرمْ بها من أربُعٍ وبقاعِ
تلكَ المنازلُ لا منازلُ أنهجتْ … بين الكثيب الفردِ والأجراعِ
كم بات يُلهينى بها مصنوعة ُ الـ … ألحان أو مطبوعة ُ الأسجاعِ
إنسية ٌ بيضاءُ أو أيكية ٌ … ورقاءُ عاكفة ٌ على التَّرجاعِ
كحلاءُ ضاقتْ عن إِجالة ِ مرْودٍ … وجراحها في القلبِ جدُّ جراعِ
ومدامة ٍ لم يُبقِ طولُ ثَوائها … في خِدرها إِلاَّ وميضَ شُعاعِ
من كفِّ مصقولِ العوارضِ آنسٍ … يرنو بمقلة جؤذرٍ مُرتاعِ
وقفتْ عقاربُ صدغهِ في خدهِ … حيرى وباتتْ في القلوب سواعي
راضتْ خلائقهُ العقارُ وبدِّلتْ … نزقَ الصبى بموقّرٍ مطواعِ
في روضة ٍ نسجتْ وشائعَ بُرْدها … كفُّ السَّحاب وأيُّ كفّ صنَاعِ
حلَّتْ بها الجوزاءُ عِقد نطاقِها … فتباشرتْ بالخصبِ والإمراعِ
وعلا زئيرُ الليثِ في عرصاتها … ما بينَ طرْفٍ واكفٍ وذراعِ
وتدافعتْ تلك التلاعُ فأتأقتْ … غدرانها بأتيِّ ذي دفَّاعِ
فكأنّما الملكُ المعظّمُ جادها … بنوالِه المتدفقِ المُنْباعِ
الخائض الغَمَراتِ في رَهَج الوغى … والحربُ حاسرة ٌ بغيرِ قِناعِ
والقومُ بينَ مردَّعٍ بدمائهِ … ومعرّدٍ بذَمائه مُنْصاعِ
في موقفٍ ضنكٍ كريهٍ طعمهُ … حُبسَ الفوارسُ منه في جَعجاعِ
بمطهَّمٍ نهدٍ كأنَّ مرورهُ … سيلٌ تدافع من متون تلاعِ
أولقوة ٍ شغواءَ حقًّق طرفُها … من رأسِ مرقبة ٍ طلاً في قاعِ
ومهنَّدٍ يبدو على صفحاتهِ … رقراقُ ماءٍ فوق نملٍ ساعِ
ومثقّفٍ إنْ رامَ مهجة َ فارسٍ … لم تَحمها موضونة ُ الأدراعِ
فكأنَّ مُحكمة َ السوابغِ عنده … من نسجِ خرقاءَ اليدينِ لكاعِ
بجنانِ مضَّاءِ العزائمِ رأيهُ … في الحربِ غيرُ الفائلِ الضَّعضاعِ
وكأنّما يختالُ في غمراتها … والنقعُ قد ستر الدُّجى بِلِفاعِ
ليثُ الشرى في متن أَجدلَ كاسرٍ … في الأرض تسألُ عن ذوي الإدقاعِ
خُلقتْ أناملُهُ لحطم مُثقَّفٍ … ولفلَّ هنديّ وحفظِ يراعِ
ما راية ٌ رفعتْ لأبعدِ غاية ٍ … إلاّ تلقّاها بأطولَ باعِ
ملأتْ مساعيهِ الزمانُ فدهرهُ … يومانَ يومُ قرى ً ويومُ قراعِ
وشأتْ أياديهُ الغيوثُ لأنها … تبقى وتلك سريعة ُ الإِقلاعِ
وله إِذا افتخر الملوكُ مفاخرٌ … لا تُعتَلى بأبُوَّة ٍ ومَساعِ
ماأوقدتْ نارُ الكرامِ بوهدة ٍ … في المحلِ إلاَّ شَبَّها بيَفاعِ
ترجوهُ أملاكُ الزمانِ وتتّقي … سطواتُ ضرّارٍ لهم نفاّعِ
ياأيها الملكُ المعظَّمُ دعوة ً … من نازحٍ قلقِ الحشا مُرتاعِ
لا يأتلي لدوامِ ملككَ داعياً … وإِلى وَلائك في المحافِل داعي
يُهدي إِليك من الثَّناءِ ملابساً … تضفو وتصفو من قذى الأطماعِ
مصقولة َ الألفاظِ يلقاها الفتى … من كل جارجة ٍ بسمعٍ واعِ
فأبدعتَ فيما تنتحيه قأبدعتْ … فيك المدائحُ أيَّما إِبداعِ
فإلى متى أنا بالسفارِ أضيّعُ الـ … أيامَ بين الشدّ والإيضاعِ
حلفَ الرَّحالة َ والدجى فرواحلي … ما تأتلي ممعوطة َ الأنساعِ
أشبهتُ عِمراناً وأَشبهَ كلُّ منْ … جاوزتُ منزلهُ فتى زنباعِ
بَيْنا أُصَبّحُ بالسلامِ محلة ً … حتى أمسّي أهلها بوداعِ
أبدأ أرقّحُ كي أرقّعَ خلّة ً … من حالة ٍ مثل الردا المُتداعي
قسماً بما بينَ الحطيمِ إلى الصّفا … من طائف متنسكٍ أو ساعِ
إِني إِلى تقبيلِ كفكَ شيّقٌ … شوْقاً يضمُّ على جوى ً أَضلاعي