أظنك من جدوى الأحبة قانطا … وقد جزعوا بطن الغوير فواسطا
أصاخوا إلى داعي النَّوى فتحمّلوا … فلم أرَ إلا قاطناً عادَ شاحطا
كأنَّ قطينَ الحيِّ عِقْدٌ مُنَظَّمٌ … أطاعَ على رَغْمي أكفّاً خَوارطا
وقفنا فمن جأشٍ يخفُّ صَبابة ً … وجأش امرئ قضّى فخلناه رابطا
ودمع تَهاوَى لا يُرى الجَفنُ مُترَعاً … بواكفة ٍ حتى يرى منه هابطا
نجودُ بما نحوي لمن ظلَّ باخلاً … ونعطي الرضا عفواً لمن بات ساخطا
ومن شغف وليت يوم مخجر … غَشوماً وأَعطيتَ الحكومة َ قاسطا
أراكَ خَفوفاً في الهوى ثمّ إنَّه اسْـ … ـتحالَ فقد تَمَّ الهوى مُتَثابطا
وغرّ الثنايارقتهن بلمتي … فواعَدْنَها زَوْراً منَ الشَّيب واخطا
سوادٌ يُبرِّيني وإنْ كنتُ مذنباً … ويبسطُ من عُذري وإنْ كنتُ غالطا
ويسكنني حبَّ القلوب وطالما … ألفَّ على ضمّي أكفاًّ سبائطا
وإني من القوم الذين إذا انتموا … أسالوا من السادات بحراً غطامطا
يحلّون من أرض المعالي يفاعها … ويابون أهضاماً بها ومهابطا
وإن زرتهم أفضيت من شجراتهم … بأموالهمْ فمعاطناً ومَرابطا
وإن يعلطوا بالمرهفات رقابها … إذا كان رب البدن بالنار عالطا
إذا سالموا زانوا المحافل بهجة … وإن حاربوا في الروع حشوا المآقطا
وإن بسطوا لم تلق في الخلق ربقة الهدى … وكم أنقذوا من رِبقَة ِ الكفر وارطا
وكم أقحطوا أرضَ العدوِّ بأذرُعِ … يَفِضْنَ فيُخصِبْنَ البلادَ القواحطا
وكم ولدوا من لابسٍ مِيسَمَ العُلا … يَبُذُّ وليداً في الجهاتِ الأشامطا
إِذا ماكريمُ القومِ جارَى فخارَه … أتى طَرَفاً فيه ووافاك واسِطا
ألا هل أراها ثائرات كأنما … تَعلَّقْنَ في أوراكهنَّ الأراقطا
بأَيدٍ يَغُلْنَ البعدَ من كلِّ نَفْنَفٍ … ويطوين طى َّ الأتحمى ِّ البسائطا
بكل غلام من نزار مخففٍ … كسيد الغضا تلقاه أغبر مارطا
يجوبُ المهاوِي واحداً عن بسالة ٍ … وإنْ كان يدعو معشراً وأراهطا
تراه إذا خيف التتبع سابقاً … وإنْ رُهِبَ الإقدامُ للقوم فارطا
إن آنسوا نار الوغى حَدفوا به … جراثيمَها إنْ سالماً أو مُشائطا
ويغضى فإن عنت لعينيه ريبة ٌ … نَضا الحلمَ عنه آنفاً مُتخامِطا
وقطع أقرانَ الورَى دونَ همِّهِ … ولن تقطع الأقدار ماكان نائطا
كأنَّ على عودى سراة حصانه … أخا لِبَدٍ ضمَّ الفريسة َ ضاغطا
إذا هَجْهَجْوهُ عن ضَمانِ يمينِهِ … أزمَّ وقوراً لا يبالي اللواغطا
مُلبُّون إنْ يُعرَوْا وقد هتفَ النَّدى … وهيهات ختلي بعدما كنت ناشطا
ويرجونَ أنْ يَرْقَوْا إلى مثل ذِرْوَتي … وما بَلغوا من دونِ تلك وسائطا
ألموا بأطراف العلا واحتويتها … فمن كان منهم ذائقاً كنت سارطا
وماغَبَطَ الحسَّادُ إلاَّ فضيلة ً … وحسْبُكَ مَجداً أنْ تَرى لك غابطا
مآثر يثقلن الحسود فخامة … ويُعْيِينَ من إِشرافهنَّ الغَوامطا