فاخري أيّتها الدارُ النجوما … هنَّ في الضوء، وفي الجوِّ الغيوما
ونعم أنتِ بآل المُصطفى … معدنُ الفخر حديثاً وقديما
لم تلد أمُّ المعالي منهم … فيكِ إلاّ واضحَ الوجه كريما
معشرٌ طابوا فروعاً في العُلى … وزكوا في طينة المجد أُروما
فُقدَ المعروف إلاّ عندهم … وغدا الدهرُ ـ وحاشاهم ـ لئيما
وكفاهم «بأبي المهديّ» فخراً … حيثُ أضحى لهم اليومَ زعيما
المحيّا عند بذل الجودِ وجهاً … صاحياً، والمُرتجى كفًّا مُغيما
تخجلُ المزنُ إذا ساجَلها … بيدٍ أرطبَ منهنَّ أديما
وتموتُ الشهبُ إن قابلها … بمحيًّا يكشفُ الليلَ البهيما
ليمَ في الجود، ولا جودَ لمن … لم يكن بين الورى فيه ملوما
وكريمُ الطبع مَن لم يتغيّر … طبعه في عذل من أضحى لئيما
ليس يثني الغيمَ عذلٌ فمتى … ينثني من علَّم الجودَ الغيوما
هممٌ لو عن مدى ً زاحمَها … منكبُ الدهرِ لردَّته حطيما
عادَ مرعى الفضل مخضرًّا به … وهو لولا جودُه كان هشيما
تُحمدُ الناسُ فان جاء به … لم نجد أحمدَهم إلاّ ذميما
ما بصلب الدهرِ يجري مثلُه … إذ على ميلاده صارَ عقيما
هو في أجفانه ثاني الكرى … قرَّة العينين منه أن يدوما
من أناسٍ ركبوا ظهرَ العُلى … وجروا في حلبة الفخر قديما
هم أقاموا عمدَ العليا وهمٍ … شرعوا فيها الصراطَ المستقيما
ذهبوا بيضَ المجالي طيبي … عُقدِ الأَزرِ مصاعيباً قُروما
وتبقّوا مِن بنيهم لعُلاهم … زينة َ في نحرها عِقداً نظيما
كأبي الهادي ذي الفضل ومَن … في معاليه لهم كان قسيما
ذلكَ الندب أخوه من برا … ه ربُّه من عنصر المجدِ كريما
ورضى العليا ومن غير الرضا … من عظيمٍ يدفعُ الخطبَ العظيما
ذكره بين الورى يهدي شذاً … عطّرت نفحة ُ ريّاه النسيما
وأخيه مصطفى الفخرِ الذي … لم تزل طلعتهُ تجلو الهموما
وكنجم الشرفِ الهادي إلى … بيتِ جدواه لمن نصَّ الرسوما
وأمينٍ ذي النهى َ من لم يزل … سالكاً نهجاً من التقوى قويما
كرماءٌ لا تُبارى كرماً … حُلماءٌ تزنُ الشمَّ حُلوما
كم دعتهم للقوافي ألسنٌ … تركت قلبَ أعاديهم كليما
يا نجوماً في سما المجد زهت … ويسرُّ المجدَ قولي يا نجوما
للعُلى أنتم مصابيحٌ كما … لشياطين العِدى كنتم رُجوما
قد أقرَّ الله منكم أعيناً … كم لحظتم بالغِنى فيها عديما
وحباهم فرحة ً تشملهم … والمحبين خصوصاً وعموما
ذهبَ الروع الذي غمَّ وقد … جاءت البشرى التي تنفي الغُموما
واستهلَّ السّعدُ في أبياتِكم … فاكتست من حُللِ الزهور قوما
بالفتى “عبد الكريم” المجتبي … وأمين الفضل من طاب أُروما
قد لعمري سُنن الحجّ لها … ما رأت مِثلهما أمسِ مُقيما
قيل نخشى لهما يدنو البلى … قلت لا يدنو وإن كان عظيما
فهما من أُسرة ٍ في برِّهم … يُدرءُ الخطبُ وإن كان جسيما
فحجيجُ البيتِ لمّا أنزل الله … فيهم ذلك الرجزَ الأليما
فعن الباقين منهم كرماً … بهما قد صرفَ الريحَ العقيما
فحطيمُ البيتِ لو لم يشهداه … كلُّ مَن قد أمّه أضحى حطيما
آل بيت المصطفى حيتكُمُ … غادة ٌ تجلو لكم وجهاً وسيما
أقبلت زهواً تهنّيكم بما … زاد مَن يحسدُ علياكم وجوما
فبقيتم في سرورٍ أبداً … ولكم لا برحَ السعدُّ نديما