بكسيت بدولتك الليالي نورا … واهتزت الدنيا إليك سرورا
وإذا تأملت المنى ألفيتها … قدرا لكم ولنا بكم مقدورا
وإذا تفاخرت الملوك وجدتم … من كل ملك أوجها وصدورا
وخلعتم في العالمين مساعيا … حلينهن مفارقا ونحورا
وإذا الدهور تساجلت ألفيتم … يا آل تبع للدهور دهورا
من كل دهر لا يزال كأنه … لوح يلوح بفخركم مسطورا
يتلى فتنشقه النفوس كأنما … بالمسك خط غواته الكافورا
لكم سماء الملك ما زالت بكم … تزهى فتشرق أنجما وبدورا
ولكم رياض الأرض تسقون الورى … نعما فتنبت حامدا وشكورا
فتهن يا يحيى تراث مآثر … أحرزت منها حظك الموفورا
من كل ذي ملك نموك فأنجبوا … بدرا لفجرهم المنير منيرا
واستودعوك شمائلا ومحاسنا … كرمت فكنت بحظهن جديرا
فوصلت ما وصلوا من النسب الذي … بذراك عوذ أن يرى مهجورا
فحكمت في حكم بشمل جامع … نورين زادهما التألف نورا
قمرين لم يعرف لتلك نظيرة … هذا ولا هذي لذاك نظيرا
فلأمت شعبهما بسوق وليمة … راح الثرى بدمائها ممطورا
تحكي مصارع من عداتك لم تجد … من حكم سيفك في البلاد مجيرا
فجزرت حتى بات من عاديته … حذرا يراقب أن يكون جزورا
ورفعت في ظلم الدياجي عنهما … شقرء بات لها السماك سميرا
نارا تمثل تحت ظل دخانها … كسف العجاج وسيفك المشهورا
وتخالها زهر الكواكب تحتها … قمرا تغشى دونها ساهورا
في مشهد أمسى نذيرا للعدى … وغدا لنا بالقرب منك بشيرا
ندعى له الجفى فحسبك طاعة … ممن يجيبك مغنما ونفيرا
ولمن يرى خفض النعيم محرما … يوما تريه لواءك المنشورا
فجلوت من صدف المقاصر درة … حليت منها أربعا وقصورا
فكسا المنازل مطعما ومشاربا … وكسا الأسرة نضرة وسرورا
كلا كسوت درانكا ونمارقا … وزرابيا وأرائكا وخدورا
وتتابعت منك الجنود كأنما … يطأون منها لؤلؤا منثورا
وتلألأت فيها بروق مجامر … يكسون أصبار المسوك صبيرا
هطلا بماء الورد سح كأنما … والى فروض سندسا وحريرا
يوم لك اكتتبت شهادات الندى … بالمسك في صحف الوجوه سطورا
تبدو فنقرأ في بيان خطوطها … جدوى يديك وسعيك المشكورا
لله أم مهيرة لم تعتقد … في مهرها العلق الخطير خطيرا
زفت إلى حكم بحكمك فاغتدى … ملكا مليكا عندها وأميرا
والسعد قد شمل السماء كواكبا … واليمن قد حشد الهواء طيورا
ولو ابتذلت بها مخفة والد … لم تعطها إلا السيوف مهورا
ولما جزرت لها وليمة معرس … إلا الضراغم عاديا وهصورا
ولكان يوم الزحف موقد نارها … حربا تفور مراجلا وقدورا
ولما رفعت لهسا دخانا ساطعا … إلا عجاجا في السماء ومورا
حتى تئوب وقد ملأت بلادنا … نعم العدى والناعمات الحورا
فتملاوا يا آل يحيى عمركم … في ملك يحيى بالمنى معمورا
وسقيتم ورعيتم بحياته … ورقيتم من فقده المحذورا