عمى صباحا بعدنا واسلمي … يا دار صفراءَ على الأنعمِ
واحتلبي المزنَ أفاويقها … بينِ سماكيها إلى المرزمِ
مرضعة ً تفطمُ أولادها … من الثرى الجمّ ولم تُفطمِ
حتى ترى واسم روض الحمى … عليكِ خصبا أثرَ الميسمِ
وتخطري من خلل الزَّهر في ال … مفوَّف الموشيِّ والمعلمِ
وملِّيتْ أرضكِ ما تحمل ال … ريحُ إليها من هدايا السُّمي
دعاء من أقنعه البين بع … د العينِ بالآثارِ والمعلمِ
بكى النوى أمسِ فلم يدَّخرْ … دمعا يفيض اليومَ في الأرسمِ
خان بكاءُ العين أجفانه … فناح والنوحُ بكاءُ الفمِ
تكلَّمي إن كنتِ قوّالة ً … هيهات أو فاستمعي وافهمي
ومن بليات الهوى أنني … أستفصح الأخبارَ من معجمِ
أهلُكِ لا أهلكِ إلا الشجا … في الصدر لم يُلفظ ولمْ يُكظمِ
بأيّ عيشٍ حادثٍ بدّلوا … من عيشنا في ظلِّك الأقدمِ
وأيّ أرضٍ حملتْ أرضهم … فلم تمدْ خسفا ولم تظلمِ
كم خفروا ذمة َ مستسلمٍ … واحتقروا قتلَ امرئٍ مسلمِ
وأجرمتْ عينٌ فساقوا الضنا … إلى فؤادٍ ليس بالمجرمِ
وليلة ٍ بتُّ سهادي بها … لديكِ أحلى من كرى النوّمِ
معتصما من حرّ وجدي ببر … د الحليِ في جيدٍ وفي معصمِ
ندمان غضبان يريني الرضا … ومانع في صورة المنعمِ
تلين تحت الدلِّ أعطافه … وهو إذا استعطف لم يرحمِ
أمزج كأسي معه بالبكا … منه ولا أشربُ إلا دمي
فكيف يشفيني جنى ريقه … ووعده الإبدالَ بي مسقمي
الله لي من زمنٍ مائلٍ … عليّ جورا كيفَ قلتُ احكمِ
وصاحبٍ لو نقل الأرضَ ما … رأى عقالا ليَ في المغنمِ
يقسم بالوافي وبالبخس في ال … ناس وعندي خيبة ُ المقسمِ
ولو رعى الحقَّ وإنصافه … ما فاز بالقدح سوى أسهمي
للدهر عندي ولأبنائه … بعد اجتماعي وثبة ُ الأرقمِ
ووقفة ٌ لا يبلغ الجرح ما … يبلغ مفضى قولها المؤلمِ
تغادر الغدرَ قتيلا على … غربِ حسام الكلمِ المخذمِ
وتصبح الأعراضُ من بعدها … مفضوحة في موسمٍ موسمِ
لكنّ بيتا من بيوت العلا … بعدُ مشيدُ المجدِ لم يهدمِ
تضمُّني حوطة ُ أبنائه … ضمَّ وفاض النَّبل للأسهمِ
كأنّ أيديهم على خلَّتي … عصائبُ الجبرِ على الأعظمِ
بيتٌ بنى أيوبُ أركانه ال … عليا بناءَ الموثقِ المحكمِ
وتمَّ من أبنائه بعده … بالمسندِ الضابطِ والمدعمِ
رحِّلْ إليهم كلَّ خرَّاجة ٍ … من مخرمٍ غفلٍ إلى مخرمِ
تدوس باليمنى شمالا كما … قارن زندُ القادحِ الأجذمِ
لا يخلقُ الليل لألحاظها … وحشة َ عين العاكر المعتمِ
إذا احتذت أرجلها بالحصا … خدَّمها الإسآدُ بالعندمِ
إلى عميد الرؤساء انبرتْ … تلاحكُ الغاربَ بالمنسمِ
إلى فتى ً يسفرِ عن بشره ال … أبيض وجهُ الزمنِ الأقتمِ
أبلج يستعدى بإقباله … على هجوم القدرِ الأشأمِ
وتفتح الصفقة ُ في كفِّه … رتاجَ باب الأمل المبهمِ
يفقره الجودُ وفيه الغنى … والجودُ قدما ثروة ُ المعدمِ
وينزل العسرُ بمستصغرٍ … لديه والشكرُ بمستعظمِ
يمدُّ كفّاً في الندى سبطة … بعضّة النادم لم تُكلمِ
لو قرنتْ بالبحر لم تحتشمْ … أو مسحتْ بالنجم لم يُظلمِ
للرّشفِ واللثم مكانٌ بها … ينبو عن الدينار والدرهمِ
أرضى الإمامين وفاءٌ له … وذمّة ٌ بالغدر لم تذممِ
وذبَّ عن ملكهما صارمٌ … من رأيه بالعجز لم يُثلمِ
آزرهُ أو عزَّ مستبصرا … في الحق لم يرتب ولم يوهمِ
تعصمه العفّة والعزُّ أن … تأخذه لائمة ُ اللوَّمِ
لا حرَّم الحلَّ ولا استعذبت … شهوته يوما جنى محرمِ
ولا اقتفى إثر رجالٍ مضوا … عيابهم ملأى من المأثمِ
لم يصدفوا عن خلفاء الهدى … ولم يكافوا نعمة َ المنعمِ
حتى إذا نيطت به لوطفت … جروحها بالعاصب الملحمِ
قالوا له لما رأوه لها … خذ دستها العالي فقل واحكمِ
فأنتَ في الميراثِ في قعددٍ … منها بحقٍّ عنه لم تزحمِ
حملتها ثقلا وأكرمتَ في الص … بر فلم تعي ولم تسأمِ
مقامُ عزٍّ لك من رامه … تحرُّشا فرَّ من الضيغمِ
وساوسٌ حدَّثَ جنِّيُّها … قوما ولم يرق ولم يعزمِ
وربّ صعبٍ جاهلٍ حلمهُ … لم يعرف الصدر ولم يحلمِ
وطامعٍ شمَّ رياحَ المنى … في جوّها بالأجدع الأرغمِ
يجاذب الأقدارَ من دونها … بمسحلِ التدبيرِ لم يبرمِ
وعمر أيامك فيها وإن … أدواه عمرُ الجذعِ الأزلمِ
وأرقبُ الناس لما لا يرى … في الليل باغي عثرة ِ الأنجمِ
يا حافظَ المجد بحفظي ويا … معظمه في أنّه معظمي
ومعلقاً كفِّيَ ملمومة ً … في العهد لم تنكثْ ولم تفصمِ
غرستَ من ودِّك حلو الجنى … وربَّ غرسٍ ليس بالمطعمِ
وخاس قومٌ بجديد الهوى … وأنت راعٍ للهوى الأقدمِ
وإنما بقَّاك لي دونهم … تمسُّكي بالأكرمِ الأكرمِ
فاسمعْ أكايلك جزاءً بها … غنيمة ً جاءتك من مغرمِ
سيّارة ً في الأرض لم تغترضْ … عنساً إلى سير ولم تحزمِ
نافقة ً في موسمٍ مكسدٍ … ناطقة ً من زمنٍ مفحمِ
تنسى الليالي وهي مذكورة ٌ … ويهرمُ الدهر ولم تهرمِ
عزَّة ُ ذاتِ البعلِ فيها وإن … أعطتك ليناً ذلَّة الأيِّمِ
نسيبة إمّا إلى هاشم ال … قريضِ أو مخزومة ِ تنتمي
ما ضرَّها والعربْ أبياتها … آباؤها منّى الأب الأعجمي
فاشرح لها صدرا ومهرجْ مع ال … أنعمِ من عيشك فالأنعمِ
ملتقطا سمعك من جوهرِ ال … كلام ما أنثره من فمي