ألمْ أكُ للقوافِي الغُرِّ خِدْناً … وقِرْناً لنْ يُرامَ ولنْ يُرازا
أبِيتُ أرُوضُها طَوْراً وَطَوْراً … أُذَلِّلُها صِعاباً أوْ عِزازا
تَكادُ تَئِنُّ مِنْ ألَمِ إذا ما … ثِقافُ الفِكْرِ عاصَرَها لزازا
ألسْتُ إلى النَّدى أُنْمى اعتِزاءَ … ألمْ أكُ بالندى أحْمى اعتِزازا
ألَمْ تُثْمِرْ يَدُ المَعْروفِ عِنْدِي … وقدْ طابَتْ غراساً أو غِرازا
فَكيفَ يَجُوزُ أنْ أعْدُوا صَنِيعاً … عَدا حَدَّ السَّماحِ بهِ وَجازا
وكَمْ مِنْ جاهدٍ قدْ رامَ عفْوِي … فَما بَلَغَتْ حَقِيقَتُهُ المَجازا
يَرُومُ بِعَجْزهِ الإعْجازَ جَهْلاً … وكيفَ يصِيدُ بالكَرَوانِ بازا
سأَبْسُطُ في الثَّناءِ لسانَ صدْقٍ … يَطُولُ بهِ ارْتِجالاً وارْتِجازا
يعُبُّ عُبابُهُ بحراً خضَمّاً … وَيَبْتُكُ حَدُّهُ عَضْباً جُرازا
لَعَلِّي أنْ يَفُوزَ بِسَعْدِ مَدْحِي … فتى ً سعدَ الزمان بهِ وفازا
فأجْزِيَ سَيِّدَ الرُّساءِ نُعْمَى … لَهُ عِنْدِي وَجَلَّتْ أنْ تُجازا
وَمَنْ لِي أن أقُومَ لَها بِشُكْرٍ … وأنْ أغْرِي بِما أعِدُ النَّجازا
عَنَتْنِي لا الثَّناءَ لَها مُطِيقاً … ولا كُفْرانُها لي مُسْتَجازا
رَأى بَيْنِي وبَينَ الدَّهْرِ حَرْباً … أُكابدُها نِزالاً أوْ بِرازا
تتُوقُ إلى الغُمودِ البيضُِ فيها … وتشتاقُ الرماحُ بها الرِّكازا
فأصْلَتَ مِنْ مَكارِمِهِ حُساماً … يَجُبُّ غَوارِبَ النُّوَبِ کحْتِزازا
حمى وهَمى فَعُذْتُ ولُذْتُ منْهُ … بأكْرَمِ منْ أجارَ ومَنْ أجازا
وإنِّي مُذْ تحدَّتْنِي الليالِي … لمُنحازٌ إلى الكَرَمِ انحِيازا
إلى مُتَوحِّدٍ بالحمْدِ فاتَ الـ … ـكرامَ بهِ اختصاصاً وامتيازا
أعمُّهُمُ إذا كَرُمُوا سماحاً … وأثْقَلُهُمْ إذا حَلُمُوا مَرازا
عَلِيٌّ أنْ يُطاوَلَ أوْ يُسامى … أبيٌّ أنْ يُماثَلَ أوْ يُوازا
أقلُّ الناسِ بالمالِ احتِفالاً … وأكْثَرُهُمْ على المجدِ احتِرازا
تَهُونُ طَرِيقُ سائِلهِ إلَيْهِ … وإنْ عَزَّ احتِجاباً واحْتِجازا
فتى ً لمْ يستكِنْ للدهْرِ يوماً … ولم تَضِقِ الخطُوبِ بهِ التزازا
ولمْ يكُ جُودهُ فلَتاتِ غرٍّ … أبادِرُ فُرصَة ً منْها انْتهازا
صليبٌ حينَ تعجُمُهُ الليالِي … وغيرُ النبعِ ينغمِزُ انغمازا
يُغالِبُها اقْتِداراً واقْتِساراً … ويسلبها ابتذالاً وابتزازا
عُلى ً تُقْذِي العُيُونِ مِنَ الأعادِي … وَتُنْبِتُ فِي قُلُوبِهِمُ الحَزازا
أبا الذوّادِ كمْ لِي منْ مقامٍ … لَدَيْكَ وَكَمْ أفادَ وَكَمْ أفازا
أُغِيرُ عَلى نَداكَ وكانَ حَقًّا … لجُودِكَ أنْ يُغاوَرَ أوْ يُغازا
وَما لِسَوامِ وَفَرْكَ مِنْكَ حامٍ … فيأمَنَ سرْحُهُ منِّي اختزازا
عمَمْتَ الشامَ صوبَ حياً فلمّا … تَرَوّى الشّامُ ناهَضْتَ الحِجازا
أُتِيحَ لَهُ وَقُيِّضَ مِنْكَ غَيْثٌ … حَوى خِصْبَ الزَّمانِ بهِ وحازا
فأمْطَرَهُ الندى لا ماءَ مُزْنٍ … وأنْبَتَهُ الغِنى لا الخازَبازا
سَقى بَطْحاءَ مَكَّة َ فالمُصَلَّى … وروَّضَ سهلَ طيبَة َ والعزازا
وكُنْتَ إذا وَطِئْتَ تُرابَ أرْضٍ … رَبا بنداكَ واهتزَّ اهتزازا
إذا لمْ تَرْوِها ألأنواءُ قصداً … كفاها أنْ تَمُرَّ بها اجتِيازا
رأى الحُجّاجُ يَوْمَ حَجَجْتَ بَدْراً … وَبَحْراً لَنْ يُغامَ ولَنْ يُجازا
سُقُوا وَرُعُوا بِجُودِكَ لا کستِقاءً … أيا جمَّ السَّماحِ ولا احِتِيازا
أجَزْتَهُمُ المَخافَة َ لَمْ يُرابُوا … بها رَيْباً ومِثْلُكَ منْ أجازا
وأرْهَبُ ما يَكُونُ السيفُ حدّاً … إذا ما فارَقَ السيفُ الجهازا
وكَمْ لَكَ حِجَّة ً لَمْ تَدْعُ فِيها … إلى الوَخْدِ لمُضَبَّرَة َ الكِنازا
صَنائِعُ كَمْ رَفَعْتَ بِها مَناراً … لفخْرٍ واتخَذْتَ بها مَفازا
وَما جاراكَ فِي فَضْلٍ فَخارٌ … فلمْ تجتَزْ مدى الفضْلِ اجتِيازا
وَلا ساماكَ فِي عَلْياءَ إلاّ … وَفُزْتَ بِها انْفِراداً وانْفِرازا
لبِسْتَ منَ الفضائِلِ ثوبَ فخْرٍ … ولكنْ كُنتَ أنتَ لهُ الطرازا