سلامٌ على العمل الصالحِ … وغادٍ من النُّسكِ أو رائحِ
سلامٌ على السَّنَنِ المستقيمِ … سلامٌ على المَتْجرِ الرّابحِ
سلامٌ على صَومِ يومِ الهجيرِ … و هبة ِ ذي مدمعٍ سافحِ
سلامٌ على عَرَصَاتٍ خَلَوْ … نَ للدِّين من غابقٍ صابحِ
وفارقَنا يومَ جدَّ الرَّحيـ … ـلُ عريانَ من ميسمٍ قاضحِ
فتًى كان في دارنا هذِه … بطرفٍ إلى غيرها طامحِ
تراهُ إذا غسقَ الخابطو … ن على منهجٍ للهدى واضحِ
محمدُ ” فارقتنا ” عنوة ً … فجرحي الرَّغيبُ بلا جارحِ
و أودعتني في صميم الفؤا … دِ مِنِّيَ ما ليسَ بالبارحِ
و هون رزءك أني أقولُ … مضيتَ إلى مُنية ِ الفارحِ
إلى نِعَمٍ ليس كالأَعْطَياتِ … و نافحها ليس كالنافحِ
وإنَّ الوزارة َ مُذْ فارقَتْ … جنابَك في مطرحِ الطّارحِ
كنارٍ العراءِ بلا مصطلٍ … و سجلِ القليب بلا ماتحِ
ودارُ السّياسة ِ مجفُوَّة ٌ … وغُدرانُهنَّ بلا ناشِحِ
و كنتَ وقد طرحتها بنانـ … ـكَ مُحتقِراً خيرَ ما طارحِ
فلو سئلتْ عنك لاستعجلتْ … إلى منطقِ الشاكر المادحِ
و كم لك في المجدِ من ثورة ٍ … إلى البلد الشاحط النازحِ
على كلّ منفرجِ ” الكاذنتين ” … كَتُومٍ لأنفاسهِ سابحِ
تراه إذا اسودّ ليلُ العجاجِ … منَ الرَّوْعِ كالكوكبِ اللائحِ
و قد علموا حين شبوا الأوارَ … مَجَسَّكَ من لاذِعٍ لافِحِ
بأنّك أضربُ من حاملٍ … لسيفٍ وأطعنُ من رامحِ
وأكتَمُ للسِّرِ حينَ اكتَوَتْ … خطوبٌ على الناشر البائحِ
و أنك منتقماً إذ تكون … ” لذحلكَ ” خيرٌ من الصافحِ
تفيءُ إلى الأبلجِ المستنيرِ … من الرأي في المعضلِ الفادحِ
وإنْ عَنَّ يومُ حِباءٍ هَطَلْتَ … وفي النّاسِ مَنْ ليس بالرّاشِحِ
مضيتَ خفيفًا منَ الموبقاتِ … وأينَ الخفيفُ منَ الدّالِحِ؟
ولو أنصفَ النّاسُ تُربًا أُهِيلَ … على جسدٍ ناصعٍ ناصحِ
لزاروه واستنزلوا عنده … عطاءً من المانع المائحِ
فإمّا نزحتَ وراءَ الصَّفيحِ … فلستَ عن الخير بالنَّازحِ
فللهِ قبرٌ أراقوا بهِ … ذَنوبًا من الذُّخُر الصّالِحِ
تمرُّ به أرِجَ الخافقينِ … ملآنَ من عَبَقٍ فائِحِ
فإنْ نحن قسنا إليه القبورَ … أبرَّ بميزانهِ الراجحِ
و لا زالَ منهمرُ الطرتين … يَسُحُّ بماءٍ له سائحِ
عليه وإنْ كان مستغيناً … بما فيه من كرمٍ طافحِ
تساوى الأنامُ بهذا الحمامُ … فسهلُ المعاطفِ كالجامحِ
وقامتْ به حجَّة ُ الزّاهدينَ … وضاقَ لَهُ عُذُرُ الكادحِ