أ وفيهن أضحيت يوم الأضاحي … كتائب مستقدمات التهادي
بأجمع مولى لشمل العبيد … وأخشع عبد لرب العباد
فأوسعتهن نظام المصلى … وقد غص منهن رحب البلاد
ملاعبة للصبا بالنواصي … مسامية للقنا بالهوادي
تكاد تفهم فصل الخطاب … بتعويدها لاسمك المستعاد
وعرفانه في شعار الحروب … وتبيانه في صريخ المنادي
وترديده في مجال الطعان … وتكريره في مكر الطراد
وفي كل ذكر وفخر ونشر … وشكر وشعر وشدو وشاد
فلما قضوا بك حق السلام … ثنوا لك حق سلام معاد
فوافى قصورك وفد السلام … بأيمن حاد إليها وهاد
يخوضون نحوك بحر العوالي … تموج بها أبحر من جياد
لملء عيونهم من بهاء … وملء صدورهم من وداد
بمرأى هداهم إلى هدي هود … وعاد إليهم بأحلام عاد
وقد ذكرتهم جفانا نمتك … إلى كل ملك رفيع العماد
مطاعم مدت بها في صحون … موائد مستبشرات التمادي
وكم خط جودك بالمسك فيهم … شهادته لمليك جواد
سطورا محون بياض المشيب … بنور محامنه لون السواد
وراح قرين الشباب النضير … وفوداه خطا شباب مفاد
مشاهد غلفت منها الزمان … بغالية مسكها من مدادي
فأشعرتها كل بر وبحر … وأنشقتها كل سار وغاد
وأتبعتها من كباء الثتاء … عجاحا يهب إلى كل ناد
نوافج مجمرها من ضلوعي … تؤججها جمرة من فؤادي
بما علم الهند أنك أمضى … غداة الوغى من ظباة الحداد
وأن ثناءك أزكى وأذكى … على الدهر من طيبه المستجاد
سوائم فخر علت عن مسيم … يرود بها مرتع الإقتصاد
ودعوى هوى لم يزر في كراه … خيال ولا خاطر في فؤادب
وتلك علاك تهادي العيون … كواكب مقتربات البعاد
أوانس تأبى لها أن تصد … مقادمها في الوغى أو تصادي
كواعب مجدك حليتهن … بزهر المساعي وبيض الأيادي
نجوم تنير بنور الأماني … وطورا تنوء بغر الغوادي
فأول أنوائها منك بشر … وفي العهود بصوب العهاد
حيا صدقه منك في آسم وفعل … وشاهده في الورى منك باد
وسماك ربك مأمون غيث … على نشره رحمة للعباد
غمام يئود متون الرياح … ويزجيه للروع متن الجواد
فمن راحة ريحها الارتياح … ومن ماء صاد إلى كل صاد
وسقيا عنان بثني العنان … وبارقه في مناط النجاد
فأشرق من روضه كل حزن … وأغدق من وبله كل واد
وذاب بأندائه كل فصل … يكذب فيه حديث الجماد
ربيع المصيف ربيع الشتاء … مريع الحزون مريع الوهاد
ومن روضه سروات الكماة … تثنى على صهوات الجياد
ومن زهره سابغات الدروع … وبيض الصفاح وسمر الصعاد
وأينع بها في وقود الطعان … وأنضر بها في ضرام الجلاد
وأي فواتح ورد نضيد … مواقعها في نحور الأعادي
وكم غادرت لمهب الرياح … سنا جسد شرق بالجساد
رياضا قسمت أزاهيرهن … لعز الموالي وخزي المعادي
فأهديتها لأنوف الغناء … وأرغمت منها أنوف العناد
وأوردتها كل بحر يمور … بما يلبس الشهب لون الوراد
ودست بها كل صعب المرام … وقدت بها كل عاصي القياد
إذا ما تنادت لجمع ثنته … مجيب المنادي ليوم التنادي
بهن شعبت عصي الشقاق … وعنهن أوضحت سبل الرشاد
أ فأودعتها في نواصي الرياح … لتنثرها في أقاصي البلاد
فكم أنبت الشرق والغرب منها … حدائق تغني عن الإرتياد
ووقفا على سقيها ماء وجهي … وفيض دموعي وما في مزادي
وكم حصد الدهر للخلد منها … ثمار النهى وثمار التهادي
فيا أرأس الرؤساء الجدير … بحكم السداد لقول السداد
أيغرب عندك نجم اغترابي … ومطلعة لك في الأرض باد
وأسقي الورى عنك ماء الحياة … وأرشف منك حميء الثماد
وزرعي فيك حصيد الخلود … وحظي منك لقيط الحصاد
سدادا من العوز المستجار … وأكثره عوز من سداد
قضاء له في يد الإقتضاء … زمام ومن سابق البغي حاد
كعلمك من خطب دهر رماني … بأسهم واش وغاو وعاد
يسلون بين الأماني وبيني … سيوف القلى ورماح البعاد
زمان كأن قد تغذى لسعي … لعاب أفاع وحيات واد
فأودع من نفثه حر صدري … سماما ليالي منها عدادي
وأطفأ نوري وناري عليما … بأن سيضيء الدجى من رمادي
وهان عليه نفاقي بفقدي … لبيع حياتي بيع الكساد
ولولا القضاء الذي فل عزمي … وآد شبا حده متن آدي
وأني دنت إلهي بدين … من الصبر جل عن الإرتداد
لغاضت به قطرة من سحابي … وأودت به شعلة من زنادي
وما انفرجت مبهمات الخطوب … بمثل اشتداد الأمور الشداد
فكلني لحاجبك المستجير … بذمته كل قار وباد
ليقسم لي سهم حمدي وشكري … وينزع سهم الأسى من فؤادي
ليقتادني بيد الإصطناع … ويخلع من يد دهري قيادي
ويكتب فوق جبيني ووجهي … إلى نوب الدهر حيدي حياد
وحسبي فإما رباطي أراني … ثوابي منه وإما جهادي
ب فإن شط عن غرب شأوي مداه … وعادت أماني منه العوادي
فأنت عليه دليلي وعوني … وجدواك ذخري إليه وزادي
فلا أبعد الدهر منكم حياة … تلي نعما مالها من نفاد
ولا خذلتكم يد في عنان … ولا خانكم عاتق في نجاد