ما ليلتي على أُقرْ … إلاَّ البكاءُ والسَّهر
بتُّ أظنُّ الصُّبحَ بال … عادة ممَّا ينسفر
أرقبُ منْ نجومها … زوالَ أمرٍ مستقرْ
رواكدٌ كأنَّما … أفلاكهنّ لمْ تدرْ
وكلّمَا قلتُ انطوى … شطرٌ منَ الليلِ انتشرْ
أسألها أينَ الكرى … أينَ النَّهارُ المنتظرْ
وكلُّ شيءٍ عندها … إلاَّ الرُّقادُ والسَّحرْ
منْ مخبري فما أرى … هلْ دامَ ليلٌ فاستمرْ
وغابتِ الشَّمسُ نعمْ … فكيفَ خلِّدَ القمرْ
أينَ الأُلى طرَّحهمْ … مطارحَ البينِ الحذرْ
غابوا وما غابتْ لهمْ … دارٌ ولا جدَّ سفرْ
لكنْ عيونُ الكاشحي … نَ الشُّرزُ منها والخرزْ
ما برحتْ لا نظرتْ … تمنعنا حتَّى النَّظرْ
تطلَّعوا نارَ الجوى … في القلبِ كيفَ تستعرْ
وما الَّذي تبعثهُ … على الجوانحِ الذِّكرْ
وأيُّ نارٍ للفؤا … دِ فيهمُ عندَ البصرْ
غنِّيٌ بهيفاءِ الرِّفا … قُ والكؤوسُ لمْ تدرْ
فكلُّ صاحٍ انتشى … وكلُّ نشوانَ سكرْ
كأنَّما قلبي لها … في صدرِ كلِّ منْ حضرْ
فظلتُ أبكي مثلما … أشربُ أدمعاً حمرْ
كأنَّ ماءَ قدحيْ … منْ بينِ جفنيَّ عصرْ
قالَ الرَّسولُ عتبتْ … هيفاءُ قلتُ ما الخبرْ
قالَ تقولُ ملَّنا … قلتُ الملولُ منْ غدرْ
لا والَّذي لو شاءَ أنْ … ينصفني منها قدرْ
ما خدعتْ بغيرها … عيني على حسنُ الصُّورْ
بلى ولا أنكرهُ … وليسَ بالأمرِ النُّكرْ
لقدْ رأيتُ البانَ منْ … ذي العلمينِ والسَّمرْ
تضربهُ ريحُ الصِّبا … فيستوي وينأطرْ
فملتُ تشبيهاً بها … آخذُ ضماً وأذرْ
فإنْ رأتْ ذلكَ ذن … با إنَّني لمعتذرْ
يا يومَ دبَّ بيننا … أمرُ الفراقِ ما أمرْ
ما كنتُ في الأيامِ إلاَّ … عارضاً ينطفُ شرّْ
قدْ عيَّفتكَ الطَّيرُ لي … لكنَّ قلبي ما زجرْ
ولائمٌ مدَّتْ لهُ … حبائلُ اللَّومِ فجرّْ
رأى هناتٍ فنهى … غيرَ مطاعٍ وأمرْ
قالَ فردَّ صاغرا … أغزلٌ معَ الكبرْ
وأيُّما علاقة ٍ … بينَ الغرامِ والعمرْ
وأينَ إطرابُ النُّفو … سِ معْ أصابيغِ الشِّعرْ
ربَّ شبابٍ ليلهُ … يصبحُ تنعاهُ الأزرُ
وشيبِ رأسٍ ذنبهُ … في الحظواتِ مغتفرْ
حلفتُ بالشُّعثِ الوفو … دِ زمرا على زمرْ
يرونَ ظلماً بارداً … بلثمِ ذلكَ الحجرْ
ومنْ دعا ومنْ سعى … واستنَّ سبعاً وجمرْ
وسوقهمْ مثلَ الحصو … نِ مرِّدتْ إلاَّ المذرْ
توامكاً ممطورة ً … أعشابها وقتَ المطرْ
جاءوا بها مجتهدي … ن تفتلى وتختبرْ
لكلِّ مهدٍ نسكهُ … أنفسٌ ما ليهِ نحرْ
أنَّ بني عبدِ الرَّحي … مِ نعمَ كنزُ المدَّخرْ
وخيرُ منْ سدَّتْ بهِ … يومَ الملمَّاتِ الثُّغرْ
المطعمونَ الهبرَ وال … عامُ عبوسٌ مقشعرْ
وصبية ُ الحيِّ تدا … ري الإبلَ عنْ فضلِ الجزرْ
والرِّيحُ لا تلوى بأك … سارِ البيوتِ والجدرْ
وتحسبُ الفائزَ من … ها ملقمَ البطنِ الحجرْ
والمانعينَ الجارَ لو … زحزحَ عنهمْ لمْ يجرْ
حتّى يعزَّ فيهمُ … عزَّ تميمٍ في مضرْ
منْ بعدِ ما صاحَ بهِ ال … موتُ استمتْ فلا وزرْ
والواهبونَ بسطَ الرِّ … زقُ عليهمْ أوْ قدرْ
لا يحسبونَ معطياً … أعطى إذا لمْ يفتقرْ
لهمْ حياضُ الجودِ وال … سُّودَدِ فعماً وغزرْ
تخلى لهمْ جمَّاتها … وبعدُ للنَّاسِ السُّؤرْ
أبناءُ مجدٍ نقلو … هُ أثراً بعدَ أثرْ
رواية ٌ يسندها … باقيهمُ عمَّنْ غبرْ
ينصرُ عنها القولُ بال … فعلِ فيسلمَ الخبرْ
طابوا حياة ً مثلما … طابوا عظاماً وحفرْ
تساهموا أفقَ العلا … تساهمَ الشَّهبِ الزُّهرْ
كأنَّهمْ في أوجهِ ال … دنيا البهيماتِ غررْ
فانتظموا نظمَ القنا … إلاَّ الوصومَ والخورْ
منْ هبة ِ اللهِ إلى … سابورَ فخرٌ مستمرّ
قسْ خبري عنهمْ إلى … أبي المعالي واعتبرْ
ترَ العروقَ الزَّاكيا … تِ منْ شفافاتِ الثَّمرْ
المشترى الحمدَ الرَّبيحَ … لايبالي ما خسرْ
والطَّلقُ حتَّى ما تبي … نَ عسرة ٌ منَ اليُسرْ
تكرعُ منْ أخلاقهِ … في سلسلٍ عذبِ الغدرْ
لمْ يبقِ راووقُ الصِّبا … قذى ً بهِ ولا كدرْ
ثمَّ فحلَّتْ أربعي … ين عشرة ٌ منَ العمرْ
وفاتَ أحلامَ الكهو … ل وهو في سنِّ الغمرْ
وأبصرَ اليومَ غداً … فلمْ يردْ إلاَّ صدرْ
لا ضامهُ الخوفُ ولا … أطغاهُ في الأمنِ البطرْ
على نداهُ باعثٌ … منْ نفسهِ لا يقتسرْ
إذا أحسَّ فترة ً … لجَّ عليها ونفرْ
لا يخلفُ الظنَّ ولا … يلقى الحقوقَ بالعذرْ
علقتُ منْ ودِّكَ بال … مستحصفِ المثنى المررْ
أملسَ لا تسحلهُ … بالغدرِ كفُّ المنتسرْ
وكنتُ منْ حيثَ اقترح … تَ وأبي قومٌ أخرْ
تعطي على الحفَّة ِ ما … يعطونَ والضَّرعُ دررْ
والخيرُ منْ مالكِ لي … وإنْ وفى وإنْ كثرْ
محبة ُ ما فوَّزتْ … نفسي منها في غررْ
فما أطيرُ بأخٍ … محلِّقاً ما لمْ تطرْ
ولا ينزَّى كبدي … إذا وصلتَ منَ هجرْ
فابقَ على وغرِ الحسو … دِ نجوة ً منَ الغيرْ
ترعاكَ عينُ الله لي … منْ شرِّ أعينِ البشرْ
ما ذيَّلَ النيروزُ في … ثوبِ الرِّياضِ وخطرْ
وكرَّ عامٌ مقبلٌ … وابقَ إلى أنْ لا يكرْ
واسمعْ لها تهدي إلى ال … عرضِ الغنى وهي فقرْ
تضوعُ في النَّاسِ بها … نوافجُ لسنُ السُّررْ
سلَّمتِ الرِّيحُ لها … شرطَ الرَّواحِ والبكرْ
كما تمطَّتْ بالخزا … مى لكَ أرواحُ السَّحرْ
قهي بكمْ معقولة ٌ … وهي شرودٌ لا تقرّْ
إذا بناتُ شاعرٍ … أُنِّثنَ أوْ كنَّ عقرْ
فكلُّ بنتٍ ولدتْ … في مدحكمْ منِّي ذكرْ
ترى حسودي حاضراً … ينشدُ وهو يحتضرْ
تعجيلهُ عنْ نفسهِ … سابقة ً أمرَ القدرْ
يصغي لها وودُّهُ … لو كانَ منْ قبلُ وقرْ