لعمرك ما ضيف ابن موسى بصائمٍ … إذا ضافه يوما وإن عُدَّ صائما
دعانا فعدّانا صياما بمُشبِع … من العلم مُروٍ يتركُ البالَ ناعما
فكان قِرًى قبل القِرى مُتعجلاً … شهياً مرياً للنفوس ملائما
ولم نر مثل العلم زاداً مُقدَّماً … له محملٌ خِفٌّ وإن كان عاصما
وعللّنا من قبله بمناظرٍ … لهونا بها حتى نسينا المطاعما
أثاثٌ يحار الطرفُ فيه كأنه … ربيعٌ تصدَّى للربيع مُراغما
فقل في ربيع في ربيع أراكه … ربيعٌ يرى حمدَ الرجال مغانما
ثلاثة ُ أشكال نُظمن وربما … أتاح مُتيحٌ للفرائد ناظما
ظللنا يذودُ الجوعَ عنا كأنه … يذبُّ عدوا أن يُبيح محارما
بمستمعٍ طورا وطورا بمنظرٍ … يرى من رآه أنه كان حالما
فما زال يُوفي خدمة المجدِ حقَّها … إلى أن دعاه المجد أفديك خادما
خفيفا ذفيفا قالص الذيل قاعدا … لإعداد ما يُرضي النزيلَ وقائما
وقرَّب منا الفرقدين ولم نكن … ننال ذراري السماء القوائما
بُنيان تلتذُّ الأنوفُ نثاهما … إذا ذاقت الأفواهُ تلك الملاثما
سعيدان ميمونان تعرف فيهما … من اليُمن آياتٍ له ومعالما
أبرَّا على الولدان حُسنا ونازعا … جحاجحة َ القومِ السجايا الكرائما
ظللنا نباري سُنة الشمس يومَنا … بوجهيهما لانسألُ الحيفَ حاكما
إذا نحن فاتحْنا أخا الكُبرِ منهما … سؤالا وجدْنا واعي القلب عالما
فإن نحن ناغمناه أخاه استفزنا … سروراً ففدينا الغزالَ المُناغما
وما منهما إلا الذي ما أتى له … من السن ما يبتز عنه التمائما
فلما أحل الزادَ للقوم وقتُه … أتى بطعامٍ أذكر القومَ حاتما
قديرٌ من الخرفان كان رضيفُه … شِواءً من الرُّقط الثقيل مغارما
وكان إذا ما زاره الزَّورُ مرة ً … توقع معلوفُ الدجاج الملاحما
وأرّخ بالحلواء تأريخَ مُحسنٍ … وخيرُ المساعي خيرهُن خواتِما
ولا شِعر إلا ما يُقفَّى رويُّه … إذا قام بالشعر الرواة ُ المقاوما
شهدنا له جُودا أراناه ماجدا … وبُقيا على النعمى أرتناه حازما
وما أحسن النُّعمى إذا هي جاورت … فتى ً يحفظ النعمى ويبني المكارما
فلا زال موطوءَ البساطِ بأخمصٍ … حبيبٍ إليه يألفُ الوفرَ سالما
مُفيدا مفيتا يُسبغُ اللَّهُ فضلهُ … عليه ويُوليه الأخلاءَ دائما
وفي هذه من دعوة ٍ لي شِرْكة ٌ … ولا بأس قد يدعو الصديقُ مقاسما
ومن يدعُ يوما للفراتِ فإنما … دعا للذي يرويه ظمآنٌ حائما
فمُتِّع بابنيه متاعا يسرُّه … على رغم من أضحى لذلك راغما
وغيرُ كثيرٍ لابن موسى فعالُهُ … وإن فعلَ المستحسناتِ الجسائما
يشيدُ بنًى ألفى أباه يشيدُها … ومثل ابن موسى رام تلك المراوما
ومثل أبيه الخير أعقبَ مثله … سقى الله هاتيك العظام الرَّمائما