تظلمَ الوردُ منْ خديهِ إذْ ظلما … وَعلمَ السقمُ منْ أجفانهِ السقما
وَلَمْ أَرِدْ بِلِحاظِي ماءَ ناظِرِهِ … إلاَّ سقى ناظري منْ ريهِ بظما
أَسْكَنْتُ مِنْ بَعْدِهِ صَبْرِي ثَرى جَلَدِي … فماتَ فيهِ وَلمْ أعلمْ بما علما
مَا سَوَّدَ الحُزْنُ مُبْيَضَّ السُّرُورِ بِهِ … إلاَّ وَديمَ دمعي فوقهُ ديما
أما وَأحمرِ دمعي فوقَ أبيضهِ … وَمَا بَنَى الشَّوْقُ مِنْ صَبْرِي وَمَا هدَما
لاَ رُعْتُ بِالبَيْنِ مِنْهُ مَا يُرَوِّعُني … وَلاَ حكمتُ عليهِ بالذي حكما
يا ربَّ يومٍ حجرنا في محاجرنا … ماءَ العيونِ وَأمطرنا الخدودَ دما
في مَوْقِفٍ يَسْتَعِيذُ البَيْنُ مِنْهُ بِهِ … فَمَا يُقَبِّلُ قِرْطَاسٌ بِهِ قَلَمَا
كَتَبْتُهُ بِيَدِ الشَّكْوَى إلَيْكَ وَقَدْ … أقسمتُ فيهِ على ما قلتهُ قسما
هذانِ طرفانِ لاَ وَاللهِ ما عزما … إلاَّ عَلَى سَقَمِي أَوْ لاَ فَلِمْ سَقِما
وَ يومِ دجنٍ أراقَ الغيمُ رائقهُ … كأَنَّما شَمْسُهُ مَكْحُولَة ٌ بِعَمَى
تَمَلْمَلَتْ سُحْبُهُ مِنْ طُولِ مَا سَحَبَتْ … وَهَمْهَمَ الرَّعْدُ مِنْهَا فِيهِ حِينَ هَمَى
بكى عليهِ الندى ليلاً فعبسَ لي … ما كانَ لي في نهارٍ منهُ مبتسما
لاَ زَالَ مُنْقَطِعاً مَا كَانَ مُتَّصِلاً … مِنْهُ وَمُنْتَثِراً مَا كَانَ مُنْتَظِما
كمْ لي بمحواهُ رسمٌ قدْ محوتُ بهِ … بغيرِ كفَّ البلى رسماً وَما رسما
أجريتُ مذهبَ دمعي فوقَ مذهبهِ … حَتَّى تَرَكْتُ بِهِ مَوْجُودَهُ عَدَما
لاَ أَجَلَّ الله آجالَ الدّمُوعِ إذَا … ما لمْ يكنَّ لأبناءِ الهوى خدما
يا هذهِ ، هذهِ روحي متى ألمت … مِنَ المَلاَمِ بِكُمْ قَطَّعْتُها أَلَمَا
كَمْ قَدْ تَدَيَّرَ قَلْبِي مِنْ دِيَارِكُمُ … داراً فما سئمتْ منهُ وَلا سئما
ثنيتهُ وَعنانُ الشوقِ يجمحُ بي … غلى الذي راحتاهُ تنبتُ النعما
إلَى کبْنِ مَنْ فُتِحَتْ أُمُّ الكِتَابِ بِهِ … وَبالصلاة ِ على َ آبائهِ ختما
إلى الذي افتخرتْ أرضُ العقيقِ بهِ … وَمنْ بهِ أصبحتْ بطحاؤها حرما
إلَى فَتًى تَضْحَكُ الدُّنْيا بِغُرَّتِهِ … فَمَا تَرَى باكِياً فيها إذا کبْتَسَما
سَمَا بِهِ الشَّرَفُ السَّامِي فَصَارَ بِهِ … مُخَيِّماً فَوْقَ أَطْبَاقِ العُلَى خِيَما
لَوْ أَنَّ لِلْبُخْلِ أَغْصاناً وقابَلَها … بِوَجْهِهِ أَنْبَتَتْ مِنْ وَقْتِها كَرَمَا
أَزْرَى عَلَى الغَيْثِ غَيْثٌ مِنْ أَنَامِلِهِ … في رَوْضَة ِ الشُّكْرِ لَمَا بَخَّلَ الدِّيَمَا
ما إنْ دجا ليلُ نقعِ في نهارِ وغى ً … إلاَّ وأَمْطَرَهُ مِنْ سَيْبِهِ نِقَما
تأتي المنايا إلى أسيافهِ فرقاً … كأنما تجتدي منْ خوفهِ سلما
لا يَخْطُرُ الفَرُّ في كَرٍّ بِخَاطِرِهِ … وضلا يؤخرُ عنْ إقدامهِ قدما
كَمْ قَالَ خَطْبُ الرَّدَى فِيما ينازِلُهُ … هذا الذي لو رمي بالدهرِ ما انهزما
صبٌّ إلى شربِ ماءِ الطعنِ فيه فما … نَرَاهُ إلاَّ بِصَيْدِ الصِّيْدِ مُلْتَزِمَا
هذا ابنُ خيرِ الورى منْ بعدِ خيرهمُ … هذا الذي كتبتْ ” لا ” كفهُ ” نعما “
هذا الذي لا يرى في جيدِ مكرمة ٍ … عقدٌ منَ المجدِ إلاَّ باسمهِ نظما
يَا مُلْزِمي غُرْمَ صَبْرِي بَعْدَ فُرْقَتِهِ … ما إنْ على مجرمٍ جرمٌ إذا اجترما
ذَرِ الصَّوارِمَ في أَغْمَادِهَا فَلَقَدْ … أمستْ نفوسُ المنايا في حماهُ حمى َ
قُلْ لِلَّتِي وَدَّعَتْ بالجِزْعِ مِنْ جَزَع … ما إنْ ظلمتِ بلِ البينُ الذي ظلما
لا وَ الهوى وَحياة ِ الشوقِ ما تركتْ … ليَ النوى منْ فؤادي غيرَ ما ثلما
مَتَى تَحَكَّمَ هَجْرِي في مُوَاصَلتي … جعلتُ ” أحمدَ ” فيما بيننا حكما
يا مُعْلِماً بِطِرَازِ الحُسْنِ نِسْبَتَهُ … وَمنْ غدا بينَ أبناءِ العلى علما
وَمَنْ هُوَ الشَّمْسُ في أُفْقٍ بِلاَ فَلَكٍ … وَمَن هُوَ البَدْرُ في أَرْضٍ بِغَيْرِ سَمَا
هذِي يَمِينُكَ في الآجَالِ صائِلَة ٌ … فاقتلْ بسيفِ رداها الخوفَ وَ العدما