أَيُنْكِرُ مَعروفَنا المُنكِرُ … ويكفرهُ وهو لا يكفرُ
ونحن بنو هاشم في الأنام … كما کتّضَحَ الواضحُ النيّر
تطيب عناصرنا والذوات … وقد طابت الذات والعنصر
إذا ما ذكرنا فغير الجميل … وغير المحامد لا تذكر
بنا تفخر الأمم السابقون … ونحن بأنفسنا نفخر
ومنّا النبيُّ ومنّا الوصيُّ … ومنّا المبشّر والمنذر
رَمَيْتُ عدواً بنا ساءَه … وقوسي لأمثاله يوتر
وذلَّلته بعد عزٍّ بها … وحقَّرته وهو يستكبر
وربَّ قوافٍ لشعري تنير … على عرضه وهو لا يشعر
لها طعناتٌ كوخزِ السِّنان … ولا مثلها الذابلُ الأسمر
فواعجباً لإلَدِّ الخِصام … وقد حاقَ بالخصم ما يمكر
أَيُعْجِبُه أنْ يرى ساعة ً … يَرى دَمَه عَنْدَماً يقطر
بسهمٍ إذا أنا فَوَّقْتُه … أصيبَ به الجيدُ والمنحر
أرى العفو عن لممِ الأرذلين … لداعٍ إلى ما هو الأكبر
فلا عثرة ُ النذل مما تقال … ولا ذنب مذنبها يغفر
وإنّي لأَعْرِفُ كُنْهَ الرّجال … ويكشف مخبرها المنظرُ
صبرتُ على بعض مكروهه … وقلتُ إذنْ عورة ٌ تستر
وإنّي صبورٌ على النائبات … وإنّي على الضَّيم لا أصبر
فأقبلتُ يوماً على حتفه … فولّى به حَظُّه المدبرُ
ليعلمَ أنّي فتى ً، أمرهُ … مطاعٌ، وسطوته تقهرُ
يدين العلاءُ إلى طوعه … ويمثل المجدُ ما يأمر
يزينُ كلامي وجوهَ الكلام … ومن كلمِ المرءِ ما يبهر
كما زُينَتْ بالنقيب الشريف … وحسن مناقبه الأعصُر
إذا جاد سال الندى للعُفاة … وأَيْسَرُ من سيبه الأَنْهُر
نرى الوافدين إلى بابه … لها موردٌ ولها مصدر
فتى ً يقتفي إثْرَ آبائه … وآثارُ آبائه تؤثر
من القوم لا نارهم في الظلام … تُوارى ولا مالُهم يذخر
وما نزلوا غير شم الرعان … يُهدّى لها المنجد المغور
إذا وعدوا بالندى أنجزوا … وإنْ أَوعدوا بالردّى أذعروا
وإن طويتْ صحفُ الأكرمين … فإنّي أراها بهم تنشر
أَبيْتَ النبوّة ِ لا زِلتُمُ … نجوماً بنور الهدى تزهر
مكارمُكُمْ لم تزل تُرتَجى … وسطوتكم أبداً تُحذَر
وبارقُ عارضكم وامضٌ … وعارضٌ إحسانكم ممطر
وأبواعكم في منال العُلى … تطولُ إلها ولا تقصرُ
وكيف يطاولكم في بناءِ … معاليكم الأشعثُ الأغبر
لئنْ أصْبَحَتْ أمَّكم فَاطِمٌ … وإن أباكم إذَنْ حيدر
فما بعد عليائكم من عُلًى … ولا بَعْدَ مفخركم مفخر
ومنم تبلَّجَ صبحُ الهدى … وأَسْفَرَ وهو بكم مسفر
وأجدادكم شفعاء العصاة … بيوم به نارِهِ تسعر
ويخضر من بيض أيديهِمُ … وجدواهم الزَّمَنُ الأَغْبر
سراة ٌ، نَداهُم كفيض البحار … نعم هكذا فيضها الأبحر
فكرنوا غمائمَ مبراقها … يُشام سناه ويستمطر
تحرَّوا بني عمِّنا في الأمور … وراعْوا عواقبها وکنظروا
وكونوا بني رجلٍ واحدٍ … إذا أنكروا مُنكراً غيَّروا
فحينئذٍ بأسكم يتّقى … ويخشاكم العَدَدُ الأكثر
وإنّي لَمِنْ بعض أنصاركم … وناصرُكم في الورى ينصر
وإني بأيديكم صارمٌ … يُقَدُّ به الدِّرع والمغْفَر
أُدافعُ عنكم إذا غِبْتُمُ … وأثني عليكم ولم تحضروا
وإنّي لأَشكركم، والجميلُ … على كل أحواله يشكر
فخذها إليك تغيظ الحسود … يراها المحبُّ فيستبشر
تسرُّ لديك الوليَّ الحميمَ … ويُبتَرُ شانِئُك الأبتر