طافوا بقبرك والدموع سجام … ولكل قلب لوعة وأوام
قبر تضمن آية قدسية … رفعت فأكبر شأنها الإسلام
يا مضجع التقوى ويا جدث التقى … بكرت عليك تحية وسلام
ومجدد الإسلام بعد دثوره … حياك من صوب النعيم غمام
للمسلمين بكل عام موقف … فيه المآتم للتقى تقام
فيه الرزية لا يزال لدكرها … حزن تجدده لنا الأعوام
يا آية النور الذي فيه انجلى … المتقابلان الظلم والاظلام
لك اية القلم الذي لشباته … دانت ضباها البيض والأقلام
أضحت ملوك الأرض وهي مروعة … بيراعة نفذت لها الأحكام
حاطت حمى الدين الحنيف عن العدى … وغدت لدين الله وهي عصام
كم من يدلك لا يقوم بشكرها … نثر وليس يحدهن نظام
حررت من رق الأسار معاشراً … كانت تسام مذلة وتضام
نهضوا ولكن واثقين بقائد … بيديه كان النقض والأبرام
فد كنت ترعاهم بعين عناية … يقضى وتسهر والعيون نيام
أحييت مجدا للعراق وأهله … لله محي المجد وهو رمام
فالشعب يحكم نفسه في نفسه … وعليه عترة أحمد حكام
وأطاعك الشرق العصي فأهله … إن سرت ساروا أو أقمت أقاموا
كنت القوي على الخطوب تقلها … بضعيف جسمك والخطوب جسام
كنت المنار بلا ضلال لمهتد … رفعت له من نورك الأعلام
ونهضت مضطلعاً بكل عظيمة … منها ينوء متالع وشمام
وهديتنا نهج السبيل وحبذا … نهج نسير به وأنت إمام
وسننت في حفظ الشريعة منهجاً … تمشي به علماؤنا الأعلام
شرع النبي محمد بمحمد … قد عز جانبه فليس يرام
فله الشجاعة في العدى وله التقى … لله فهو الناسك الضرغام
ما كان عهد الناس قبل نهوضه … إن المدارس للأسود آجام
ومسدد الآراء يقصد ان رمى … غرض الصواب كأنهن سهام
لله قد نجحت سريرة قصده … إن السرائر بعضها الهام
يا باعثاً روح الحياة لأمة … قد فارقت أرواحنا الأجسام
ألفت شملهم الشتيت فأصبحوا … وهم يد تسطو وأنت حسام
حرمات دين بينهم محفوظة … وأخوة فكأنهم أرحام
وعهدت في أهل الكتاب بسيرة … فيها عهود رعاية وذمام
فضميرك التقوى وظاهرك الهدى … وفعالك الإحسان والإنعام
عدل وإحسان وارفة والد … فلتبك خير أب لها الأيتام
إن الوجود به تحلى جوهراً … قد زان صدر الدهر منه وسام
لولا الغلو لقلت إن ضريعه … حرم على من زاره الأحرام
وسيجمع التاريخ من اثاره … ورداً له صحف العلى أكمام
شرفت بأعظمك الزكية تربة … حق لها التعظيم والإكرام
لله نفسك انها قدسية … والنفس عند ذوي الحجي اقسام
فسعدت حيا والإمامة رتبة … وسعدت ميتا والجنان مقام
فجزيت خيراً من عميد مصلح … لا زال يذكر فضله الإسلام