حرم عليها نزهاتِ الوادي … و ولها جوانبَ البلادِ
و غنها إنْ طربتْ لصافرٍ … آذانها برهجِ الجلادِ
و اسبقْ بها إلأى العلا شوطَ الصبا … لعلها تعدُّ في الجيادِ
قد لفظتكَ هاجدا وقاعدا … مكاسرُ البيتِ وحجرُ النادي
كم التمادي تطلب العفوَ به … قد بلغَ الجهدَ بك التمادي
لا بد إن عفت تخاليطَ القذي … ان تخلطَ الأرجلُ بالهوادي
ما العزُّ بين الحجراتِ كامنا … و لا الغني في الطنبِ والعمادِ
تفسحي يا نفسُ أو تطوحي … إما الردى أو دركُ المرادِ
إن النفوس فاعلمي إن حملتْ … مسجونة ٌ في هذه الأجسادِ
خيرٌ من الزاد الوثيرِ والأذى … أن أنفضَ الأرضَ بغير زادِ
قد ملني حتى أخي وأنكرتْ … كلابُ بيتي في الدجى سوادي
كم أحملُ الناسَ على علاتهم … قد جلبَ الظهرُ وجبَّ الهادي
في كل دارٍ ناعقٌ يخبطُ في … جنبيّ وهو خاطبٌ ودادي
و حالمٌ لي فإذا استسعدتهُ … في يوم روعٍ مال بالرقاد
يعجبهُ قربي لغير حاجة ٍ … فإن عرتْ طارَ مع البعادِ
إذا عدمتُ عددي ضحكتُ من … تبجحي بكثرة ِ الأعدادِ
أنسا على ما خبلت وخلبتْ … بروقها بوحشة ِ انفرادي
ما أنا والحزمُ معي بآمنِ … شريحتى ْ صدري على فؤادي
قد شمتَ النقصانُ بالفضلِ وقد … تسلط العجزُ على السدادِ
فاجفُ الوصولَ واهجُ من مدحهُ … فربما تصلحُ بالفسادِ
و لا تخلْ ودَّ العميد منحة ً … سيقتْ بقصدٍ أو عن اعتمادِ
لكنها جوهرة ٌ يتيمة ٌ … تقذفها البحارُ في الآحادِ
جاءت بها والوالدات عقمٌ … مقبلة ٌ غريبة ُ الولادِ
خلَّ له الناسَ وبعهم غانيا … به على كثرتهم وفادِ
و حكم المجدَ التليد فيهم … و فيه واسأل ألسنَ الروادِ
بالأقربينَ الحاضرين منهمُ … ما غاب من ذاك البعيدُ النادي
و حبذا بين بيوتِ أسدٍ … بيتٌ إذا ضلَّ الضيوفُ هادي
أتلعُ طال كرما ما حوله … تشرفَ الربوِ على الوهادِ
موضحة ٌ على ثلاثٍ نارهُ … إن سرفوا النيرانَ في الرمادِ
بيتٌ وسيعُ الباب مبلولُ الثرى … ممهد المجلسِ رخصُ الزاد
إنْ قوضَ البيوتَ أصلٌ حائرٌ … طنبَ بالآباءِ والأجدادِ
ترفعُ عن محمدٍ سجوفهُ … جوانبَ الظلماء عن زنادِ
أبلج يورى في الدجى جبينه … على خبوّ الكوكب الوقادِ
ساد وما حلتْ عرى تميمه … بالأطيبين النفسِ والميلادِ
و جاد حتى صاحت المزنُ به … أكرمتَ يا مبخلَ الأجوادِ
من غلمة ٍ تحاشدوا على الندى … تحاشدَ الإبلِ على الأورادِ
و دبروا المجدَ فسدوا ما ولوا … سدَّ السيوف ثغرَ الأغمادِ
مشوا على الدارس من طرق العلا … و يقتفي الرائحُ إثرَ الغادي
يعتقبون درجا ذروتها … تعاقبَ العقودِ في الصعادِ
مثنى ووحداناً إلى أن أحدقوا … بهالة ِ البدرِ على ميعادِ
للكلمِ المعتاصِ من سلطانهم … عليه ما للجفل المنقادِ
فهم قلوبُ الخيل مثلُ ما همُ … إن خطبوا ألسنة ُ الأعوادِ
هل راكبٌ وضمنتْ حاجتهُ … غضبيَ القماصِ سمحة ُ القيادِ
مطلقة ُ الباعِ إذا تقيدتْ … من الكلالِ السوقُ بالأعضادِ
تدرُّ قبل البوّ أو تطربُ من … مراحها قبل غناء الحادي
لا يتهمُ الليلُ عليها فجرهُ … و لا يخافُ عدوة َ العوادي
لها من الجوّ العريضِ ما اشتهتْ … همك في السرعة ِ والإبعادِ
تصدقها واللحظاتُ كذبٌ … عينا قطاميًّ على مرصادِ
بلغ وفي عتابك الخيرُ إذن … تحية ً من كلفِ الفؤادِ
ينفثُ فيها شجوه كما اشتفى ال … مدنفُ بالشكوى إلى العوادِ
قلْ لعميدِ الحيّ بين بابلٍ … و الطفَّ جادت ربعك الغوادي
ما اعتضتُ أو نمتُ على البين فلا … بقلقي بتَّ ولا سهادي
أشرقني الشوقُ إليك ظامئا … بالعذب من أحبابيَ البرادِ
ما زارني طيفُ حبيبٍ هاجرٍ … إلا اعترضتُ فثنى وسادي
و لا نسمتُ البانَ تفليه الصبا … إلا تضوعتك من أبرادي
و البدرُ يحكيك فيشقى َ ناظري … حتى كأنّ بيضه دآدي
فهل على ماء اللقاء بلة ٌمالك لا تسمحُ بالقربِ كما تسمحُ بالمالِ وبالإرفادِ … يروي بها هذا النزاعُ الصادي سقط بيت ص
أنت جوادٌ والنوى مبخلة ٌ … ما أعجبَ البخلَ من الجوادِ .
ملكتني بالودّ والرفدِ معا … و الرفدُ من جوالبِ الودادِ
و قاد عنقي لك خلقٌ سلسُ ال … حبل على صعوبة انقيادي
حملتُ منك اليدَ بعدَ أختها … بكاهلٍ لا يحمل الأيادي
و لم يكن قبلكَ من مآربي … لمسُ يدِ المجدي ولا من عادي
موافقا أعطيتَ فيها مسرفا … و البحرُ يعطيني على اقتصادِ
فما أذمُّ الحظَّ إلا قمتَ لي … بمنة ٍ تكسبه أحمادي
و لا أنادي الناسّ إلا خلتني … إياك من بينهمُ أنادي
و لم تكن كخلبيًّ برقهُ … لا للحيا اعتنَّ ولا الإرشادِ
يجلبُ مدحي بلسانٍ ذائبٍ … مع النفاق ويدٍ جمادِ
ما عرفتْ فيه الندى طيٌّ ولا … أغناه شيخُ البيتِ في إيادِ
يدخلُ في مجدِ الكرام زائدا … غبينة َ الأنسابِ في زيادِ
تلسطَ البخلُ على جنابهِ … تسلطَ الخلفِ على الميعادِ
لتعلمني شاكرا مجتهدا … إن هو كافا عفوك اجتهادي
بكل مغبوطٍ بها سامعها … كثيرة الأحبابِ والحسادِ
مصمت لها النديُّ واسع … نصيبها الضخمَ فمُ الإنشادِ
غريبة حتى كأنْ ما طبعتْ … من طيبِ هذا الكلمِ المعتادِ
ترفعها عنايتي عن كلفة ِ ال … لفظِ ومعنى الغارة المعادِ
تغشاك إما بالتهاني بالعلا … أو التهادي بكرة َ الأعيادِ