دعتكلك البشرى إلى عرشها أسما … لترقى على ما فيكمعراجها الأسمى
وتشهد منها فاخلع النعل خاضعاً … بطور تجليها سنا الذات والأسما
وتقطف من غرس التمني لرفعها … حجاب التجنّي يانع الجلوة العظمى
هنالك مغزى العاشقين ومنتهى … أماني أهل الحب والشيمة الشما
وثمة تحظى بالملاحظة التي … تنال بها أقصى مرامك والمرمى
ومهما بدت فاسجد إليها ولا تذر … بسرك معنى من سواها ولا رسما
إذا أشرقت شمس الجمال فهل ترى … بعينيك بدراً بادي النور أو نجما
ويا حبذا إن روقت من رحيقها … كؤوساً وفضت عن أباريقها الختما
فطف واسع وانوٍ الاعتكاف بحانها … ولا تخش عاراً إن ثملت ولا إثما
ففي سبلها الإدراك إيجابه فيا … لسالبة جزئية عكسها تمّا
وتلك التي توحي بجبريل جامها … إلى الروح آي الغيب في ذلك الإغما
وتسري بها الأسرار في سر من دنا … من الدن أو من عرف مختومها شما
وما الفضل إلا فضلة من عصيرها … ومن أجل هذا جانس الكرم الكراما
وما الشرف السامي سوى في ارتشافها … وفي ذوقها المعنى الذي ينطق البكما
وهل غير ساقيها بأقداح راحها … عن الغي يهدي العمي أو يسمع الصمّا
نعم إنه الفرد ابن دحلان أحمد … إمام الورى طرّاً وأوسعهم علما
ثريا أمان الدين من كل ملحد … ونبراسه الماحي بأنواره الظلما
ومن كان للإسلام شيخاً وللهدى … أبا ولسيار العلا أمة وأمّا
أغربني الزهراء إ’كليل تاجهم … وأوفرهم في إرث آبائه قسما
وأصبح في علياء شيب ابن هاشم … يتيمة ذاك العقد والدرة العصما
تبوّأ من بطحاء مكة منزلاً … فاشرق فيها للورى بدره تمّا
به أصبحت أم القرى تحسد القرى … وتحبو الضيوف المستفيدين بالنعما
به غرّة العلم الشريف تهلّلت … سروراً وثغر الفضل أضحى به ألمى
خبير بأسرار الكتاب وسنة … الرسول وباستنباطه منهما الحكما
وعى بين الآيات مشروح صدره … وآتاه في القرآن منزِلُهُ فهما
وما زال يبري من براهين آيه … سهام هدى يرمي فيصمي بها الخصما
وأصبح كشاف الحقائق خازن المعالم … تبيان الهدى منفقا مما
بدعوته أحيى شريعة جدّه … إلى أن نفى عنها التأيم واليتما
وألقح بالسر الذي في ضميره … قرائح كانت عن تلقى الهدى عقما
فأنهلها صفو اليقين وعلّها … وزحزح عنها الشك والظن والوهما
مجلى سباق المجد أخطب من رقى … ذرى منبر العلياء أشرف من أمّا
فأخلاقه كالروض تزهو وعلمه … يجل مقاما أن يُشَبَّهَ بالدأما
بخفض الجناح استوجب الرفع ناصبا … موازين وصف العدل واستعمل الجزما
إلى أن رقى في القرب متن المنصة … المشار إليها بالأصابع والمومى
له بلطيف الروح في كل حضرة … حضور وإن كنا نشاهده جسما
كراماته كالمعجزات وإنها … لمنها وشبه الأصل لا يقتضي ظلما
ومن يستجر في سوحه مخلصاً فلا … يخاف من الأيام ظلماً ولا هضما
له في جمال الحق شغل ورغبة … عن الخوض في أوصاف زينب أو سلمى
يقوم إذا أرخى الدجى ذيله إلى … مناجاة من في حبه حرم النوما
وحينئذ يفنى السوي في شهوده … لدى حضرة الذات المقدسة الأسما
فيدرك من سر العلوم غرائبا … بها يهتدي من كان في هذه أعمى
تضج إذا ما قام للوعظ بالبكا … قلوب وكانت قبل كالصخرة الصما
وكان أشد الناس بالناس رأفة … وأنفذهم في ظالمي قومهم سهما
إليك ابن زيني مدحة من مقصر … تخوض وتطوي نحوك اليم واليهما
تتوب إذا حيّتك عن ذي بضاعة … من الشعر مزجاة وتنشدك الرحما
غنامى أمانيها القبول ونفحة … لمنشئها بالفتح في الوجهة العظمى
فإن له في السير بعض عوائق … تؤخره عن جد أجداده قدما
وقد ناله بعض الأذى من عصابة … ذوي حسد في قومها تكره النعما
وما لصلاح الكل الاك كافل … ولا ريب أن المستجير بكم يحمى
وبالصلوات الطيبات على الذي … إلى قاب قوسين ارتقى نختم النظما