من الغادي تحطُّ به وتعلو … نجائبُ من أزمتها الرياحُ
جوافلُ تحسب الظلمانُ منها … أضاء لوجهِ قانصها الصباحُ
فمرتْ كلُّ شائلة ٍ زفوفٍ … لها من غيرها اليدُ والجناحُ
ململمة ٍ لها ظهرٌ مصونٌ … و بطنٌ تحت راكبها متاحُ
ترى سوطَ الشمال يشلّ منها … طرائدَ لا يكفُّ لها جماحُ
تراوح رجلُ سائقها يديه … و لا التعريس منه ولا البراحُ
تعبُّ الماءَ بين قذٍ وصافٍ … إذا ما عافت الإبلُ القماحُ
لعلك ترتمي بك أو سيقضي … إلى المجد الغدوَّ أو الرواحُ
فصلْ وخلوتَ من ولهي ووجدي … و قل ولك السلامة والفلاحُ
لمقتدحين في كبدي وساروا … لواعجَ ما لقاطنها براح
أظنا أنكم بنتم وأبقي … لبعضُ الظنَّ إثمٌ أو جناحُ
و يحسبُ بدرُ عجلٍ أنَّ ليلي … له من بعدِ غيبته صباحُ .
و أني بعده بمنى ً ولحظٍ … ينازعني إلى جذلٍ طماحُ .
إذن ففركتُ بعلَ المجدِ منه … و بنتُ من العلاء ولا نكاحُ
بمن ولمن أريدُ القلبَ عنكم … ليذهلَ وهو عندكمُ يراحُ
و من بدلٌ وهل عوضٌ وظهري … بكم يعرى وعزي يستباحُ
حملتُ فراقكم أو قيلَ جلدٌ … و خلف حشاي أسمة ٌ طلاحُ
و كيف تغيضُ لي نزواتُ دمعي … و تحت الدمع أجفانٌ قراحُ .
فهل فيكم على العدواء آسٍ … فإنّ البينَ في كبدي جراحُ
ألا عطفا على عيشٍ فسادٍ … يكون له بقربكمُ صلاحُ
و حرًّ قيدته لكم طليقا … من الناس المكارمُ والسماحُ
و قادته لكم خلاًّ صريحا … حبائلُ مدها المجدُ الصراحُ
و أخلاقٌ سقته فأسكرتهُ … و بعض خلائقيِ الكرماءِ راحُ
نكصتُ وقد أحالَ على قرنٌ … له سيفانِ شوقٌ وارتياحُ
كأنّ دمي الحرامَ على يديه … بعيدَ البينِ ما لكمُ المباحُ
فمن يكُ في النوى بطلا فإنيّ … أنا المقتولُ والبينُ السلاحُ
فجعتُ بقربكم والعهدُ طفلٌ … و ساعة ُ وصلنا بكرٌ رداحُ
و ما شبعت برؤيتكم لحاظٌ … سواغبُ لي ولا بردَ التياحُ
و حتى بعدَ أملسَ لم تعلقْ … له بذيول طيبِ الوصلِ راحُ
فراقٌ سابقَ اللقيا وعطفٌ … من الأيام زاحمه اطراحُ
و نهزة ُ نهلة ٍ لم تحلُ حتى … تأجن ماؤها الشيمُ القراحُ
كأنَّ الدهرَ قامرني عليها … معالجة ً فخانتني القداحُ
لئن قصرت مساعيها وضاقت … ففي الأشواقِ طولٌ وانفساحُ
فإن كسرتْ عصا جلدي عصاها … فآمالي برجعتها صحاحُ
و قد يلد السرورُ على عقامٍ … و يحيا بعد ما مات المراحُ
لعلك يا بنَ أكرمهم يمينا … و أقدمهم إذا كرهَ الكفاحُ
و أوسعهم قرى وأعمَّ قدرا … إذا ما الكلبُ أعجزه النباحُ
بقربك أن ستخبرُ أو سيقضي … لهذا الخرقِ رقعٌ وانتصاحُ
فترجعَ لي ليالٍ صالحاتٌ … بكم فاتت وأيامٌ ملاحُ
و ينبتُ تحت ظلكمُ لحالي … جناحٌ حصه القدرُ المتاحُ
علقتكمُ هوى ً ومنى ً فما لي … على الأيام غيركم اقتراحُ
و بعتُ بكم بني دهري ودهري … فعدت وملء حضنيَّ الرياحُ
أقول وقد تعرم جرح حالي … و سدَّ على مطالعيَ السراحُ
و كاشفني وكان مجاملاً لي … عبوسُ الوجه من زمني وقاحُ
و قد منعتْ غضارتها وجفتْ … على أخلاقها الأيدي الشحاحُ
غداً يا نفس فانتظري أناسا … همُ فرجٌ لصدركِ وانشراحُ
ستطلعُ من بني عيسى عليك ال … أكفُّ البيضُ والغررُ الصباحُ
ثقي بغنى ثراك غداً براحٍ … يطلُّ بها جدوبكِ أو يراحُ
و لا تتسغبي أسفا ويأسا … فعند مغالق الأمر انفتاحُ
سينهضُ سقطتي منهم غلامٌ … عزائمهُ الأزمة ُ والصفاحُ
كريمٌ جاره حرمٌ منيعٌ … على الأيام أو حيٌّ لقاحُ
كأنَّ الفضلَ في ناديه صوناً … فتاة ُ الحيّ تمنعها الرماحُ
هو ابتدأ الندى لم أحتسبه … و أوري لي ولم يكن اقتداحُ
و درتْ راحتاه ولم تعصبْ … و كم من مزنة ٍ لا تستماحُ
و ظني أن سيشفعها بأخرى … يسابقُ سعيهَ فيها النجاحُ
تقوم بها على ميدٍ قناتي … و تلحمُ من خصاصتيَ الجراحُ
و تنتجُ من كرائم رأيه لي … بجانبِ جاهه فيها لقاحُ
و عندي في الجزاء مسوماتٌ … لها بالشكر مغدى ً أو مراحُ
حلى الأعراضِ تضحك في تريبٍ … لها عقدٌ وفي صدرٍ وشاحُ
لها الغرضان من معنى ً دقيقٍ … تقوم بنصره كلمٌ فصاحُ
أبوها فارسٌ وكأنّ قومي … بها عدنانُ أو داري البطاحُ
و أفضلُ ما جزيت أخاً بودًّ … و إحسانٍ ثناءٌ وامتداحُ