أشاقك من عُليا دمشقَ قصورُها … وولدانُ روضِ النَّيربين وحورُها
ومنبجسٌ في ظلّ أحوى كأنه … ثيابُ عروسٍ فاحَ منها عبيرُها
منازلُ أنسٍ ما أمحَّتْ ولا امَّحتْ … بمرِّ الغوادي والسواري سطورها
كأنَّ عليها عبقريَّ مطارفٍ … من الوَشي يُسديها الحَيا ويُنيرُها
تزيد على الأيام نوراً وبهجة ً … وتذوي الليالي وهي غضٌّ حَبيرُها
إِذا الريحُ مرَّتْ في رباها كريهة ً … حباها بطيب النشرِ فيها مرورها
سقى اللهُ دوْحَ الغُوطتين ولا ارتوى … من الموصلِ الحدباءِ إلا قبورُها
فيا صاحبي نجواي بالله خبِّرا … رهينَ صباباتٍ عسيرٌ يسيرُها
أمن مرحٍ مادتْ قدودُ غصونها … ببهجتها أم أطربتها طيورها
خليليَّ إنَّ البينَ أفنى مدامعي … فهل لكما من عبرة ٍ أستعيرها
لقد أنسيت نفسي المسراتُ بعدكم … فإنْ عادَ عيدُ الوصلِ عاد سرورها
على أَنَّ لي تحت الجوانح غلَّة ً … إِذا جادها دمعٌ تلظَّى سعيرُها
وقاسمتماني أن تعينا على النوى … إِذا نزواتُ البين سار سؤورُها
ففيمَ تماديكم وقد جدَّ جدُّها … كما تريانواستمرَّ مريرُها
وأصعبُ ما يلقي المحبُّ من الهوى … تداني النوى من خلة ٍ لا يزورها
فيا ليتَ شعري الآنَدع ذكر ما مضى … أوائل أيامِ النوى أَمْ أخيرُها
متى أنا في ركبٍ يؤمُّ بنا الحمى … خفافٌ ثِقالٌ بالأماني ظهورُها
حروفٌ بأفعالٍ لهنَّ نواصبٌ … إِذا آنستْ خفضاً فرفعٌ مسيرُها
تظنُّ ذُرى لبنانَ والليّلُ عاكفٌ … صديعَ صباحٍ من سُراها يجيرُها
وقد خلَّفتْ رعنَ المداخل خلفَها … ونكَّبَ عنها من يمين سنيرها
فيفرحَ محزونٌ وَيكبتَ حاسدٌ … وتبردَ أكبادٌ ذكيٌّ سعيرها
وقد ماتتْ الآمالُ عندي وإنما … إِلى شرفِ الدين المليكِ نُشورُها
مليكٌ تحلى الملكُ منه بعزمة ٍ … بها طالَ مِن رمح السِماك قَصيرُها
يلاقي بني الآمالِ طلقاً فبشرهُ … بما أمَّلته من نجاحٍ بَشيرُها
فما نعمة ٌ مشكورة ٌ لا يبثُّها … وما سيرة ٌ محمودة ٌ لا يَسيرُها
همامٌ تظلُّ منه الشمسُ منعزماتهِ … محجبة ٌ نقعُ المذاكي ستورها
مهيبٌ فلو لاقى الكواكب عابساً … تساقطتِ الجوزا وخرَّت عَبورُها
تشرّفُ أندى السحبِ إنْ قال قائلٌ … لأدنى نوالٍ منه هذا نظيرُها
حلفتُ بما ضمتْ أَباطحُ مكة ٍ … غداة َ منى ً والبُدْنُ تَدمى نُحورُها
لقد فازَ بالملكِ المعظَّمِ أمة ٌ … إِلى عدله المشهورِ رُدَّتْ أُمورُها