حبَّ إليها بالغضا نرتيعا … وبالنَّخيلِ مورداً ومشرعا
وبأثيلاتِ النَّقا طلائلاً … يفرشها كراكرا وأذرعا
تقامصُ البزلاءُ فيها بكرها … منْ المراحِ والصَّنيِّ الجذعا
منى ً لها لو جعلَ الدَّهرُ لها … أنْ تأمنَ الطَاردَ والمدعدعا
عزَّتْ فما زالَ بها جورُ النَّوى … والبيدُ حتى آذنتْ أنْ تخنعا
أمكنتْ منْ الخشاشِ آنفاً … ما طمعتْ منْ قبلُ فيها مطمعا
اللهُ يا سائقها فإنَّها … جرعة ُ حتفٍ أنْ تجوزَ الأجرعا
أسلْ بها الوادي رفيقاً انَّها … تسيلُ منها أنفساً وأدمعا
قدْ كانَ نام البينُ عنْ ظهورها … وضمَّ شتَّى شملها الموزَّعا
فعادَ منها مضرماً ألهوبهُ … لا بدَّ في طائرهِ أنْ يقعا
منْ بمنى ً وأينَ جيرانُ منى ً … كانتْ ثلاثاً لا تكونُ أربعا
راحوا فمنْ ضامنِ دينٍ ما وفى … وحالفٍ بالبيتِ ما تورَّعا
وفي الحدوجِ غاربونَ أقسموا … لا تركوا شمساً تضيءُ مطلعا
سعى بي الواشي إلى أميرهمْ … لا طافَ إلاَّ خائباً ولا سعى
لا وأبي ظبية َ لولا طيفها … ما استأذنتها مهجتي أنْ تهجعا
ولا رجوتُ بسؤالي عندها … جدوى سوى أنْ أشتكي فتسمعا
يا صاحبي سرُّ الهوى إذاعة ٌ … طرَّتْ خروقٌ سرَّثا أنْ ترقعا
إشرافة ً على قبا إشرافة ً … أو أجتهاداً دعوة ً أنْ تسمعا
يا طلقاءَ الغدرِ هلْ منْ عطفة ٍ … على أسيرٍ بالوفاءِ جمعا
سلبتموني كبداً صحيحة ً … أمسِ فردَّوها عليَّ قطعا
عدمتُ صبري فجزعتُ بعدكمْ … ثمَّ ذهلتُ فعدمتُ الجزعا
وأنتِ يا ذاتَ الهوى منْ بينهمْ … عهدكِ يومَ وجرة ٍ ما صنعا
لمَا ملكتِ بالخداعِ جسدي … نقلتِ قلبي وسكنتِ الأضلعا
وارتجعا إليَّ ليلة ً بحاجرٍ … أنْ تمَّ في الفائتِ أنْ يرتجعا
قالوا ألكنا فوعظنا صخرة ً … لا يجدُ الغامزُ فيها مصدعا
قلباً على العتبِ الرَّفيقِ مااعوى … لحاجة ٍ فيكَ وسمعاً ما وعى
قلتُ فما ظنُّكما قالوا نرى … أنْ ندعْ الدَّارَ لهمْ قلتُ دعا
فهو معَ اللَّوعة ِ قلبُ ماجدٍ … إذا أحسَّ بالهوانِ نزعا
قدْ باطنَ النَّاسَ وقدْ ظاهرهم … وضرَّهُ تغريرهُ ونفعا
وقلَّبَ الإخوانَ وافتلاهمُ … فلمْ يجدْ في خلِّة ٍ مستمتعا
بلى حمى اللهُ العميدَ ما حمى … عيناً بجفنٍ وسقاهُ ورعى
وصانَ منهُ للعلا منبتها الزَّ … اكي وشرعَ دينها المتَّعبا
والواحدَ الباقيَ في أبنائها … والثكلُّ قدْ أوجعها فيهمْ معا
ضمَّ فلولَ الفضلِ حتى أجتمعتْ … مفرَّقٌ منْ مالهِ ما اجتمعا
وانشرَ الجودَ الدَّفينَ مطلقُ ال … كفِّ إذا أعطى ابتداءً أتبعا
ودبَّرَ الأيَّامَ مرتاضاً بها … فلقَّبتهُ النَّاهضَ المضطلعا
وفى بما سنَّ الكرامُ في النَّدى … ثمَّ استقلَّ فعلهمْ فابتدعا
منْ طينة ٍ مصمتة ٍ طائيِّة ٍ … يطبعها المجدُ على ما طبعا
خلَّى الرِّجالُ حلبة َ الجودِ لها … والبأسِ قداماً وجاءوا تبعا
ومرَّ منها واحدٌ معْ اسمهِ … يفضحُ كلَّ منْ سخا أو شجعا
ولا ومنْ أولدهمْ محمَّداً … واختارهُ منْ غصنهمْ وأفرعا
ما خلتُ أنْ يبصرَ ضوءُ كوكبٍ … منْ هالة ِ البدرِ ابيهِ اوسعا
وأنَّنا نغفلُ ذكرَ حاتمٍ … في طيِّءٍ ونذكرُ المزرَّعا
حتى علتْ منْ بيتهِ سحابة ٌ … جفَّ لها ما قبلها وأقشعا
وامطرتْ منَ العميدِ مزنة ٌ … عمَّتْ فما فاتَ حياها موضعا
صابتْ حساماً ولساناً ويداً … بأيِّها شاءَ مضى فقطعا
مدَّ إلى أفقِ العلا فنالهُ … يداً تردُّ كلَّ كفٍّ إصبعا
والتقطَ السوددَ منْ اغراضها … فلمْ يدعْ لسهمِ رامٍ منزعا
تختصمُ الأقلامُ فيهِ والظُّبا … كلٌّ يقولُ بي بدا ولي سعى
ويدَّعيهِ الجودُ ما بينهما … لنفسهِ فيعطيانِ ما ادَّعى
أيقظكَ التَّوفيقُ لي وما أرى … في النَّاسِ إلاَّ الهاجعَ المضطجعا
وأجفلتْ عنِّي صروفُ زمني … مذ قمتَ دوني بطلاً مقنَّعا
وغرتْ للمجدِ التَّليدِ أنْ ارى … تقلُّلاً عندي أو تقنُّعا
ملأتُ وطبي فمتى أقرى القرى … لا أسقِ إلاَّ مفعماً أو مترعا
وكنتُ في ظلِّكَ أبدي جانباً … منْ جادة ِ البحرِ وأزكى مرتعا
فما أبالي حالبات المزنِ أنْ … تفطمني بعدكَ أو أنْ ترضعا
أغنيتني عنْ كلِّ خلقٍ أنفقُ ال … نِّفاقَ في ابتياعهِ والخدعا
وملكٍ مستعبدٍ بمالهِ … أحطُّ منْ عرضي لهُ ما رتفعا
غذا دعا مستصرخٌ برهطهِ … يدفعُ ضيمَ الدَّهرِ عنهُ مدفعا
ناديتُ في تاديَّ آلِ جعفرٍ … على نوى الدَّارِ فكنتُ مسمعا
وبتُّ أرعى منْ جنى إسعادكمْ … روضاً أريضاً وجناباً ممرعا
لبستُ عيشي أخضراً أسحبهُ … بينكمُ وكانَ رثَّاً أسفعا
ليالياً يحسبنَ أيَّاماً بكمْ … حسناً وأيَّاماً يخلنَ جمعا
فإنْ شكوتُ أنَّ حظِّي عاثرٌ … بعدكمُ فقلْ لحظِّي لا لعا