ضَرَبوا بمُنْعـرَجِ اللـواءِ سرادِقا … فسقاهم جَفْني سحابـاً وادِقـا
لم أدعُ مد نزلوا العذيبَ وبارقا … إلا سقى اللهُ العذيبَ وبارقا
بَخلوا عـلى عَيني بحُسنِ لقائهـم … فظللتُ للنظـرِ الخَفـيِّ مُسارِقـا
إحدى النّوائبِ في الصّبابـة ِ أنّني … كنتُ الأمينَ فصرتُ فيها سارقا
ولكم خدودٍ في الخدودٍ نواضرٍ … لنواظرِ الحدقاتِ لحنَ حدائقا
مازالتِ العبراتُ يمطرُ نوؤها … حتى زَرعنَ عـلى الخُدودِ شَقائقا
أينَ الفؤادُ وكانَ عبدَ ودادهم … هلْ نلتُمُ يا قـومِ عَبداً آبقـا ؟
كم قلتُ إذ طلعت شموسُ وجوههم … سُبحانَ مَنْ جَعلَ الجُيوبَ مَشارِقا
وأزجِّ قوسِ الحـاجبـينِ وجدْتُـهُ … يرمي بسهمِ الشفرِ نحوي اشقا
والحسنُ أخرسُ ناطقٌ بكمالهِ … في وجههِ أفديهِ أخرس ناطقا
خصرٌ يقـولُ العاشقونَ لحُبِّهِ … يا ليَتَنا كُنـا عليـهِ مَناطقـا
سقياً لليـلِ مـا تُذُوكرَ عَهْدُهُ … إلا شققتُ من القميصِ بنائقا
لما بدا الكفُّ الخضيبُ رأيتني … جذلانَ للعنم الخصيبِ مرافقا
عانقتُ بدراً دونهُ بدرُ الدجى … أَرأيتَ للبـدرِ المُنـيرِ مُعانقا ؟
ولثمتُ مَبسَمهُ اللذيذَ وراقَني … رَشْفُ الرُّضابِ فرقتُ ريقا رائقا
لم يلتمس ماءَ الحياة ِ بجهدهِ … لو كانَ ذُو القَرنينِ منـهُ ذائقا
حتى استباحَ سنا الصباحِ حمى الدجى … وابتزَّ منهُ الضوءُ جنحاً غاسقا
ورأيتُ هامـاتِ الظَّـلامِ كأنّهـا … قد شبنَ من هول الصباحِ مفارقا
أيقنت أنَّ الدهرَ يسلبُ ماكسا … ظلماً ، ويظهر للسرورِ عوائقا
أَمِنَ الفَساد أذى الكسادِ فلن ترى … إلا نفاقـاً في البريّـة ِ نافِقـا
يا نفسُ جُوبي القَفرَ واجتْابي الدُّجى … وهبي أحاديثَ النفوسِ مخارقا
فلسوفَ تسفرُ سفرة ٌ عن طائلٍ … ويُوافقُ الأمـلُ القَضـاءَ السابِقا
ما لينُ ” مالين ” إذا أنا لم أجد … عيشاً عضيضاً في ذراهُ موافقا
لولا التمسكُ بالامامِ وحبلهِ … لغدوتُ في حلقِ المنية ِ زالقا
فارقتُ حضرتهُ وعدتُ مراجعاً … لما بلوتُ من اللئامِ خلائقا
كيفَ التخلُّفُ عن جوادٍ أَجتلى … في كلِّ عضوٍ من نداهُ شائقا
خفتُ الفناءَ عليَّ يومَ هجرتهُ … ونزلتُ صحنَ فنائي المتضائقا
فتركتُ أوطاني إليهِ خارجاً … عَنْهـا كما قمّصْتَ سَهماً مارِقا
هبـة ُ الالـهِ أبو محمـدٍ الـذي … راعى مـنَ الخُلُقِ الحَميدِ حَقائقا
أَسدي إلي منَ العَطـاءِ جلائـلاً … تذرُ المعاني في الثناءِ دقائقا
تَسْتلُّ هِمتُـهُ العليّـة ُ دائِبَا … سَيفاً لهامـاتِ الأعـادي فالِقـا
نعمٌ تشدُّ على العفاة ِ عقودها … وتعدُّ أطواقاً لهم ومخانقا
ما قَولُـهُ في خـادمٍ كَهلٍ الحجى … يلفيهِ في عددِ السنينَ مراهقا
خلى أباهُ وقومه متراحلاً … عنهم وخلفَ في الخدورِ عواتقا
وغَدا بخدمتِـهِ الشّريفـة ِ لاحِقاً … لا كانَ قطُّ بمن سواهُ لاحقا
هل يستحقُّ لدى الامامِ المرتجى … عزاً يسكنُ منهُ قلباً خافقا؟