ألاَ لا أرَى شَيْئاً ألَذَّ مِنَ الْوَعْدِ … ومن أملٍ فيه وإن كان لا يجدي
ومن غفلة الواشي إذا ما أتيتها … وَمِنْ نَظِرِي أبْيَاتَهَا جَالِساً وَحْدِي
ومن بكية ٍ في الملتقى ثم ضحكة ٍ … وَكِلْتَاهُمَا أحْلَى مِن الماءِ بالشُّهْدِ
كأنِّي إِذا مَا أَطْمَعَتْ فِي لِقَائِهَا … عَلى دَعْوَة ِ الدّاعِي إِلى جَنَّة ِ الْخُلْدِ
أعُدُّ بها السّاعَاتِ حَتَّى كأنَّهَا … أرى وجهها لا بل تمثله عندي
وإن أخلفت خف الحشا لفعالها … نزاع… واقْشَعَرّ لها جِلْدِي
وَبِتُّ كَأَنِّي بالنُّجُومِ مُعَلَّقٌ … أسَائِلُ وُسْطَاهَا عن الكوكَبِ الفَرْدِ
وبيضاء من بيضٍ تروق عيونها … وألوانها راحت تضل ولا تهدي
رماني الهوى من عينها فأصابني … فأصبحت من شوقٍ إليها على جهد
أصارع نفساً في الهوى قد تجردت … لتصرعني حتى ارعويتُ إلى الجمد
ومن نكد الأيام علقني الهوى … بذات الثناء الغمر والنائل الحفد
أرَانِي لمَا تَهْوَى قَرِيباً ولاَ أَرَى … مقاربة ً فيها بهزلٍ ولا جد
فَلِلَّهِ دَرُّ المالِكيَّة ِ إِذْ صَبَتْ … إلى اللهو أو كانت تدل على رشد
مصورة فيها على العين فلتهُ … وكالشَّمْسِ تَمْشِي في الوِشَاحِ وفي العِقْد
سأدعو بأخلاقي الكرائم قربها … وبالود إن كانت تدوم على الود
لَقَدْ لاَمَنِي الْمَوْلَى عَلَيْهَا وَإِنَّمَا … يلوم على حوراء تبدع بالخد
فقلت له : بعض الملامة إنني … أرى القصد لكن لا سبيل إلى القصد
كأنَّ فُؤادِي طَائِرٌ حَانَ وِرْدُهُ … يهز جناحيه انطلاقاً إلى ورد
ومنْ حُبِّهَا أبْكِي إِلَيْهَا صَبَابَة ً … وألْقَى بها الأَحْزَانَ وَفْداً عَلى وَفْدِ
يَرُوحُ بِعَينِي غُصَّة ٌ مِنْ دُمَوعِهَا … وَتُصْبِحُ أحْشَائِي تَطِيرُ مِنَ الْوَجْدِ
وَنُبِّئْتُهَا قَالتْ جِهَاراً لأُخْتِهَا … ألا إن نفسي عند من روحه عندي
فوالله ما أدري أغيري تطلعت … بِمَا أَرْسَلَتْ مِنْ ذَاكَ أمْ حَرَدَتْ حَرْدِي
وَمَجْلِسِ خَمْسٍ قَدْ تَرَكَتْ لِحُبِّهَا … وهن كزهر الروض أن لؤلؤ السرد
يساقطهن للزير الموكل بالصبا … حديثاً كوشي البرد يغرين في الورد
كأن رجائي بعدما انتظرت به … على عاقلٍ بالشعف أو جبلٍ صلد
إذا قربت شطت وتدنو إذا دنت … تعول بريعان الشباب على الصمد
فَيَا عَجَباً مِنْ سُعْدَى قَرِيبَة ً … ومن قربها في البعد ويلي على البعد
فَيَا سَقَمَا فَقْدُ الحَبِيب إِذَا نَأى … ورؤيته في النوم أودى من الفقد