يا عائدا برعاية الرحمن … ألنيل راض عنك والهرمان
أقبلت موفور السلامة فائزا … والموت ينظر نظرة الخزيان
من جانب البحر المهيج تجوزه … في الجو أو من جانب البركان
لله درك من جريء حازم … لا مبطيء سفها ولا عجلان
ود الحمى لو يقتفي آثاره … جيش من البلاء في الفتيان
أثبت والفلك الضعيفة مركب … ما يستطاع بقوة الإيمان
صدق العزيمة واليقين إذا هما … وفرا فأقصى ما يؤمل داني
في مصر عيد للنبوغ تقيمه … للخالدين ولا يقام لفاني
أضحت وحاضرها كما أقررته … تستقبل الأيام باطمئنان
وتلفت الماضي إليك محييا … أملا به المجدان يلتقيان
للملك في ذمم المفاخر والعى … عوض كفالته على الشجعان
اليوم تخدو في العرين أسوده … والنصر بين مخالد العقبان
في الحرب أو في السلم لا تقضي المنى … إلا وساعات الكفاح ثوان
صدقي تلاه أحمد ويليهما … سرب البزاة يجوب كل عنان
إني لمحت هلالناو انما … ي بدو عليه تلهب الظمآن
لو كان شاهده أخوه لراعه … بجمال غرته الهلال الثاني
أيعود في رايات مصر وظله … فرق القى يمشي بلا استئذان
ونراه كالعهد القديم مصعدا … ونرى لديه تطامن البلدان
أهلا بأمهر فارس مترجل … عن مصعب يرتاض بالعرفان
خواض أجواز العنان ممانع … غير النهى عن أخذه بعنا
فرس كما حلم الجدود مجنح … قد حققته يقظة الأزمان
يدعو الرياح عصية فتنيله … أكتافها بالطوع والإذعان
يسمو فتتضع الشوامخ دونه … حتى تؤوب بذلة الغيطان
ويجول بين السحب جولة ممعن … في الفتح لا يثنيه عنه ثان
فإذا منائرها عوائر بالدجى … وبحارها ينضبن من طغيان
وإذا قراها العامرات وروضها … يقوين من حسن ومن عمران
وإذا مناجم تبرها وعقيقها … مهدودة مشبوبة النيران
وإذا الصنوف الكثر من حيوانها … صور منكرة من الحيوان
وإذا عوالم ليس منها باقيا … إلا اختلاط أشعة ودخان
هذي ألاعيب الخيال وصفتها … بضروب ما تتوهم العينان
ومن المخاطر ما يفوق بهوله … ما تخطر الأوهام في الأذهان
من الكمي بها وضرى طرفه … بالوثب فوق حبائل الحدثان
حتى إذا ما جال غير مدافع … او عام بين الليث والسرطان
ألوى يحط فيما يقول شهوده … إلا جلال النسر في الطيران
فإذا دنا خلوه عرشا قائما … شدته أملاك بلا أشطان
فإذا جرى ثم استوى فوق الثرى … ظهرت لهم أعجوبة الإنسان
شوق دعا فاجبت لا تلوي بما … تسام من رجائه وتعاني
وأحس بالوجد الذي حملته … متن الأثير فشع بالتحنان
ماذا عراك وقد نظرت محلقا … وجه الحمى بجماله الفتن
فبدا لك القطر العظيم كرفعة … خضراء لا تعدو مدى بستان
وجلال لك الريف الحلى ممزوجة … بالظاهر الخافي من الألوان
في مصر و الإسكندرية والقرى … خف الورى بتعدد السكان
أنظر إلى أجدادهم وكهولهم … أنظر الى الفتيات والفتيان
أنظر الى البادين والخضار في … حلباتها استبقوا لغير رهان
خرجو ليستجلوا طليعة مددهم … في ركبه المحفوف باللمعان
وليكحوا هدب الجفون بإثمد … من ذر ذاك المرود النوراني
وليبلغوا شكر الحمى ذاك الذي … أعلى مكانته إلى كيوان فالأرض هامات إليك توجهت ونواظر نحو السماء روان
أشعرت والنسمات ساكنة بما … لقلوبهم في الجو من خفقان
وعرفت في إكرامهم لك منتهى … ما بلغ الإسداء من عرفان
نزلت سفينتك الصغيرة من عل … تزجي برحمة ربك المنان
كلا ولا يلجا لرجاء ولوجها … في كل جانحة وكل جنان
لا يأخذ الأبصار نور هابط … متوانيا كهبوطها المواني
لقيتك حاضرة البلاد لقاءها … لجل ذي حق على الأوطان
واستقبل الثغر الأمين نزيله … ببشاشة المتهلل الجذلان
ما زال للإسكندرية فضلها … ببدارها والسبق في الميدان
جمعت حيالك شيبها وشبابها … كالهل مؤتلفين والإخوان
من نخبة إن يدعهم ذاعي الفدى … لبا هكل سميذع متفان
أبدع بحشدهم الذي انتظم العلى … في موضع وجلا الحلى في كآن
طلع الأمير الفرد فيه مطلعا … عجبا تمنى مثله القمران
عر الذي اختلفت صفات كماله … وجلالها وجمالها وحمالها سيان
الشرق يعرف قدره ويجله … يوراه من أعلى الذرى بمكان
فاهنأ بقربك منه يا صدقي ونل … ما شئت فخر ورفعة شان
وتلق منه يدا تجيد خيارها … وتكافيء الإحسان بالإحسان