يَا رَامَ قُومِي کصْبَحِينَا غَيْرَ تَصْرِيدِ … لاَ تَبْخَلِي لَيْسَ ذَاكَ الْبُخْلُ كَالْجُودِ
يَا رَامَ إِنْ أَخاً لِي كُنْتُ آمُلُهُ … ساق الوشاة إليها غير تسديد
فبت أنشد نوم العين مرتفقاً … حَتَّى الصَّبَاحِ وَمَا نَوْمِي بمَوْجُود
يا رام ما الخفضُ من شأني ولا خلقي … وَقَدْ تَحَرَّقَتِ الآفَاقِ بالصِّيدِ
أَصْبَحّتُ عَنْ شُغلِ النَّدْمَانِ في شُغُل … لاَ أَرْعَوِي لنَعِيمِ الْقَيْنَة ِ الْغِيدِ
وَكَيْفَ أسْقَى عَلَى الرَّيْحَانِ مُتَّكِئاً … وَالْحَرْبُ حَاسِرَة ُ الْخَدَّيْنِ وَالْجِيدِ
إِنِّي وَجَدِّكِ مَا رَأيِي بمُنْتَشِرٍ … عند الحفاظ ولا عزمي بمردود
قَدْ أَسْلُبُ الْمَلِكَ الْجَبَّارَ حِلْيَتَهُ … في مأقطٍ مثل خط السيف مشهود
ولا أذبب عن حوضي لأمنعه … لاَ خَيْرَ في وِرْدِ قَوْمٍ غَيْرِ مَوْرُودِ
يَا رَامَ إِنِّي امْرُؤٌ في الْحَيِّ لي شَرَفٌ … أَرْعَى الْخَلِيلَ وَأدْعَى في الصَّنَاديد
يُرْجَى مَعَ الْمُزْن مَعْرُوفِي لِطَالبِهِ … وَيُتَّقَى الْمَوْتُ مِنْ حَيَّاتِيَ السُّودِ
لا تنكري غل حسادٍ غممتهم … لا يبتني المجد إلا كل محسود
وقائلٍ سره دهر وساء بنا … سَريعُهُ في أخٍ بَرٍّ وَمَوْلُودِ
وحين فات البكا يبكي على سلفٍ … يهدى إلى الترب من كهلٍ ومن رود
من صاحب الدهر لم يترك له شجناً … فاترك بكاك على ندمانك المودي
فَقُلْتُ هَمٌّ عَرَانِي منْ أَخ سَبَقَتْ … به المنايا كريم العهد مودود
كَانَ الدَّنيَّ فَغَالَ الدَّهْرُ ألْفَتَهُ … وَالدَّهْرُ يُحْدِثُ وَهْناً في الْجَلاَمِيدِ
وجار دجلة ً حلت بي مصيبته … وفاتني سيدٌ من معشرٍ سود
كِلاَهُمَا لَمْ يَكُنْ وُدِّي لهم صَلفَا … لَكنْ صَفَاءً كَمَاء الْمُزْنِ للعُود
قَدْ كُنْتُ أَرْجُو مَعَ الرَّاجي إِيَابَهُمَا … حَتَّى أَقَامَا عَلَى رَغْمِي بمَخْلُودِ
فاشرب على موت إخوانٍ رزئتهم … بَابُ الْمَنيَّة بَابٌ غَيْرُ مَسْدُودِ
يكفيك أن التقى أيدٌ يفوز به … وَالْفِسْقُ ذُلٌّ فَلاَ يُعْدَلْ بتَأيدِ
والمال عز فأكثر من طرائفه … وإن عدمت فطب نفساً بتفنيد
قد شبه المال أوغاد بربهم … وأوضع الفقرُ قوماً بعد تسويد
يَرُوحُ في الْجَاهِ أَقْوامٌ بمَالِهِمُ … وَذُو الْخَصَاصَة ِ مَدْفُوعٌ بتَبْعيدِ
فاكسب من المال ما تبني به شرفاً … أَوْ عِشْ بِرغْم قَصِيّاً غَيْرَ مَعْدُودِ
ومعشرٍ منقعٍ لي في صدورهم … سُمُّ الاسَاوِدِ يَغْلِي في الْمَوَاعيد
وَسَمْتُهُمْ بالْقَوَافي فَوْقَ أَعْيُنهمْ … وسم المعيدي أعناق المقاحيد
إذا رأوني أصاخوا في مجائمهم … كما أصاخ ابن نهيا بعد تغريد
كأنما عاينوا بي ليث ملحمة ٍ … غضبان أو ملكاً بالتاج معقود
يأيها الجاهل المبتاحُ لي سفهاً … لاَقَيْتَ جَهْداً وَلَمْ تَظْفَر بمَحْمُودِ
لاَ تَحْسبَنِّي كَمَنْ تَجْري مَدَامِعُهُ … مِنَ الْوَعِيدِ مَعَ الْحُورِ الرَّعَادِيد
إِني إِذَا الْحَرْبُ رَاحَتْ غَيْرَ قَاعِدَة ٍ … آتي الهوينى وأغدو غير مهدود
قَدْ جَرَّبَ الْجِنُّ أَحْرَامِي وَجَرَّبَني … أسد الأنيس مدلاتٍ بتأسيد
تفح دوني القوافي كل شارقة ٍ … فَحَّ الأَفَاعِي لكَلْبِ الْحَيِّ وَالسِّيد