خلِّ عنها مَنيحة ً للئِّامِ … واسْلُ عمّا يُسيلُ سُحْبَ المَلامِ
وتعلّمْ كلَّ الذى أنت محتا … جٌ إليه فى هذه الأيّامِ
أينَ أُخطي صَوابَها والتَّجاريـ … ـبُ جثومٌ خلفى ومن قدّامى
ببيانٍ يسرى برأى ٍ مصيبٍ … كالسُّرى بالمصباحِ في الإظلامِ
خُلِقَ المرءُ ناقصاً وهو يُدمي … أظهرَ العيسِ فى ابتغاءِ التّمامِ
من رأى اللهُ أن ينوط به الحا … جَ فليسَ الغِنى له بمرامِ
ومُعنًّى بسدِّ طُرْقِ المنايا … وهو ملقًى على طريقِ الحمامِ
قد مضى باطلى وأقشع عنّى … وتجلّتْ جهالتى وعرامى
وتناسَيتُ ماتقولُ ليَ الشِّرْ … رَة ُ والشيبُ لامعٌ في ظلامي
فعدولى عن الهوى وصدوفى … وعكوفى على النّهى ومقامى
وأطعتُ النّصيحَ من عد أنْ كنـ … ـتُ على النّصحِ خالعاً للجامى
وتجافيتُ طائعاً مَسْرَحَ اللَّهْـ … ـوِ ومجنى المنى ومحبى اللّئامِ
وأَعَدْتُ العُفاة َ بالجاهِ والما … لِ يجرّون بردة َ الإنعامِ
وتعلّمتُ أنّما زورة ُ الآ … مالِ فينا كزورة ِ الأحلامِ
ومُقامي منَ الخلائفِ في يو … مِ اجتماعِ الوفود خيرُ مقامِ
ما لغيرى مثلُ الذى لى َ منهمْ … من صنوفِ الإعظامِ والإكرامِ
لم يزالوا ولن يزالوا مشيديـ … ـنَ محلِّي ومُجْزِلي أقسامي
ومُهيبين بي وقد عَنَتِ الشُّو … رى إلى الرَّأي في الأمور الجِسامِ
وإذا ماحكمتُ في الأمرِ سَدّوا … طرقاتِ الخروجِ عن أحكامى
ويردّون سرحهمْ عن جميع الـ … ـقاعِ ما لم يكن به أنعامى
ملكوا رِبْقَتي لِما سَيَّروهُ … مِن لُصوقي بودِّهمْ والتزامي
وإليهمْ إذا تحيّز أقوا … مٌ بقومٍ تحيُّزي وانضمامي
وتخصّصتُ بالملوكِ يلبّو … ن نِدائي ويسمعون كلامي
وإذا ما ذممت يوماً عليهمْ … في عظيمٍ أمضَوْا هناك ذِمامي
ومتى أعْضَلَتْ خُطوبٌ صِعابٌ … أو وهى للملوك سلكُ نظامِ
جعلوني دليلَهمْ في ضَلالٍ … مُوقَدٍ أو صباحَهمْ في ظلامِ
قد رأَوْا يومَ هيَّجوا ملكَ البَصْـ … ـرة ِ كفّى له عن الإقدامِ
بعد أنْ أزمعَ اللّقاءُ وأهوى … لاقتناصِ الطّلى هوى َّ القطامى
وتراءَتْ للنّاسِ شَنعاءُ صَمّا … ءُ تجوبُ الدّجى بغير خطامِ
قلّدونى إصلاحها ورموا بى … طلبَ السّلمِ فى صعابِ المرامى
فتلافَيْتُ دَرْأَها باعتدالي … ودعمت اعوجاجها بدعامى
وأعَدْتُ الصَّفاءَ من بعدِ أنْ كا … ن “مسوقاً” من قبضة ِ المستامِ
كيفَ يبغي شَأْوي وقد ملكَ الفَوْ … تَ عَثورُ الخُطا قصيرُ المَرام؟
وغبيٌّ يَخالُ وهْوَ ورائي … أنَّه من فضيلة ٍ مِن أمامي
ليس ذنبي عليه غيرَ زِيادا … تي عليه ونقصَه عن تَمامي
قد خصمتُ الذين مدّوا إلى الفخـ … ـر طماحاً بقطع كلِّ خصامِ
لم يُصِبْني بالسُّوءِ رامٍ وكم أصْـ … ـمَى وأرَدَى بما يُعابُ الرّامي
غُرِسَتْ في ذُرا الفخارِ أُصولي … وفروعي خُضْرُ الغصونِ نوامِ
فدعوا للشّجاع مطواه فى الوا … دي وخَلُّوا العرينَ للضِّرْغامِ
ليس بيني وبينَ أوَّلِ قومي … غيرُ برٍّ أوْ مرسلٍ أو إمامِ
أوْ عظيمٍ مؤهَّلٍ لخطوبٍ … شامساتٍ أوْ حادثاتٍ عظامِ
بحلومٍ مثل الصّخورِ رزانٍ … ووجوهٍ مثلِ البُدورِ تَمامِ
أرجى الذّكرِ طيّبى النّشرِ بسّا … مينَ من كلِّ باسلٍ بسّامِ
ليس قيهمْ إلاّ الرئيسُ على الأشـ … ـياخِ طُرّاً والسِّنُّ سِنُّ الغُلامِ
خلفوا الغيثَ فى المحلولِ وكانوا … فى البرايا الأرواحَ فى الأجسامِ
وإذا ما الدِّماءُ سِلْنَ وأطرا … فُ العوالى همتْ بموتٍ زؤامِ
وهبوا العيشَ للمماتِ وآبوا … بأُنوفٍ شُمٍّ عن الإرغامِ
وتسلَّوْا والعِرْضُ أَمْلَسُ لم يُدْ … مَ بقرفٍ عن الجلودِ الدّوامى
وأبى طعنهمْ سوى ثغرة ِ النّحـ … ـر وضربُ السُّيوفِ غيرِ الهامِ
وإذا ما قرنْتَهمْ بسواهُمْ … بان ما بين تلعة ٍ وشمامِ
كان لَوْلايَ غائضاً مكرعُ الفقـ … ـهِ سحيقَ المدا وبحرُ الكلامِ
ومعانٍ شحطن لطفاً عن الأفـ … ـهامِ قرّبتها من الأفهامِ
ودقيقٌ أبرزتهُ بجليلٍ … وحلالٌ أبنتهُ من حرامِ
كم لَدودٍ خصمتُهُ بجدالٍ … فكأنّى كعمتهُ بكعامِ
وعنودٍ هديتهُ بعد أنْ كا … ن شروداً عن سنّة ِ الإسلامِ
وطويلِ اللّسانِ صبّتْ عليه … بمقالى غمائمُ الإفحامِ
وبنثرى والنّظمِ سارتْ إلى الآ … فاقِ شُوسٌ يمدُدْنَ فضلَ زِمامِ
قد بلغتُ الذى أردتُ وجاوز … تُ طويلاً تمنّى َ الأقوامِ
ما أبالى وقد رأيتُ بنفسى … ما ترجَّتْ منِّي ـ بُدورَ حِمامي
وتعرّتْ مآزرى وذيولى … مِن عيوبٍ مذمومة ٍ وأَثامِ
فحياة ٌ كميتة ٍ، ورحيلٌ … إنْ تَدانَى وشيكُهُ كمُقامِ