أعَادَكَ طَيْفُهَا وبمَا يَعُودُ … وحُبُّ الْغَانِيَاتِ جَوًى يَؤودُ
ذَكَرْتُ القَاطِعَات على بلادٍ … فَلِلْعَيْنَيْنِ مِنْ سَبَلٍ فَرِيدُ
غَدَاة َ يَرُوقُهُ كَفَلٌ نَبِيلٌ … وَعَيْنٌ في النِّقَابِ لَهَا صَيُودُ
وَيَوْمَ الْحِنْوِ حِنْوِ بَنِي زِيَادٍ … قفا نبأ وأعينهم شهود
يُحَيِّي بَعْضُنَا بَعْضاً جِهَاراً … كَأَنَّا لاَ نُكَادُ وَلاَ نَكِيدُ
وَمِنْ بَالي وإِنْ رَغِمُوا كَعَابٌ … غَدَتْ في الخَزِّ أوْ كَادَت تَمِيدُ
مُشَهَّرة ُ الْجَمَالِ بِعَارِضيْهَا … إِذَا سَفَرَتْ لها نَظَرٌ جَدِيدُ
مِنَ الْخَفِرَاتِ لَمْ تَطْلُعْ بِفُحْشٍ … على جار ولا بكرت ترود
عفا أثر لعبدة كان عفا … وأبقَى الْحزْنُ مَا ضرب الوريد
وَقَدْ طَفِقَ الوليدُ يَلُومُ فِيهَا … وأي الدهر ساعفك الوليد
فَمَهْلاً لا أبَا لَكَ بَعْضَ لَومِي … ضَجِجْتَ مِن الهَوَى وأنَا العَمِيدُ
لقد ترك الفؤاد لتلك وداً … وسؤلاً لا يشيد به مشيدُ
ليالي نلتقي بحماد حوضى … على لَطَفٍ يُطَالِعهُ الحَسُودُ
فأصْبَحَ عَيْشُنَا فيهَا تَوَلَّى … وهل للعيش في الدنيا خلود
ولما قربت لبكور ثنيٍ … جِمَال الْحَيِّ فانْقَعَرَ الْعَمُودُ
تَصَدَّتْ تَسْتَزِيدُكَ في هَوَاهَا … عُبَيْدة ُ بَعْدَمَا جَهِدَ الْمَزِيدُ
فيا كبدا من الطرب المعنى … إِلَيْهَا إِنَّ أهْوَنَهُ شَدِيدُ
فَقَدْتُ الحُبَّ مِنْ شَرْعٍ لِصَادٍ … فبئس الورد يألفه الورود
رأيت الدهر يشعب كل إلفٍ … ولايَبْقَى لِوَحْدتِهِ الْوَحيدُ
قَرِيبٌ ما مَلَكْتَ وإِنْ تَرَاخَى … وبيتُ الْجَارِ مَطْلَبُهُ بَعِيدُ
بجدك يا ابن قزعة نلت مالاً … ألا إن اللئام لهم جدود
ولوْ تُعْطَى بِسَعْيِكَ مُتَّ جُوعاً … ولم تظفر يداك بما تريد
أَمِنْ خَوْفِ الزِّيَادَة ِ في الْهَدَايَا … أقمت دجاجة ً فيمن يزيد
كسوتك حلة ً مما أسدي … بُرُوداً لا يُفَارِقُهَا يَزِيدُ
مَلاَبِسَ لا تَرِثُّ على اللَّيَالِي … ولا تبلى وإن بليت جلود
جلست أحوكها والليل داج … مُحَبَّرَة ً تُبِيدُ ولا تَبِيدُ
يورثها بنوك بني بنيهم … إذا هلكوا ومنشرها جديد
كذاك الدَهرُ يُبْلي كلَّ شَيْء … ولا يفنى على الدهر القصيد
فَهَل مِنْ عَارِفٍ شُرْباً لِصَادٍ … ينال بجوده ما لا تجود
صببت على ابن قزعة من عذابي … أذَاة ً لا يُسكِّنُهَا الْبَرُودُ
وَلاَ… الْحَرَسِيُّ مِنَّا … لَقَدْ لاقَى كَمَا لاَقَتْ ثَمُودُ
على الضُّعَفَاءِ لَيْثٌ حِينَ يَسْطُو … وتُوعِدُهُ فَيُسْهِرُهُ الْوَعِيدُ
مولينا على الأمات جلد … على وجلٍ فدرهمه قيود
يخال البخل مفترضاً عليه … فيجمد مثل ما جمد الحديد
فأفرخ روعه لا أجتديه … ولكن سوف يبلغه النشيد
له وجه يخف على الموالي … وكف لا يؤملها الوفود
يَقُومُ بِهِ القَلِيلُ إلى المخَازِي … وَيخْزِلُهُ عن المجد القُعُودُ
غَبِيُّ الْعَيْنِ عَنْ طَلَب الْمَعَالِي … وفي السَّوآتِ شَيْطَانٌ مَريد
أبا يحيى علام تكون وغداً … كبرت وفيك عن كرمٍ صدود
فإِنْ تَكُ نَاقِصاً مِنْ كُلِّ خَيْرٍ … فَمَا لَكَ في مَسَاءَتِنَا تَزِيدُ
ستهجرك الكرام فبن ذميماً … فإِنَّك لِلِّئَامِ أخٌ وَدُودُ