حل الوفاء الحق عقد ذمامه … وقضى الولاء الصدق حق ملامه
لي في الهوى عذر الأمين وليس لي … غدر الخؤون ولا أثيم غرامه
القلب نبراس فإن أطفأته … أضللته وضللت بين ظلامه
بيت الحقيقة إن تجلى باطلٌ … فيه تجلى الله في هدامه
مالي أصادي الشعر أكتم أهله … ما يرمض الأحرار من آثامه
ركب الهوى واستن سنة جاهلٍ … في جاهليته وفي إسلامه
رضع الأذى طفلاً عليه تمائمٌ … وجرى عليه فتى ً وحين تمامه
جاز الخيام إلى القصور حضارة ً … والشر بين قصوره وخيامه
إن ساد ظلمٌ فهو من أعوانه … أو عز جهلٌ فهو من خدامه
الفتك بالضعفاء أكبر همه … والغدر بالخلطاء جل مرامه
سفك الدماء ولج في غلوائه … صلفاً يدل بشره وعرامه
ولع الغوي بكأسه ومدامه … وغرامه بفتاته وغلامه
ومخيلة المغتر يزعم أنه … ثل العروش ببأسه وحسامه
يأتي الملوك محارباً ومسالماً … والمال باعث حربه وسلامه
هذا الذي جعل القريض معابة ً … مهما تأنق في بديع نظامه
ألف الحضيض فما تكاد تقيمه … أيدي أئمته ولا أعلامه
لولا الألى جعلوا الملوك رواته … هوت الكواكب عن رفيع مقامه
يتصايحون به على أبوابهم … يرجون كل مخافتٍ بسلامه
سامٍ يزل الثبت كر لحاظه … ويخر بالجبار رجع كلامه
نظروا إليه وفي العيون غشاوة ٌ … فاستصغروا السجدات في إعظامه
والمرء إن نبذ الحقائق خلفه … جهل الصواب وضل في أوهامه
أودى بدين الحق دين غواية ٍ … كانت ملوك الشرق من أصنامه
الشرق يعلم أن معضل دائه … من صنع سادته ومن حكامه
نشروا لواء الجهل بين شعوبه … وقضوا بغير الحق في أقوامه
أخذوا السبيل إلى المناكر فاحتذوا … والمرء متبعٌ سبيل إمامه
لا يعرفون الرأي إلا واحداً … في نقض ما زعموا وفي إبرامه
هدموا من الإسلام ركناً عالياً … نهض النبي وآله بمقامه
لا يأمن الشعب المروع كيدهم … إلا بطاعته وباستسلامه
كرهوا له الإقدام خيفة بطشه … والخير كل الخير في إقدامه
تيجانهم مخضوبة ٌ بدمائه … وعروشهم مبنية ٌ بعظامه
زعموا بقاء الملك في استعباده … ورأوا دوام الأمر في إرغامه
أنظر إلى الدنيا الجديدة واعتبر … بعميم عدل الله في أحكامه
قلب العروش بأهلها فتساقطوا … من كل أمنع صاعدٍ بدعامه
أهوى بها الملك الجليل فأيقنوا … بعد الجحود بعزه ودوامه
لم يدر قيصر إذ تحول ملكه … ومضى الكبير الفخم من أيامه
أأحيط بالملك الكبير كما يرى … أم ما تراه العين من أحلامه
الله جدد للشعوب حياتها … من فضله الأوفى ومن إنعامه