أستغفر الله لا مالي ولا ولدي … آسي عليه إذا ضم الثرى جسدي
عفتُ الاقامة َ في الدنيا لو انشرحت … حالي فكيفَ وماحظي سوى النكد
وقد صدئتُ ولي تحتَ الترابِ جلاً … إنّ الترابَ لجلاءٌ لكلّ صدي
لا عارَ في أدبي إن لم ينل رتباً … وإنما العارُ في دهري وفي بلدي
هذا كلامي وذا حظي فيا عجباً … مني لثروة لفظٍ وافتقار يد
انسان عينيَ أعشته مكابدة ٌ … وانما خلقَ الانسانُ في كبد
وما عجبت لدهر ذبتُ منه أسى ً … لكن عجبتُ لضدٍ ذاب من حسد
تدورُ هامتهُ غيظاً عليَّ ولا … والله ما دارَ في فكري ولا خلدي
من لي بمرّ الردى كيما يجاورني … رباً كريماً ويكفيني جوار ردي
حياة ُ كل امرىء ٍ سجنٌ بمهجتهِ … فاعجب لطالبِ طول السجن والكمد
أما الهمومُ فبحرٌ خضتُ زاخرهُ … أما ترى فوقَ رأسي فائض الزبد
وعشت بين بني الأيام منفرداً … وربّ منفعة ٍ في عيشِ منفرد
لأتركنّ فريداً في التراب غداً … ولو تكثرَ ما بين الورى عددي
ما نافعي سعة ٌ في العيش أو حرجٌ … إن لم تسعني رحمى الواحدِ الصمدِ
يا جامعَ المالِ إن العمر منصرمٌ … فابخل بمالكَ مهما شئتَ أو فجدِ
ويا عزيزاً بخيطُ العجبُ ناظرهُ … أذكر هوانك تحت الترب واتئد
قالوا ترقى فلانُ اليومَ منزلة ً … فقلت ينزلهُ عنها لقاء غدِ
كم واثقٍ بالليالي مدّ راحتهُ … الى المرامِ فناداه الحمامُ قدِ
وباسطٍ يدهُ حكماً ومقدرة ً … ووارد الموت أدنى من فمٍ ليد
كم غير الدهرُ من دارٍ وساكنها … لا عن عميد ثنى بطشاً ولا عمد
زالَ الذي كان للعليا به سندٌ … وزالتِ الدار بالعلياء فالسند
تباركَ الله كم تلقى مصائدها … هذي النجومُ على الدانين والبعد
تجري النجوم بتقريب الحمام لنا … وهنّ من قربه منها على أمدِ
لا بدّ أن يغمسَ المقدارُ مديته … في لبة الجدي منها أو حشى الأسد
عجبت من آملٍ طولَ البقاءِ وقد … أخنى عليه الذي أخنى على لبد
يجرّ خيط الدجى والفجر أنفسنا … للتربِ ما لا يجرّ الحبل من مسد
هذي عجائب تثني النفس حائرة ً … وتقعد العقلَ من عيّ على ضمدِ
مالي أسرّ بيوم نلت لذته … وقد ذوى معه جزءٌ من الجسد
أصبحت لا أحتوي عيش الخمول ولاَ … الى المراتب أرمي طرفَ مجتهد
جسمي الى جدثي مهوايَ من كثب … فكيف يعجبني مهوايَ من صعد
لا تخدعن بشهدِ العيش ترشفه … فأي سمٍّ ثوى في ذلك الشهد
و لا تراعِ أخا دنيا يسر بها … ولا تمار أخا غيٍ ولا لدد
وان وجدت غشوم القوم في بلدٍ … حلاً فقل أنتَ في حلٍ من البلد
لأنصحنك نصحاً إن مشيت به … فيالهُ من سبيلٍ للعلى جدد
إغضاب نفسك فيما أنتَ فاعله … رضى مليكك فاغضبها ولا تزدِ