أَمِطِ اللِّثامَ عن العِذارِ السائلِ … لِيَقُومَ عُذْرِي فِيكَ عِنْدَ عَوَاذِلِي
واغمِدْ لِحاظَكَ قدْ فَلَلْنَ تَجلُّدي … وَکكْفُفْ سِهَامَكَ قَدْ أَصَبْنَ مَقَاتِلِي
لاَ تَجْمَعِ الشَّوْقَ الْمُبَرِّحَ وَالْقِلَى … وَالْبَيْنَ لِي أَحَدُ الثَّلثَة ِ قَاتِلِي
يَكفيكَ ما تُذْكيهِ بينَ جَوانحي … لهَواكَ نارُ لَواعِجي وبَلابِلي
وهَناكَ أنّي لا أَدينُ صَبابة ً … لِهَوَى سِوَاكَ وَلاَ أَلِينُ لِعَاذِلِ
بِتْ لاَهِياً جَذِلاً بِحُسْنِكَ إنَّنِي … مُذْ بِنْتَ فِي شُغُلٍ بِحُزْنِي شَاغِلِ
فَکعْطِفْ عَلَى جِلْدِ كَعَهْدِكَ فِي النَّوَى … وَاهٍ وَجِسْمٍ مِثْلِ خَصْرِكَ نَاحِلِ
وَيْلاَهُ مِنْ هَيَفٍ بِقَدِّكَ ضَامِنٍ … تَلَفِي وَمِنْ كِفْلٍ بِوَجْدِيَ كَافِلِ
وبنَفسيَ الغَضبانُ لا يُرضيهِ غيرُ دمي وما في سَفكِهِ من طائلِ … دَمِي وَمَا فِي سَفْكِهِ مِنْ طَائِلِ
تُصْمي نِبالُ جفونِهِ قلبي ولا … شَلَّتْ وإنْ أصمَتْ يمينُ النابلِ
ويَهُزُّ قَدّاً كالقَناة ِ لِحاظُهُ … لِمُحِبِّهِ مِنْهَا مَكَانَ الْعَامِلِ
عانَقتُهُ أبكي ويَبسِمُ ثَغرُهُ … كالبرقِ أَومضَ في غَمامٍ هاطِلِ
فأَلِينُ في الشَّكوى لقاسٍ قلبُهُ … وأُجِدُّ في وَصفِ الغرامِ الهازِلِ
مَلِكٌ يُجِيرُ مِنَ الْحَوَادِثِ جَارَهُ … ويُخِيلُ سائلُهُ دعاءَ السائلِ
ملِكٌ أَنامِلُهُ لأَرْقَشَ نافِثٍ … حَتْفَ الْعِدَى وَلِمُنْصُلٍ وَلِذَابِلِ
كَمْ غَارَة ٍ شَعْوَاءَ جَدَّلَ أُسْدَهَا … يومَ الكريهة ِ عن متونِ أَجادِلِ
فينالُ ما أَعيا الأسِنّة َ والظُّبى … بأَسِنّة ٍ من رأيِهِ ومَناصِلِ
وبصامتٍ منذُ احْتوَتْهُ بَنانُهُ … فَخِرَ الْيَرَاعُ عَلَى الْوَشِيجِ الذَّابِلِ
لَقِنَ النَّدَى وَالبَأْسَ فِي قُضْبَانِهِ … عَنْ أَيْهَمٍ طَاوٍ وَأَغْلَبَ بَاسِلِ
سَلْ عَنْ مَوَاقَعِهِ الْكَتَائِبَ فِي الْوَغَى … يُخْبِرْنَ عَنْ كُتُبٍ لَهُ وَرَسَائِلِ
كَالسِّحْرِ تَنْفُثُ فِي القُلُوبِ مَكَائِداً … لا تُتَّقى فكأنّها منْ بابلِ
تَرْعَى لِحَاظُكَ مِنْ بَدَائِعِ وَشْيِهَا … أزهارَ جَنّاتٍ ونَورَ خَمائلِ
وإذا سرَتْ سَكرى شَمالٌ خِلَتاه … مَرَّتْ بِأَخْلاَقٍ لَهُ وَشَمَائِلِ
مِنْ مَعْشَرٍ نَهَضُوا وَقَدْ دَرِسَ النَّدَى … بفُروضِ جُودٍ أُهملَتْ ونَوافلِ
شادَ العُلى بمعارفٍ وعَوارفٍ … ورمى العِدى بصَوارمٍ وصَواهلِ
فهمُ إذا جلسوا صدورُ مجالِسٍ … وَهُمُ إذَا رَكِبُوا قُلُوبُ جَحَافِلِ
نسَبٌ كما وضَحَ الصباحُ مُرَدَّدٌ … في سُودَدٍ مُتقادِمٍ مُتقابِلِ
يا طالبَ المعروفِ يُجهِدُ نفسَهُ … فِي خَوْضِ أَهْوَالٍ وَنَقْضِ مَرَاحِلِ
شِمْ بَارِقاً عَبْدُ الرَّحِيمِ سَحَابُهُ … وَکبْشِرْ بِسَحٍّ مِنْ نَدَاهُ وَوَابِلِ
يا خيرَ من أَولى الجميلَ وخيرَ منْ … علِقَتْ بحبلٍ منهُ راحة ُ آمِلِ
كم من يدٍ أسدَتْ يَداكَ ونائلٍ … أتبعتَهُ يومَ العطاءِ بنائلِ
بيضاءَ يشهدُ بالسَّماحِ لرَبِّها … ما أثقلَتْهُ من طُلى ً وكَواهِلِ
واسْتَجْلِ أَبكارَ المديحِ عرائساً … أبْدَيْنَ زِينتَهُنَّ غيرَ عواطلِ
أبرزْتُهُنَّ على عُلاكَ سَوافراً … ـعَافِينَ فَيَّاضِ اليَدَيْنِ حُلاَحِلِ
فاجلِسْ لها وارفَعْ حِجابَكَ دونَها … وَکنْصِتْ إلَى إنْشَادِهَا وَتَطَاوَلِ
… كرَماً على المأمولِ حقَّ الآمِلِ
جَاءَتْكَ لاَ مَرْذُولَة َ الْمَعْنَى وَلاَ … دَنِساً مَلاَبِسُهَا بِمَدْحِ أَرَاذِلِ
وَلَطَالَمَا نَزَّهْتُهَا عَنْ مَوْقِفٍ … يُخزي الكِرامَ وصُنتُها عن جاهلِ
ورفعتُها عن مدحِ كلِّ مُبخَّلٍ … وَالْعُدْمُ أَحْسَنُ مِنْ عَطَاءِ الْبَاخِلِ
هَيهاتَ يطمعُ في انقيادي مانعٌ … وَشَكِيمَتِي لاَ تَسْتَكِينُ لِبَاذِلِ
وَلَئِنْ دَعَوْتُكَ مِنْ مَحَلٍّ شَاسِعٍ … نَاءٍ مَدَاهُ عَلَى السُّرَى الْمُتَطَاوِلِ
فالسُّحْبُ تَبعُدُ أنْ تُنالَ وصَوبُها … دَانٍ قَرِيبٌ مِنْ يَدِ الْمُتَنَاوِلِ
فارفَعْ إذا عُرضَتْ عليكَ قصائدي … مَدحي إلى الملِكِ الرحيمِ العادلِ
واسفِرْ بجاهِكَ بينَ حظّي والغِنى … وتَقاضَ لي أيامَ دهري الماطِلِ
وَکنْهَضْ بِهَا أُكْرُومَة ً قَعَدَ الْوَرَى … عَنْهَا فَمِنْ مُتَقَاعِسٍ أَوْ نَاكِلِ
إنْ كنتَ أكرمَ منزلٍ نزلَتْ بهِ … فلْيَحْمِدَنَّ عليكَ أفضلُ نازِلِ
لمْ أَدعُ حينَ دعَوْتُ نصرَكَ غافلاً … عنّي ولا استنجَدْتُ منكَ بخاذِلِ
قد أخصبَتْ أرضُ العراقِ وإنّني … لأَرُودُ مِنْهَا فِي جَدِيبٍ مَاحِلِ
وَصَفَتْ مَوَارِدُها الْغِزَارُ وَمَوْرِدِي … مِنْهَا ثَمَادُ بَقَائِعٍ وَوَشَائِلِ
مُترَدِّيَاً برِداءِ حظٍّ ناقصٍ … في أهلِها وجمالِ فضْلٍ كاملِ
وَمَتَى رَأَتْ عَيْنَاكَ فَضْلاً شَائِعاً … فَکحْكُمْ لِصَاحِبِهِ بِذِكْرِ خَامِلِ
فَإذَا هَمَمْتُ بِنَهْضَة ٍ أُعْلِي بِهَا … قَدري وأنشُرُ في البلادِ فَضائلي
قامَ الزمانُ يَجُودُ دونَ بلوغِها … بعَوائقٍ من صَرفِهِ وشَواغِلِ
ولعلَّهُ يخشى سُطاكَ إذا رأى … حُسنَ التِفاتِكَ أنْ يُصيبَ شَواكلي