لك البشرى ودمت قرير عين … بشأوي كوكبيك الثاقبين
مليكي حمير نشا وشبا … بتيجان السناء متوجين
صفيي ما نمت عليا معد … وسيطي يعرب في الذروتين
وسيفي عاتقيك الصارمين … وطودي مفخريك الشامخين
هما للدين والدنيا محلا … سويداواهما في المقلتين
نذرتهما لدين الله نصرا … فقد قاما لنذرك وافيين
وما زالا لديك ولن يزالا … بأعباء الخلافة ناهضين
شرائع كنت مبدعها وكانا … على مسعاك فيها دائبين
وقاما في سماء علاك نورا … وإشراقا مقام النيرين
فحاط الملك أكلأ حائطين … وحل الدين أمنع معقلين
بحاجب شمس دولة عبد شمس … وسيف الله منها في اليدين
وناصرها الذي ضمنت ظباه … حمى الثغرين منها الأعليين
غذوتهما لبان الحرب حتى … تركتهما إليها آنسين
وما زالا رضيعيها عوانا … وبكرا ناشئين ويافعينب
فما كذبت ظنونك يوم جاءا … إلى أمد المكارم سابقين
ولا خابت مناك وقد أنافا … على رتب المعالي ساميين
ولا نسيت عهود الحارثين … ولا ضاعت وصايا المنذرين
ولا خزيت مآثر ذي كلاع … ولا أخوت كواعب ذي رعين
ولما استصرخ الإسلام طاعا … إلى العادات منك مبيين
كما لبيته أيام تلقى … سيوف عداته بالراحتين
تراث حزت مفخره نزاعا … إلى أبناء عمك في حنين
وقدت زمامه حفظا ورعيا … إلى سبطي علاك الأولين
فيا عز الهدى يوم استقلا … لحزب الله غير مواكبين
ويا خزي العدى لما استتما … إليهم بالكتائب قائلين
وقد نهدا بأيمن طائرين … وقد طلعا بأسعد طالعين
وقد جاءت جنود النصر زحفا … تلوذ بظل أكرم رايتين
كتائب مثل جنح الليل تبأى … على بدر الظلام بغرتين
لكل مقضقض الأقران ماض … كأن بثوبه ذا لبدتين
فتى ولدته أطراف العوالي … ومقعصة المنايا توأمين
كأن سنانه شيعي بغي … تقحم ثائرا بدم الحسين
وكل أصم عراص التثني … وذي شطب رقيق الشفرتين
كأنهما وليل الحرب داج … سنا برقين فيها خاطفين
أما وسناهما يوم استنارا … بنور الأبلجين الأزهرين
وراحا بالمنايا فاستباحا … ديار لميق غير معردين
وقد جاشت جيوش الموت فيها … بأهول من توافي الأيهمين
كأن مجرة الأفلاك حفت … بها محفوفة بالشعريين
وقد زمت ركاب الشراك منها … إلى سفر وكانا الحاديين
وناءا بالدماء على رباها … حيا للدين نوء المرزمين
لعزم موفقين مسددين … وبأس مؤيدين مظفرين
وقد خسفا كرنة بالعوالي … وبوغة بادئين وعائدين
لقد زجر الهدى يوم استطارا … إلى الأعداء أيمن سانحين
وشام الكفر يوم تيمماه … بجند الحق أشأم بارقين
فتلك مصانع الأمن استحالت … مصارع كل ذي ختر ومين
لغاو سل سيف النكث فيها … كما نعب الغراب بيوم بين
فأضحت منه ثانية لحزوى … وولى ثالثا للقارظين
تناديه المعاهد ليت بيني … وبينك قبل بعد المشرقين
لئن وجدته أشأم من قدار … لقد عدمته أخيب من حنين
سليب الملك منبت الأماني … وفقد العز إحدى المينتين
طريد الروع لو حسب الزبانى … تلاحظه لغار مع البطين
وكل مخادع لك لم يخادع … حسامك منه حسم الأخدعين
هوت بهم مواطئ كل غدر … إلى أخزى موارد كل حين
لسيف لا تقي حداه نفسا … تراءى من وراء الصفحتين
فباء عداك من خلف الأماني … ومن فقد الحياة بخيبتين
فللإشراك كلتا الخزيتين … وللإسلام إحدى الحسنيين
مغانم لا يحيط بهن إلا … حساب الكاتبين الحافظين
كأن الأرض جاءتنا تهادى … بوجرة أو بشعبي رامتين
بكل أغر سامي الطرف غلت … يداه للإسار بيارقين
وأغيد أذهلت سيفاك عنه … هريت الشدق عبل الساعدين
فيا سمر القنا زهوا وفخرا … بين الجحفلين
ويا قضب الحديد خلاك ذم … بما أحرزت من قصب اللجين
بطعن الأكرمين الأجودين … وضرب الأمجدين الأنجدين
فلله المنابر يوم تبأى … بفتح جاء يتلو البشريين
لئن كان اسمه في الأرض فتحا … فكنيته تمام النعمتين
وخر لها الصليب بكل أرض … صريعا للجبين ولليدين
مآثر عامريين استبدا … لساحات المكارم عامرين
وهمات تنازع سابقات … إلى ميراث ملك التبعين
هما شمسا مفارق كل فخر … فخل سناهما والمغربين
وبحرا الجود ليثا كل غاب … فكل عدويهما بالعدوتين
ويا قطب العلا مليت نعمى … تملاها بقرب الفرقدين
فقرة أعين الإسلام ألا … تزال بمن ولدت قرير عين