تناضل عنك أقدار السماء … وتبطش عن يديك يد القضاء
وسعي لا يعوج على حلول … وشأو لا يفوت إلى انتهاء
فما قصرت رماحك عن عدو … ولو أعيا به أمد التنائي
إذا أشرعتها في إثر غاو … فقد ضاقت به سبل النجاء
ولو طارت به ألفا عقاب … يرمن بنفسه خرق الهواء
وأين يفر عن درك المنايا … وأين يشذ من تحت السماء
فيهن الدين والدنيا بشير … بغرسية الأعادى والعداء
بصنع أعجز الآمال قدما … وقصر دونه أمد الرجاء
ألذ على المسامع من حياة … وأنجع في النفوس من الشفاء
فيا فتحا لمفتتح وبشرى … لمنتظر ويا مرأى لراء
أسير ما يعادل في فكاك … وعان ما يساوى في فداء
هو الداء العياء شفيت منه … فما للدين من داء عياء
لقد كادت سعودك منه نجما … منيع الجو وعر الارتقاء
وأعظم في الضلالة من صليب … وأعلى في الكتائب من لواء
حمى شيع الضلال فأهلته … لملك الرق منها والولاء
زعيم بالكتاب والمذاكي … ثمال للرعايا والرعاء
مباري سيفه قدما وبأسا … ومشفوع التجارب بالدهاء
وهل للحزم والإقدام يوما … إذا عنت سعودك من غناء
تعاطى في جنود الله كرا … وقد نبذت إليه على سواء
وما للنصر عنها من خلاف … وما للفتح منها من خفاء
فساور نحوها غول المنايا … وجرع دونها مر اللقاء
وأجلت عنه منجدلا صريعا … مصون الشلو محمي الذماء
وأسلمه إلى الإسلام جيش … أغص بجمعه رحب الفضاء
لئن خذلته أطراف العوالي … لقد آساه إعوال البكاء
بكل مرجع للنوح يشجي … بواكيه بتثويب النداء
نعاء إلى ملوك الروم طرا … ذوي التيجان غرسية نعاء
وهل للروم والإفرنج منه … وقد أودى سوى سوء العزاء
فملك الكفر ليس بذي ولي … وثأر الشرك ليس بذي بواء
لقد أرضت سيوفك فيه مولى … كريم العهد محمود البلاء
فما أغنت بظهر الغيب إلا … وقد أغنى بها كرم الوفاء
ولا أسرت لك الأملاك إلا … وقد ألبستها سيمى السناء
ولا خطفت لك الأرواح إلا … وقد أرويتهن من الدماء
وقد أبليت فيه الله شكرا … تواصله بإخلاص الدعاء
وسعت عباده صفحا وفضلا … عليما أنه رب الجزاء
فوالى بالمزيد من الأماني … وضاعف بالجزيل من العطاء
وأتبع فل غرسية عجالا … يسوقهم الردى سوق الحداء
فأسأل من براهم للمنايا … بسيفك أن يخصك بالبقاء
قرير العين مشفوع الأماني … سعيد الجد محبور الثواء
لملك لا يراع بريب دهر … وسعد لا يحور إلى انقضاء