أطلالهمْ سلبتْ دماها الهيفا … واستبدلتْ وحشاً بهنَّ عكوفا
يا مَنْزِلاً أعْطَى الْحَوَادِثَ حُكْمَها … لا مَطّلَ في عِدة ٍ ولا تَسْويفَا
أَرْسَى بنَادِيك النَّدى وتَنَفَّسَتْ … نفساً بعقوتكَ الرياحُ ضعيفا
شعفَ الغمامُ بعرصتيكَ وربما … رَوَّتْ رُبَاكَ الهَائِمَ المَشْعُوفَا
ولَئِنْ ثَوَى بكَ مُلْقِياً أَجْرَامَهُ … ضيفُ الخطوبِ لقدْ أصابَ مضيفا
وهيَ الحوادثُ لم تزلْ نكباتها … يأْلَفْنَ رَبْعَ المَنْزِلِ المَأْلُوفَا
خَلَفتْ بِعَقْوَتِكَ السنونَ وطَالَما … كانتْ بناتُ الدهرِ عنكَ خلوفا
أيامَ لا تسطو بأهلكَ نكبة ٌ … إِلاَّ تَرَاجَعَ صَرْفُها مَصْرُوفَا
وإذا رمتكَ الحادثاتُ بلحظة ٍ … رَدَّتْ ظِبَاؤُكَ طَرِفَها مطْرُوفَا
منْ كلِّ مطعمة ِ الهوى جعلتْ لها … مناً موداتُ القلوبِ وقوفا
ورفيقة ِ اللحظاتِ يعقبُ رفقها … بطشاً بمغترِّ القلوبِ عنيفا
جُزْنَ الصفَاتِ رَوَادِفاً وسَوَالِفاً … ومحاجراً ونواظراً وأنوفا
كنَّ البدورَ الطالعاتِ فأوسعتْ … عنا أفولاً للنوى وكسوفا
آرامُ حَيٍّ أَنْزَفَتْهم نِيَّة ٌ … تَرَكَتْكَ مِنْ خَمْرِ الفِرَاقِ نَزِيفَا
كَانُوا بُرُودَ زَمانِهمْ فَتَصَدَّعوا … فكأنَّما لبِسَ الزَّمانُ الصُّوفَا
خُلُقَ الزَّمانِ الْفَدْمِ عَادَ ظَريفَا … كانَ المُمَنَّعَ أخْدَعاً وصَلِيفَا
عاقدتُ جودَ أبي سعيدٍ إنه … بدنَ الرجاءُ بهِ وكانَ نحيفا
وعَزَزْتُ بالسَّبُعِ الذي بزئيرِه … أمستْ وأصبحت الضغورُ غريفا
قَطَبَ الخُشُونَة َ والليَانَ بِنَفْسِهِ … فغدا جليلاً في القلوبِ لطيفا
فإذا مشى يمشي الدفقى أو سرى … وصَلَ السُّرَى أو سارَ سَارَ وَجِيفَا
هَزَّتْه مُعضِلَة ُ الأُمور وهَزَّها … وأخيفَ في ذاتِ الإلهِ وخيفا
يَقْظَانُ أحصَدَتِ التَّجاربُ حَزْمَهُ … شَزْراً وثُقّفَ عَزْمُه تَثْقِيفَا
واستلَّ منْ آرائهِ الشعلَ التي … لو أنَّهُنَّ طُبعْنَ كُنَّ سُيُوفَا
كَهْلُ الأناة ِ فَتَى الشَّذَاة ِ إذَا غَدَا … لِلحَرْبِ كانَ القَشْعَمَ الغِطْريفَا
وأَخُو الفَعالِ إذا الفَتَى كلُّ الفَتَى … في الباسِ والمعروفِ كان خليفا
كمْ منْ وساعِ الجودِ عندي في الندى … لَمَّا جَرَى وجَريتَ كانَ قَطُوفا
أَحسَنْتُما صَفَدِي، وَلِكنْ كنتَ لي … مثلَ الربيعِ حياً وكانَ خريفا
وكلاكما اقتعدض العلى فركبتها … في الذرْوَة ِ العُلْيَا وجَاءَ رَدِيفَا
إنْ غاضَ ماءُ المزنِ فضت وإنْ قست … كبدُ الزمانِ عليَّ كنتَ رؤوفا
وإذا خلائقهم نبتْ أو أجدبتْ … أنشأتَ تمهدُ لي خلائقَ ريفا
ومواهباً مطلوبة ً ملحوقة ً … تذرُ الشريفَ بفضلها مشروفا
تَكْفِي بها نَهَلَ البَلاءِ وَعَلَّهُ … عند السؤالِ مصارعاً وحتوفا
اسمَعْ، أقَامَتْ في دِياركَ نِعْمَة ٌ … خَضْرَاءُ ناضِرَة ٌ تَرفُّ رَفِيفَا
رَيَّا إِذَا النعَمُ انتَقَلْنَ تَخَيّمَتْ … وإذا نفرنَ غدتْ عليكَ ألوفا
أنا ذو كساكَ محبة ً لا خلة ً … حِبَرَ القَصائِدِ فوفَتْ تَفْويفَا
مُتَنَخلٌ حَلاَّكَ نَظْمَ بدائعٍ … صارتْ لآذانِ الملوكِ شنوفا
وافٍ إذا الإحسانُ قنعَ لم يزلْ … وَجْهُ الصنيعة ِ عنْدَه مَكشوفَا
وإِذَا غَدَا المعرُوفُ مَجْهُولاً غَدا … معروفُ كفكَ عندهث معروفا
هذا إلى قدمِ الذمامِ بكَ الذي … لَوْ أَنَّهُ وَلَدٌ لكَانَ وَصِيفَا
وَحِشاً تُحرقُه النَّصِيحَة ُ والهَوَى … لَوْ أَنَّه وَقْتٌ لكانَ مَصِيفَا
ومقيلُ صدرٍ فيكَ باق روعهُ … لو أنهُ ثغرٌ لكانَ مخوفا
ولئِنْ أَطَلْتُ مَدَائحي لَبِنَائِلٍ … لكَ لَيْسَ مَحْدُوداً ولا مَوْصُوفَا
خفضتَ عني الدهر بعد ملمة ٍ … تَرَكَتْ لِنَابيْهِ عَليَّ صَرِيفَا
عَمْرِيُّ عُظْمِ الدينِ جَهْمِيُّ النَّدَى … ينفي القوى ويثبتُ التكليفا
سأقولُ قولة َ ناصحٍ لكَ ينتحي … قلباً نقياً في رضاكَ نظيفا
لكَ هضبة ُ الحلمِ التي لوْ وازنتْ … أجأً إذاً ثقلتْ وكانَ خفيفاً
وحلاوة ُ الشيم التي لوْ مازجتْ … خلقض الزمانِ الفدمِ عادَ ظريفا
وأرَاكَ في أَرْضِ الأعادي غَازياً … ما تستفيقُ يبوسة ً وجفوفا
إنْ كانَ بالورعِ ابتنى القومُ العلى … أوْ بالتقى صارَ الشريفُ شريفا
فعلامَ قدمَ وهوَ زانٍ عامرٌ … وأميطَ علقمة ٌ وكان عفيفا؟
وَبَنى المَكارِمَ حاتِمٌ في شِرْكِهِ … وسواهُ يهدمها وكانَ حنيفا؟