حيَّتك من وَجَناتِها بشقيقها … وجلت عليك مُدامة ً من رِيقها
وتبسَّمت لك عن ثناياً لم تَشِم … عينٌ كبارقها ولا كَعقيقها
وحبتكَ من رشفاتِها بسُلافة ٍ … ما فضَّ مُرتَشِفٌ خِتامَ رحيقها
وتعطّفت لك بانة ً غيرُ الصبا … لم يحضَ قبلك بانعطافِ رشيقها
ورنت بأجفانٍ إليك فَواترٍ … بأخي الهوى الدُنيا تضيق لُضيقها
يا أهلَ رامة َ ما الجمالُ وما الهوى … إلاّ لشائقٍ ريمكم ومَشوقها
نفحتكم بعبيرها ريحُ الصَبا … ونحتكم ديمُ الحيا ببروقها
فسقت ملاعِبَكم بأوطف تزدهي … منه بزهرِ رياضها وأنيقها
غيثٌ بسيب نَدى محمد صالحٍ … تشبيهُ واكفِ سحبهِ ودفوفها
هو خير من رضعَ المكارمَ درَّها … ورعى بها ـ مُذ كان ـ فرضَ حقوقها
مَن مثلُه وهو ابنها البرُّ الذي … ما همَّ لمحة َ ناظرٍ بعقوقِها
ملكٌ تجلّى للبريّة فخرهُ الـ … ـسامي تجلّي الشمسِ عند شروقها
فإذا تكرَّم كان فارجَ ضيقها … وإذا تكلَّم كان ضيقَ حلوقها
تفدي أنامله العريقة َ في الندى … أيدٍ من اللؤمِ انتساجُ عُروقها
ورثَ العُلى من سابقينَ لغاية ٍ … ما للبريّة مطمعٌ للحوقها
خُلقت كِراماً فهي تقتسم الثنا … والحمدَ بين جديرِها وخليقها
شرَعت طريقَ الجودِ وهو مشى به … فمشى الكرامُ وراءَه بطريقها
ولدتهُ مُمَّ «أبا الأمين» فأحرزت … بهما ثناء عدوّها وصديقها
بلغا السماءَ عُلاً وزادَ محمدٌ … شرفاً سما فيه على عيّوقها
أحيت أناملهُ العفاة َ ومن رأى … لُججاً يكون بها نجاة غريقها
كرمٌ كغادية السحاب تُزينهُ … لمعاتُ بشرٍ كالتماع بُروقها
يا من تفَّرعَ في الذرى من دوحة ٍ … تُجنى المكارمُ من ثمارِ وَريقها
من دوحة الشرفِ الذي بثرى العُلى … وَشَجَت قديماً سارياتُ عروقها
أهدى لك الفرحَ الإلهُ مخلَّداً … وكساكَ من حُلل الثنا برقيقها
هذي المسرَّة ُ كم أقرَّت أعيناً … ولأعينٍ كانت قذى ً في مُوقها
وعد الزمانُ بأن يزيلَ بها جوى … الأحشاء فاشاقت إلى تحقيقها
خَفقَت بها شَوقاً وحين وفى بها … سكنت وقرَّت بعد طول خُفوقها
وغدا الزمانُ وقد ترشَّف راحها … نشوانَ بين صَبوحِها وغَبوقِها
فليُهنينكَ سائغُ الطرب الذي … لك قد أغصَّ الحاسدينَ بريقها
واسعد بعرس محمدٍ حسن العُلى … وأخي النُهى عبد الحسين شقيقها
داما بظلّكَ رافهينَ ولم تزل … تَغلي حُشاشة ُ من أبى بحريقها
فبنوك ثمَّ بنو أخيك جميعهُم … تأوي الوَرى منهمِ لفارج ضيقها
فإذا الخطوبُ تراكمت فالمصطفى … يُرجى لدفعِ جَليلها ودقيقها
وإذا لياليها دَجَت فمحمدُ الـ … ـهادي بِطلعتهِ انجلاءُ غسوقها
ولدى أمين المجد حفظُ عهودِها … إن خانَها دهرٌ بحلّ وثيقها
أبني العُلى ارتشفوا سُلافة َ فرحة ٍ … أحلى من الصهباءِ في راووقها
طاب السرور بها فقلت مؤرخاً … وصل الأحبة َ عرسُكم برحِيقها