أَبْكِيكَ يَا زَيْنَ الشَّبَابِ … يَا كَوْكَباً فِي التُّرْبِ غَابْ
تَوْفِيقُ إِنْ تَذْهَبْ فَكمُلُّ … مُزْمِعٌ هَذَا الذَِهَابْ
أَسْفٌ عَظِيمٌ لِلأحِبَّةِ … أَنْ تَبَينَ بِلاَ مَآبْ
بَعْدَ القُصُورِ البَاذِخَاتِ … أَبَاتَ مَأْوَاكَ التُّرَابْ
وَمِنَ الثَّرَاءِ وَمِنْ مَفَا … خِرِهِ انْتَهَيْتَ إلى تَبَابْ
تِلْكَ الفَجِيعَةُ حَوَّلَتْ … أَمْنَ النُّفُوسِ إِلَى اضْطِرَابْ
لَمْ تُرْوَ مِنْ قِدَمٍ وَلَمْ … تَقْصَصْ حَدٍِيثاً فِي كِتَابْ
وَارَحْمَتَا لَكَ مِنْ قَتِيلٍ … لَمْ يَزَلْ غَضَّ الإِهَابْ
فَتَكَ الذِئَابُ بِهِ … وَبَعْضُ النَّاسِ شَرٌّ من ذِئَابْ
مَا ذَنْبُهُ إِلاَّ السَّمَاحُ الْمَحْضُ … والأَدَبُ اللُّبَابْ
نَزَلُوا حِمَاهُ وَكَانَ أَمْنَعَ … فِي حِمَاهُ مِنْ عِقَابْ
وَرَمَوْا فَمَا أَلْقَى الشِّهَابَ … مِنَ العَنَانِ سِوَى شِهَابْ
مَا كَانَ أَغْنَاهُمْ وَذَاكَ … البَابُ لِلإحْسَانِ بَابْ
لَوْ أَنَّهُمُ لاَقَوْا ذَوِي الحَاجَاتِ … فِي تِلْكَ الرِّحَابْ
فِي حِكْمَة الدُّنْيَا وَفِي تَصْرِيفِهَا … العَجَبُ العُجَابْ
قَدْ يَظْفَرُ الجانُونَ فِيهَا … بِالكَرَامَةِ وَالثُّوَابْ
وَعَلَى رُؤُوسِ الخَائِفِنَ … اللهَ قدْ يَقَعُ العَقَابْ
دُنْيَا تُخَالِفُ كُلَّ تَقْدِيرٍ … وَتَخْلِطُ فِي الحِسَابْ
فِي زُهْرِهَا الغَرَّارِ لِلْسَّارِي … وَفِي الوَرْدِ السَّرَابْ
فَتَظَلُّ كُلُّ حَقِيقَةٍ … فِيهَا مَحَلاً لاِرْتِيَابْ
ما كُنْتَ يَا تَوْفِيقُ إِلاَّ … مَنْ تَفَدِّيهِ الصِّحَابْ
لِشَمَائِلَ مَمْلُؤَةٍ أُنْساً … وَأَخْلاَقَ عِذَابْ
وَصَفَاءَ طَبْعٍ لَمْ يُكَدِّرْهُ … الزَّمَانُ وَلَوْ أَرَابْ
وَمُروءَةً فِي كُلِّ حَادِثَةٍ … لَها دَاعٍ مُجَابْ
لَكِنْ وَكَمْ لَكِنْ تُقَالُ … إِذَا كَبَا بِالجَدِّ كَابْ
حِكْمُ الَّذي بَرَأَ البَرِيَّةِ … لاَ سُؤَالَ وَلاَ عِتَابْ
وَهُوَ الَّذِي تَعْتَاضُ بِالنَّعْمَى … لَدَيْهِ مِنُ العَذَابْ
وَعَلَيْهِ تَحْقِيقُ الرَّجَاء … فَمَنْ رَجَا إِلاَّهُ خَابْ
إِدْوَرَدُ عِشْ مُتَوَافِرَ الآلاَءِ … مَرْفُوعَ الجَنَابْ
فِي غِبْطَةٍ تَصْفُو وَبِالْغَيْرِ … المُلِمَّةِ لاَ تُثَابْ
لاَ بِدْعَ إِنْ وَاسَاكَ أَهْلُ … القُطْرِ فِي ذَاكَ المُصَابْ
فَلأَنْتَ ذَاكَ الفَرْعُ مِنْ … أَصْلٍ زَكَا فِيهِ وَطَابْ
مِنْ أُسْرَةٍ طَهُرَتْ … خَلاَئِقُهَا وَلَمْ تُوصَمْ بِعَابْ
ضُرِبَتْ بِسَهْمٍ فِي العُلَى … فَأصَابَ مِنْهَا مَا أَصَابْ
وَلأَنْتَ خَيْرُ بَقِيَّةٍ … منْهَا تُرْجَى أَوْ تُهَابْ
زَانَتْكَ آدَابٌ رَقِيقَاتٌ … وَأَخْلاقٌ صِلابْ
لُطْفٌ وَظُرْفٌ فِي الحَدِيْثِ … وَفِي السُّؤَالِ وَفِي الجَوَابْ
عَزْمٌ يَفِّلُ مَكَارهَ الدُّنْيَا … وَيَهْزَأُ بِالصِّعَابْ
رَأْيٌ إِذَا أَبْدَيْتَهُ فِي مَعْضِلٍ … فَصْلُ الخِطَابْ
مَجْدٌ أَبَى شَرَفاً وَجُوداً … أَنْ يُشَبَّهُ بِالسَّحَابْ
يَا مَنْ نُعَزِّيهِ وَيَدْرِي … فَوْقَ مَا نَدْرِي الصَّوَابْ
وَعْدُ المُهَيْمِنِ بِالسَّعَادَةِ … لَيْسَ بِالْوَعْدِ الكِذَابْ
فَلِمَنْ تَوَلَّى رَحْمَةً … في خِلْدِهِ وَلَكَ احْتِسَابْ