بهزّك غصن القدّ ماذا تريدنا … وماذا بلغز العين في السر تعنينا
وهل في خواتيم اليواقيت طلسم … بسلب نهى العشاق يغري الخواتينا
وهل أنت زحزحت الخمار أم الصبا … أطارته حتى سبح الله تالينا
أتسبينني من نظرة وابتسامة … وتصيبني من بعد خمس وخمسينا
بلى إن بذر الحب في القلب كامن … وإن طُمِسَتْ آثار ثورته فينا
سينبته مرآك غضاً وناضراً … وينعشه ما تصنعين وتبدينا
فرب تصاب في الهوى يفضل الصبا … فكم في الصبا من جهلة تثلم الدينا
هلمّي بنا نلهُ ونلعب ونجتني … ثمار الأماني والقيان تغنينا
فلا سعد بل لا مجد إلا بليلة … نزورك في ظلمائها أو تزورينا
ندير أحاديث الهوى وشؤونه … ونسقيك من راح السرور وتسقينا
ومرحى إذا داعي الهوى ضم شملنا … ودارت على الأعطاف منَّا أيادينا
وإن قُضِيَتْ ما بين ذاك لبانة … فتلك فتلك شكاة لا تذيم المحبيّنا
فلا ترهبي أن يفصل الدهر بيننا … فمهما تدانينا استحال تنائينا
فقالت نعم شخصان والروح واحد … وزوجان في الآفاق طارت معالينا
فإن جمالي ليس في الكون مثله … ففتش جنان الخلد أو حورها العينا
وأنت قريع العلم والأدب الذي … به تسحر الألباب حسناً وتبيينا
كلانا فريد سيّد في مقامه … فَمَنْ سيد القوم الكرام الوفييِّنا
فقلت هو الشهم ابن عبد العزيز من … به تضرب الأمثال عزّاً وتمكينا
فرادى خلال المجد تقنى وتوأما … ومن عابد الرحمن بالألف تأتينا
سمات وأخلاق حسان وهمّة … تعالت وآثار ملأن الدواوينا
وجود لو الطائي في عصره لما … وجدنا على الطائي بالجود مثنينا
يُسَرُّ إذا أعطى ويزداد بهجة … ولا كسرور الآخذين المعيلينا
يروح ويغدو ليس إلا إلى العلا … ويسعى لدرك السبق سعي المجدّينا
لينصر مظلوماً ويزجر ظالماً … ويفرح محزوناً ويسعف مسكينا
وقد زاده حسن التواضع رفعة … وما الكبر إلا الداء يعرو المجانينا
إلى المجد ميّال وقور فلا ترى … سفاهين في أكنافه أو سفالينا
ومغلي مهور المكرمات وكفؤها … وهن لغير الكفؤ طبعاً يجافينا
ويغضي عن العوراء من حلسائه … وينشر للحسنى ثناء وتحسينا
من المجد بين الناس سهم موزع … وحاز ولم يقنعه تسعاً وتسعينا
تفرع ممن لا يُدانى فخارهم … ومن يشبه العرب الكرام الميامينا
إلى دوحة قد أحسن الله نبتها … وزان بها أغصانها والأفانينا
فزادت بها الدنيا بهاء ورونقاً … كأن لها من خالص التبر تكوينا
لكم آل إبراهيم بيت أصولكم … له في ذرى كيوان بالسيف بانونا
ولا زلتمو من ماجد بعد ماجد … لما شاده الأجداد بالجد معلينا
هو البيت متبوع الجماهير يرهب … السلاطين أن تطغى ويخزي الشياطينا
فهلاّ وأنى حرّة أنجبت بمن … يضارع إبراهيم في الآدمييّنا
ومن كعلي في العلا ومحمد … أتى في المعديين واليعربيينا
وعبد العزيز السيد الماجد الذي … أقام على درك المعالي البراهينا
وليث القراع القاسم ابن محمد … خضم الندى الفياض والطور من سينا
وكم من ذويهم سادة قادة غدوا … لبيتهم أركانه والأساطينا
أولآك الكرام الغرّ إن زرتهم تجد … مطاعيم بَشَّاشِين شوساً مطاعينا
وثيقو العرى من رام غمز قناتهم … فلا خَوَر يلقاه فيها ولا لينا
إذا جلت في نادي الأكابر خلتهم … رؤوساً وخلت الآخرين الكراعينا
بهاليل سبّاقون بالعزم أدركوا … على رغم أنف الدهر عزّاً وتمكينا
وكم وقفة في مأزق الحرب جرَّعوا … أعاديهم فيها حميماً وغسلينا
على صهوات السابحات تخالها … إذا مرقت بين الصفوف الشواهينا
كرائم ما اشتدت بهم دون غاية … إلى شرف إلا وحاؤوا مجلينا
بنار الوغى يستأصلون عدوهم … ونار القرى للضيف والمستجيرينا
أيا آل إبراهيم مني إليكم … تحيّات ذي ود يرى حبكم دينا
ودونكم عذراء تزهو بحسنها … وتصبي نفوس المفلقين المجيدينا
محبرة غرّاء تثني عليكمُ … ببعض الذي كنتم له مستحقّينا