سألَ شِعري بالرَغم عَنيَّ حزناً … أبتغي فَرحةً فما تَتَسَنَّى
كلُّ صَحْبي يشكون شكوايَ لكنْ … ربّما يضحكونِ خُسْراً وغَبنْا
لو لـ” جوتٍ ” تبد وتعاسةُ هذا الشعبِ … يوماً لكانَ أجملَ فنّا
لتناسَى ” الآمَ فَرترّ ” طرّاً … رُبَّ حزنٍ يُنسِي أخا البؤسِ حزنا
من شبابِ العراق تعلو الكآباتُ … وُجوهاً تفيضُ طُهراً وُحسْْنا
لو تَراها عجبتَ ان لا يَهُزَّ الشرخُ … قلباً او يُضحِكَ الزهوُ سِنا
أعلى هذه النُّفوسِ – من اليأس … استماتت – مستقبلُ الشعب يُبنى
يَتَغَذَّى دمَ القُلوب شبابٌ … لا يُريدُ الحياةَ ذُلاًّ ووَهْنا
خُدْعةٌ هذه المظاهرُ ما في القوم … فردٌ يعيشُ عَيشاً مُهَنْا
الثياب الفَرْهاء رفَّتْ عليهم … كضمادٍ غطَّ جِراحاً وطَعْنا
والاحاديثُ كلُّها تشتكي ” البؤسَ ” … وفصلُ الخطاب أنّا ” يَئِسْنا “
إيهِ أُمّاهُ ما أرابَ شقيقَ النفسِ … منّا حتى تَبعَّدَ عنّا
منذ يومينِ ليسَ يَعرِف عمّا … نحنُ فيه شيئاً ولا كيفَ بِتْنا
جائيا ذاهبا يقسِّم في الأوجه … لحظَيهِ من هُناكَ وهَنْا
إيه أُمّاهُ إن نفسي أحسَّت … ما يُُقذِّي عينا ويُوقِرُ أُذْنا
فانبرت دمعةٌ تُترجم عما … في ضمير الأُمِّ الحنونِ استَكَنّا
اِسمَعي يا عزيزّتي أنَا أوفى … منكِ خُبْراً إذْ كنتُ أكبر سِنا
ولدي مُذْ عَرَفتُه يملأ البيتَ … بتفكيرِهِ ارتهاباً وحُزناً
ولدي طامحٌ تُعنَيه آمالٌ كِثارٌ … إن الطَّموحَ مُعَنَّى
يَتَمنَّى كلَّ السُرور ولا يسطيعُ … نيلاً لبعض ما يَتَمنّى
لو بكفِّي مَنْعتُ جُلَّ القوانينِ … على الحقِ نِقْمةً أن تُسَنَّا
لا نظامٌ حرُّ فيرْعى الكفاءاتِ … ولا مَن يُقيمُ للحر وزْنا
عُكِسَتْ آيةُ الفضائلِ فالأعلى … مَقاماً من كانَ في النفس أدْنى
ساكنُ القصر لو إلى ذِمة ِ الحقِ … احتكمنا لكانَ يسكُنُ سِجنا
ولكانَ الحريَّ أن تتحاشاهُ البرايا … لا أن يُبَرَّ ويُدْنى
إنَّ ما يجتنيه من مُنكَرات العيشِ … من شَقْوةٍ البريئينَ يُجْنَى
وقناني الخمرِ التي عَصَرُها … من دُموعي ومن دُموعِكِ تُقْنَى
ولدي اختَشي عليه من الموتِ … انتحاراً وختشِي انْ يُجَنّا
أسمعتيه بالأمس ِ اذ يَتحدَّى الناسَ … إني عَرَفتُ مَرْمَاهُ ضِمنا
هوَ يشكوُ من النَّذالةِ خَصْماً … وهو يشكو من الخيانةِ خِدنْا
ولدي لم يكنْ ليحملَ – لولا … ان يُلِحُّوا به – على الناسِ ضِغْنا
ما لزَوجي إذا ذَكَرتُ له الأنسَ … وما أرتجي من العيشِ أنا
انَّّةٌ سرُّها عميقٌ وفيها … ألف معنَّى من القُنوط ومعنى
كاسراً جفنَه يخالِسُني اللحظَ … لأمرٍ في النفسِ يكسِرُ جَفْنا
اتُرى من اشفاقةٍ هذه النظرةُ … أم ساءَ بي ، وحاشايَ ، ظنّا
خَلَتِ الغُرفةُ الصغيرةُ من توقيعِ … زوجي فلستُ اسْمعُ لَحنا
أنا واللهِ كنتُ أستشعرُ … معنَى الحياةِ إذْ يَتَغَنى
في سوادِ الدُجى وعاصفةِ الأقدارِ … هبَّت تَجتَثُّ بالعُنفِ غُصنا
من على دجلةٍ تِكَشَّفُ للضيف … عزيزاً على الطبيعة – حِضنا
شَبَحٌ لاح من بعيدٍ يَحُثُّ … الخطوَ طوراً وتارة يتأنَّى
يا لَه موقفاً يمثِّلُ مذهولاً … يُعانِي حالَين خَوفاً وأمْنا
زوجتي سوفَ تستفيقُ من النومَ … صَباحاً فما تَرانيَ وَهْنا
سوف تجتاحُها الظُنونُ ولهفي … اذ تُنبَّي عن صدق ما تَتَظَنّى
زوجتي ما اقترفتُ إثماً ولكنْ … كيفما شاءتِ النواميسُ كُنّا
زوجتي أوسِعي النزاهةَ ما اسطعتِ … سِباباً وأوسعى الحقَ لَعْنا
أُقتلي بنْتَكِ الصغيرةَ لُبنى … لا تكابدْ ما كابدت أمُّ لبنى
وعجوزٌ هنا لِكُمْ حسبُها من رحمةِ … الدهرِ أنْ ستفقِد إبْنا
لو تخيرتُ لي الهاً لما ألَّهْتُ … إلاّ من هيكل الأم بطنا
و”ربابٌ ” شقيقتي بعد موتي … أبداً بالحياة لا تَتَهنّا
وسأقِضي فيوسع الناسُ تاريخي … بعد المماتِ سّباً وطَعنا
يا لها من نذالةٍ في أحاديثَ … تُسمِّي شجاعةَ الموتِ جُنبا
اشهَدي دجلةٌ بأني – كما كنتُ … قوياً جسماً وعزماً وذِهنا
شاعرٌ بالوجود أُغمِضُ عما … فيه من هذه المناظِرِ جَفنا
كلُّ هذا وسوف أنتحرُ اليوم … لأنيّ أرى المعيشةَ غَبنا
احملي ” دجلةٌ ” سلامي الى الأهل … وقولي : قد استراحَ المعنّى
حَمَلوا – بعد أربعٍ – جُثةً لم … تتميز منها النواظرُ رُكنا
وانحنَتْ فوقها الأمومةُ خرساءَ … تُزجّى يُسرى وتَرفع يُمنَى
لم تُطِق أنةٍ فماتت – وقد يدفع … موتاً عن ثاكلٍ أن تئنّا
واستخفَّ الشقيقةَ ” الصْرعُ ” فهي اليومَ … نِضوٌ يعالج الموتَ مُضنَى
وحديثُ الأخرى اتركوهُ فقد … يُغنيكُمُ عن صراحةٍ أن يُكَنّى