بكل حي قد أحاط الممات … إحاطة العقد بجيد الفتاة
اثنان أهل الأرض مستوفز … وماكث غير هني الحياة
ترعى المنايا روض اعمارنا … دائبة رعي السوام النبات
اجالنا تقصر لكنما … آمالنا تغري بطول السبات
ونحن سفر ولنا غاية … نجري إليها والليالي حداة
ما اجتمع الشمل على الفة … الا اختلاساً من هجوم الشتات
من عاش لم تصف له لذة … في هذه الدنيا ومن مات فات
من ابصر الدنيا بعين الحجى … هانت عليه فأصاب النجاة
اعذرت الدنيا بانذارها … ان بنيها غرض النائبات
في السلف الماضي لنا عبرة … لو نفعتنا العبر السالفات
ان شئت ان تعرف انباءهم … فاستخبر الأيام فهي الرواة
طوت ملوكاً نشروا هجدهم … على فروع الانجم الزاهرات
شادوا قصور العز فاعتاقهم … قصور آجالهم الفاجئات
وكل ذي رزء له سلوةذ … برزء طه سيد الكائنات
احق من يتبع يوم الاسى … سنته آل النبي الهداة
مثل سليل الرشد حلف العلا … فرع اصول الكرم الزاكيات
الراسخ الحلم الوقور الذي … يزيده عظم الرزايا ثبات
لله خطب فادح قد رمى … عقيلة الحي الكرام الحماة
عقيلة من آل عمرو العلي … تبكي المعالي شجوها معولات
جوهرة غراء مكنونة … في الخدر للاحساب فيها سمات
نفية الجيب على عفة … لاثت ثياب الحسب الطاهرات
ربيبة البيت الذي انزلت … في وصفه آياتها المحكمات
كانت بصدر الدهر سر التقى … حتى أذاع السر لعي النعاة
ما لحظ الوهم حماها على … ان مزاياها بدت سافرات
وما رأى الدهر لها ثانياً … في الصون الا رسمها في المراة
قد كانت العين وما ابصرت … عين سنا انوارها المشرقات
حتى توارت في حجاب الثرى … من حجب العفة والمكرمات
حليتها عقد فريد الثنا … غانية عن حلية الغانيات
في حلل من فخر آبائها … تجملت لاحلل الرافلات
ما نفحت بالطيب اردانها … لكنما اخلاقها النافحات
ما القبر الا روضة قد حوى … شقيقة الرشد وخاب الجناة
نطفة مزن غاض سلسالها … ولم يكدر بالاجاج الفرات
وقد ربت بالطف ريحانة … للعلم لم تقرن بشوك الصراة
من معشر طابوا فروعاً كما … طابوا اصولا بالعلي مثمرات
اضاءت الدنيا بآثارهم … كما اضاء الأفق بالنيرات
فيا سقت غرّ الغوادي ثرى … أودع بنت السحب الهاطلات
مضى ابوها باليمين التي … كانت تمد الابحر الزاخرات
ابلج وضاح المحيا به … كان جلاء الخطب والمعضلات
ليث ندي يتقى هيبة … غيث ندى تروى به الماحلات
هذا أخوها المستهل الندي … بدر سماء الفضل بحر الهبات
القاسم الوفر ومن مثله … ان كنت لفقت نظيرا فهات
قلت لمن قاس به غيره … بالكوكب الدري قست الحصاة
في جبهة الدهر بدا غرة … ساطعة انوارها ثاقبات
هذا الذي تكفي الثرى كفه … عن الغوادي فهو كافي الكفاة
عن جوده الفياض حدث فقد … صح عن البحر حديث الرواة
لو وسعت أمواله جوده … لعز في الكون وجود العفاة
فرق شمل الوفر لكنه … جمع شمل المدح السائرات
تضوع الروض بأزهاره … يحكى شذا أخلاقه العاطرات
إذا استحقت صفة مدحة … فانه ممدوح كل الصفات
ما انكرت اعدائه بأسه … لكنهم قد شجعوا بالأناة
ما أحسن الحلم ولكنه … يحسب ذلا فيغر الجناة
أبا وفيّ أنت اهدى حجى … من ان نعزيك لدى النائبات
لكنها سنة خير الورى … متبوعة آثارها البينات
ما أنت الا طود صبر رسا … والطود لا يخشى من العاصفات
وعزمك السيف الرهيف الشبا … والسيف لا ينبو عن الحادثات
فاسلم ودم جذلان في بهجة … تأوي ظلال النعم الضافيات
في كل يوم ترتقي ذروة … عن شأوها يحسر لحظ العداة
ومن نعيم العيش في جنة … ورق الهنا في روضها ساجعات
خاتمة السوء انقضت وانجلت … والبشر في أيامك المقبلات