بين أمر حلاوة العيش الشهي … وهوى أحال غضارة الزمن البهي
وصبابة لا استقل بشرحها … عن حصرها حصر البليغ المدره
أأحبتي إن غبت عنكم فالهوى … دان لقلب بالغرام موله
أنهي إليكم أن صبري منتئ … بل منته والشوق ليس بمنته
أما عقود مدامعي فلقد وهت … وأبت عقود الود مني أن تهي
ولقد دهيت ببينكم فاشتقتكم … يا من لمشتاق ببينكم دهي
ما زلت عندكم بأرخى عيشة … وبقيت بعدكم بعيش أكره
أبدت دموعي منه ما لم أبده … وبدهت منه أسى بما لم أبده
أما الهوى فأنا مدل عندكم … عوفيتم منه بقلب مدله
أرعى نجوم الليل فيكم ساهرا … بنجوم دمع أوجها في الأوجه
خطب الفراق شدهت منه وإنني … للنائبات أشدها لم أشده
نظري إليكم كان إثمد ناظري … وبقيت أمري خلف جفن أمره
وإذا ألم خيالكم متأوبا … لاقيته بتألم المتأوه
في شوقكم أبد الزمان تفكري … وبذكركم عند الكرام تفكهي
لو قيل لي ما تشتهي من هذه الدنيا … لقلت سواكم لا أشتهي
ما كان أرفه عيشتي وألذها … من ذا الذي يبقى بعيش أرفه
ومن السفاهة أنني فارقتكم … من أين ذو الحلم الذي لم يسفه
وعقاب أيلة ما يفارق جلقا … أحد إليها غير غر أبله
خلبت غروب الشأن مني غربة … في بلدة شأني بها لم ينبه
مالي ومصر وللمطامع إنما … ملكت قيادي حيث لم أتنزه
لا تنهني يا عاذلي فأنا الذي … تبع الهوى وأتى بما عنه نهي
قد قلت للحادي وقد ناديته … في مهمة أقصر وصلت مه مه
حتام جذبك للزمام فأرخه … فلقد أنخت إلى ذرى فرخشه
قد لذت بالمتطول المتفضل المتكرم … المتحلم المتنبه
نجح الرجاء جواب قصدي بابه … مهما هممت له بجوب المهمه
ملك يجيب خطاب كل مؤمل … ويجير من عض الخطوب العضه
من لم يجب بسوى نعم سؤاله … ولمعتفيه بلا ولن لم يجبه
متكرم بالطبع لا متكره … شتان بين تكرم وتكره
بيديه نجح المرتجي وإليه قصد … الملتجي ولديه رشد الأتيه
إحسان ذي مجد وهمة محسن … محد وتقوى عابد متأله
ما بارق ذو عارض من ودقه … ورعوده في نادب ومقهقه
هام يظل الروض من أمواهه … في الزهر بين مذهب ومموه
فالروض من حلل الربيع أنيقة … والروض من حلي الشقائق مزده
أجدى وأسمح من يديه فجودها … عند الغيوث إذا انتهت لا ينتهي
لا عز إلا عند عز الدين مولاي … الأجل أخي الفخار الأنبه
يهب الألوف لمجتديه وظنه … أن قد حباهم بالأقل الأتفه
أنتم بني أيوب أكرم عصبة … هذا الزمان بفخر سؤددهم زهي
وأولو وجوه بل صدور من ندى … ماء البشاشة والسماحة موه
عذبت مواردكم وطابت للورى … وصفت فلم تأسن ولم تتسنه
ما يدعي ملك بلوغ محلكم … إلا تقول له مساعيكم صه
والناصر الملك الصلاح هو الذي … إلا به اللزبات لم تتنهنه
لاه عن اللاهي بديناه وعن … إعزاز دين الله يوما مالهي
فاق الملوك على وإن لم يظفروا … منها بغير تشبث وتشبه
إن الملوك تخلفوا وسبقتم … أين السوام من العتاق الفره
راجيكم من داء كل ملمة … يشفى وعد سماحكم لم يشفه
وعدوكم في مهرب لم ينجه … ووليكم في مطلب لم ينجه
إن يجحد الشاني علاك فما ترى … إشراق عين الشمس عين الأكمه
ولرب مجر رائع حملاته … وتخاله في الزحف سيل مدهده
يقري العواسل من فرائس أسده … لحما بنار البيض مشعلة طهي
متحت به قلب القلوب ذوابل … أشبهن أشطانا بأيدي مته
فالأسمر العسال يحكي ناحلا … متلوبا من سقمه لم ينقه
والأبيض الرعاف يشبه مدنفا … ألف الضنى وأصابه جرح صهي
وهو الذي ترك العدى من رعبه … يوم اللقاء بصدمه في وهره
بك أصبحت راياته منصورة … يا سيدا عنت الوجوه لوجهه
لك في الشهامة والصرامة موقف … لصفاته إعجاز كل مفوه
ما الصارم الهندي غير مكهم … والباسل الصنديد غير منفه
وإذا عزمت تركت أعداء الهدى … ما بين هلاك وحيرى عمه
يا حلف جود للغيوث مخجل … أبدا وبأس بالليوث مجهجه
مولاي من مدحي سواك توجعي … وإليك من دون الملوك توجهي
أهب الثناء لمجد بيتك طائعا … وأبيعه لسواك بيع المكره
مدح الجميع موجه ومديحكم … في الصدق والإخلاص غير موجه
يفديك مغرور الزمان بلهوه … ولهاه غرار السراب بلهله
مولاي مصر أخملت قدري فكن … باسمي جزيت الخير خير منوه
شرهي على العلياء جر معاطبي … أمن المعاطب كل من لم يشره
ولقد تملى بالسعادة ذو غنى … عن شقوة المتطلب المتطله
أين الكرامة للأفاضل عندكم … إن لم تكن عند الكرام فأين هي
لبى نداء نداك لب رجائه … فازجر ملم اليأس عنه وانداه
أعليت في مصر مكاني بعدما … خفقت به ولقدره لم يؤبه
طلعت نجومكم الثواقب للورى … زهرا وإني كالسهى عنه سهي
جبرت يد الإفضال منه كاسرا … من فضلي المتكسر المتكده
عرف بعرفك منه ما لم يعرفوا … نبا وعن سنة التغافل نبه
فضلي خلوت لأجله من حظوة … هي للأديب كنبت مرت أجله
الفضل مشتعل بنار بلائه … والحظ مشتغل بأخرق أوره
أعر التأمل فقه شعري منعما … لا يشعر الإنسان ما لم يفقه
وتملها غراء جامعة لكم … في النعت بين تمدح وتمده
يهتز ذو الحسنى لجلوة حسنها … وتجل عن تحسين كل مزهزه
أفواه أهل الفضل ناطقة لها … بالفضل إن قيست بشعر الأفوه
وإن العقول لهت لها فلأنها … محمية عن كل معنى لهله
صهباء تودع سامعيها نشوة … وتعير عرف المسك للمستنكه
فوليها بتشوق وتشوف … وحسودها بتشور وتشوه
دم يا ابن شاهنشاه ملكا سيدا … متوشحا بالسؤدد الشاهنشهي
متمليا بهرام شاه ممتعا … منه بندب سيد شهم شهي
لو شاهد اليمني جبهة يمنكم … ما ظل مفتخرا بخيل الأجبه