أنورُ سناءَ لاحَ في مشْرِق الغرْبِ … وفرعُ اعتلاءَ لاحَ في دَوْحة ِ العُرْب
ووارثُ أعلامِ العلا نَشِبَ النّدى … ومَوْقِدُ نورِ البِشْرِ في ظُلَمِ الكرب
نَطَقْت فحُزْتَ الحُكمَ فَصْلاً خطابُه … يُقَلَّبُ من وَشْي البلاغة ِ في عَصْب
ومَنْ كأبي بكرٍ عميدا مؤملا … خُلاصَة َ شَعْب العِلْمِ ناهيكَ من شعب
كفيلٌ بنَيْلِ الجودِ قبل سُؤالهِ … وَصُولٌ إلى الغاياتِ في المَرْكَبِ الصعب
وأي انْسِكابٍ في سحائب كفِّه … إذا كَلَحَت شهباءُ عن ناجذِ الجدب
وأي مضاءَ في لطيفِ طِباعِه … كما سكَنَ التّصْميمُ في ضُبَّة ِ القُضْب
سُلالة ُ أعْلامٍ وفَرْعُ مكارِم … بهم فَلَكُ العَلْياءِ دارَ على قُطْب
عَشَوْا نحوَ نورِ الله يَقْتبسونه … وقد خَرَقُوا من دُونِه ظُلمَ الحُجْب
حَمَوْا حائمَ التّهْويم وِرْدَ جُفونِهِم … وشَدُّوا وثاقَ السُّهد في شَرَكِ الهُدْب
أتوْا دَوْحة َ التّحقيقِ تَدْنو قُطوفُها … فحازُوا جناها وهي معْرِفة الرَّب
وهَزُّوا فُروعَ العلْمِ وهي بواسِقٌ … فلله ما جازُوهُ من رُطَبِ رَطب
فإن جَرَتِ الأيامُ في غُلُوائها … وجرَّت وشيجَ القَسْر في مأزقِ الخَطْب
فما لقِيتْ إلا شُجاعا مُجرَّبا … ولاّ عَجَمَتْ إلا على عُودِكَ الصُّلْب
وإن أغْفَلْتُ من فرضِ بِرَّكَ واجباً … على أنها قد أوطأتْك ذُرى الشُّهْب
فقد دَرأتْ حقّ الوصِيّ سفاهَة ً … عليّ وأعْلتْ من قِداح بني حَرْب
ورُبّما حادَ اللئيمُ بنائلٍ … وشَنّ بأقْصى سرْجِه غارَة َ العضْب
وأنت من الصِّيدِ الذين سَمَت بهم … أرُومَة ُ لَخْمٍ في حدائقِها الغُلْب
إلى عمرِ هندٍ حيثُ يخْتَصِمُ العلا … ويَشْهَدُ نَصْلُ السَّيفِ في حَومَة الحرب
إلى مُرْتَقى ماء السَّماء الذي كسا … زمانَ احتدام المَحْل أردِيَّة َ الخِصْب
فلا العِزُّ يُعْزَى مُنْتهاه لحاجِبٍ … ولا الجودُ يُجْدي أن تُذُوكِرَ في كَعْب
فكم أنجبوا من صارم ذي حفيظة ٍ … إذا كَهَمَتْ ذُلْقُ الصِّفاحِ لَدَى الضَّرْب
وكم أعقبوا من ضَيْغَم يرغَم الطُّلا … ويهزِمُ أسبابَ الكتائب والكُتْب
إذا عَمَّ طرسَ اليومِ نفسُ دُجُنَّة ٍ … وعمَّمَ بُرْسُ الغُرِّ في هامَة ِ الهُضْب
حشا باهظُ الأجزالِ وقد ضِرامِها … فأوْرتْ جحيما لافِحاً أوجهَ السُّحْب
وأعملَ في الكَوْماء حَدَّ حُسامِه … فخَرَّت وشِيكاً للجبينِ وللجَنْب
فأثقل أكْتاداً وعمَّ حقائباً … وأنْهَلَ ضَيْماً نبعَ مطّرِدٍ عذب
يروم بسَكْبِ الجُود كَسَب ثنائهم … فلله من سَكْبٍ كريمٍ ومن كَسَب
مآثرُكُم آل الحكيمِ بقِيتُم … بَلَغْنَ مَدى الحصرِ المُواصِلِ والحَسْب
فماذا عسَى أحصي وماذا عسَى أفي … أيُنْضِبُ لُجَّ اليَمِّ مُسْتَنزَرُ الشُّرْبِ
على أنني مهما اقتضبتُ بديهة ً … على خبَرِ العنْقاء إن ذُكِرَتْ تُرْبي
وما الشِّعرُ إلا ما أفوهُ بسحْرِهِ … وما خَلَّصَت إبْريزَه شُعْلة ُ اللُّب
ولستُ كمن يَعْتَدُّ بالشِّعرِ مَكْسَباً … هَبِلتُ رضيعَ المجدِ إن كان منْ كَسْب