قد خطبنا للمستضيء بمصر … نائب المصطفى إمام العصر
وخذلنا لنصرة العضد العاضد … والقاصر الذي بالقصر
وأشعنا بها شعار بني العباس … ماستشرت وجوه النصر
ووضعنا للمستضيء بأمر الله … عن أوليائه كل إصر
وتركنا الدعي يدعو ثبورا … وهو بالذل تحت حجر وحصر
وتباهت منابر الدين بالخطبة … للهاشمي في أرض مصر
وجرى من نداه دجلة بغداد … بشطر ونيل مصر بشطر
وقد اهتز للهدى كل عطف … مثلما افتر بالمنى كل ثغر
فبجدواه زائل كل فقر … وبنعماه آهل كل فقر
ونداء الهدى أزال من الأسماع … ماع في كل خطة كل وقر
نشكر الله إذ أتم لنا النصر … ونرجو مزيد أهل الشكر
ولدينا تضاعفت نعم الله … وجلت عن كل عد وحصر
فاغتدى الدين ثابت الركن في مصر … محوط الحمى مصون الثغر
واستنارت عزائم الملك العادل … نور الدين الكريم الأغر
وبنو الأصفر القوامص منه … بوجوه من المخافة صفر
عرف الحق أهل مصر وكانوا … قبله بين منكر ومقر
هو فتح بكر ودون البرايا … خصنا الله بافتراع البكر
وحصلنا بالحمد والأجر والنصر … وطيب الثنا وحسن الذكر
ونشرنا أعلامنا السود مهرا … للعدى الزرق بالمنايا الحمر
واستعدنا من أدعياء حقوقا … تدعى بينهم لزيد وعمرو
والذي يدعي الإمامة بالقاهرة … انحط في حضيض القهر
خانه الدهر في مناه ولا يطمع … ذو اللب في وفاء الدهر
ما يقام الإمام إلا بحق … ما تحاز الحسناء إلا بمهر
خلفاء الهدى سراة بني العباس … والطيبون أهل الطهر
بهم الدين ظافر مستقيم … ظاهر قوة قوي الظهر
كشموس الضحى كمثل بدور الثم … كالسحب كالنجوم الزهر
قد بلغنا بالصبر كل مراد … وبلوغ المراد عقبى الصبر
وتمام الحبور ما تم من خطبة … خير الخلائف ابن الحبر
مهبط الوحي بيته منزل الذكر … بشفع من المثاني ووتر
ليس مثري الرجال من ملك المال … ولكنما أخو اللب مثر
ولهذا لم ينتفع صاحب القصر … وقد شارف الدثور بدثر
لسوى نظم مدحه أهجر النظم … فما مدح غيره غير هجر
وأرتنا له قلائد من … وبر ليست بجيد ونحر
وبإنعامه تزايد شكري … وبتشريفه تضاعف فخري
كم ثراء وقوة وانشراح … منه في راحتي وقلبي وصدري
وعلي النذور في مثل ذا اليوم … وهذا يوم الوفاء بنذري
واستهلت بوارق الأنعم الغر … به في حيا الأيادي الغزر
نعش الحق بعد طول عثار … جبر الحق بعد وهن وكسر
دام نصر الهدى بملك بني العباس … حتى يكون يوم الحشر