أكل متوجٍ يحمي البلادا … ويسلك في سياستها السدادا
ينام الحادث المعتس عنها … ويأبى طرفه إلا سهادا
فما تشقى رعيته بخطبٍ … ولا تشكو اضطراباً أو فسادا
تدين لتاجه التيجان طراً … وتسأله الرعاية والذيادا
وتفديه النفوس على اعتقادٍ … بأن حياته تحيي العبادا
أحب المالكين إلى الرعايا … مليكٌ ليس يألوها افتقادا
تغلغل في مكان الحس منها … فكان السمع فيها والفؤادا
أضر الناس ذو تاجٍ تولى … فما نفع البلاد ولا أفادا
وكان على الرعية شر راعٍ … وأشأم مالكٍ في الدهر سادا
تبيت له الأرائك في عناءٍ … تمارس منه أهوالاً شدادا
ويمسي ملكه في زي ثكلى … كساها فقد واحدها الحدادا
كأن الملك في عينيه حلمٌ … يلذ به فما يألو رقادا
ينادي صارخ الحدثان منه … فتى ً يزداد وقراً إذ ينادي
وتدعوه الرعية وهو لاهٍ … فتصدع دون مسمعه الجمادا
فلا هو يرتجي يوماً لنفع … يعز به الرعية والبلادا
ولا هو مالك كشفا لضر … إذا ما كائد الحدثان كادا
حياة ٌ توسع الأحياء عاراً … وذكرٌ يملأ الدنيا سوادا
وهل عز المليك بغير عزمٍ … يقيم به من الملك العمادا
وحزمٍ تنثني عنه العوادي … ويلقي عنده الدهر القيادا
عزيز النيل والآمال حيرى … تسائلك الهداية والرشادا
أضيء قصد السبيل لها وألف … أوابدها فتوشك أن تعادي
وقدها قود مأمونٍ عليها … يصاديها بأحسن ما تصادى
فإيه يا عزيز النيل إيهٍ … أما ترضى لملكك أن يشادا
وللشعب المصفد أن تراه … وقد نزع الأداهم والصفادا
ألست ترى البلاد وكيف أودى … بها المقدور أو كادت وكادا
عناها ما تكافح من خطوبٍ … تزيد على هوادتها عنادا
ألست ترى بنيها في شقاقٍ … فما يرجون ما عاشوا اتحادا
أتتركهم يهب الشر فيهم … ونار الخطب تتقد اتقادا
أتسلمهم إلى صماء تثني … فؤاد الدهر يرتعد ارتعادا
أتقذفهم إلى لهوات ضارٍ … مليٍ أن يغولهم ازدرادا
لقد طلبت على يدك الرعايا … طريف الخير والشرف التلادا
فخذها في قويمٍ من حياة ٍ … تكون لها قواماً أو عتادا
وحصناً ترتمي نوب الليالي … هوالك عن ذراه أو تفادى
أقم منآدها واشدد قواها … وجاهد في سياستها جهادا
وإما رام جاهلها فساداً … وزيغاً عن سبيلك وابتعادا
فأرجعه إليك فإن أسمى … خلالك أن تكون لنا معادا
وعودنا خلال الخير إني … رأيت الخير والشر اعتيادا
وما شغف المسود بمثل خلقٍ … يكون لدى المسود مستجادا
وللأخلاق بالأمم انتقالٌ … تدانى الحين منها أم تمادى
فهذي في مجاهلها تردى … وهذي في معالمها تهادى
تسايرها الأماني والمنايا … فما تنساق في قومٍ فرادى