ما على القلب ان يهيم غراماً … عند تذكاره الفتاة الرّودا
من لمى ثغرها شفاء غليل … الصب لو تسمح الشّفاه ورودا
ان مشت فهي بانة أو تغنت … فهي ورقاء روضة تغريدا
تستخف الحليم شوقاً ووجداً … أو يعود الحليم صبّاً عميدا
أوقدت نار صبوتي وجنتاها … فهي تذكو من وجنتيها وقودا
اسرت مهجتي مليكة حسن … بعثت لي من الجمال جنودا
نصرتها جفونها بانكسار … فهي تستأسر الرّجال الصيدا
من يحاذر لقاء حمر المنايا … فليحاذر تلك الجفون السّودا
اغربت صنعة الملاحة فيها … فحوت في الملاح حسناً فريدا
فلأحداقنا حدائق حسن … تزدهي كل ناظر ان يرودا
فكأن المدام في وجنتيها … عصرت فاستعارت التوريدا
فاجتلينا الخدود منها كؤوساً … ورشفنا الكؤوس منها خدودا
هي شمس الضحى سناً وسناء … وهي ريم الفلا جفوناً وجيدا
قدها الغصن والعقود زهور … من رأى قبلها الزهور عقودا
وعلى خصرها يجول وشاح … كل قلب به اغتدى معقودا
كم غزتنا بعسكر من جمال … عقدت شعرها عليه بنودا
لطفت وجنة ورقت اديماً … وقسا قلبها فصدّت صدودا
عجباً للجمال وهو بديع … كيف اضحى من الجناس بعيدا
ارسلت وارداً من الفرع جثلا … وعقاصاً اثيثة وجعودا
وليالي الفروع وهي طوال … سهدتني شوقاً لها تسهيدا
ولكم قيدت سلاسل ذاك … الفرع من جن بالهوى تقييدا
لك يا ربة الملاحة حسن … لك يستخدم الحسان الغيدا
غرّدي بالهنا فطائر أنسي … بك قد عاد ساجعاً غرّيدا
كم أسير في الحب من غير فاد … وقتيل مضى عليه شهيدا
ما رأى المستهام بخلك الا … قال للناظرين بالدمع جودا
عللي بالوصال صبّا مشوقاً … قد حمى الشوق ناظريه الهجودا
لي دين ان كنت تقضين ديناً … لغريم أو تنجزين الوعودا
قلت للائم المفند فيها … خل عنك الملام والتفنيدا
قد عداك الهوى فبت خلياً … ورماني الهوى فبت عميدا
منية الصب ان تعود ليال … بزرود سقى الغمام زرودا
مربع كان للظباء الجوازي … ملعباً يقتنصن فيه الأسودا
كل نشوى القوام تعطف منها … نشوة الدّل بانة أملودا
حي في رامتين ملعب ريم … كان عهد المشوق فيه حميدا
حيث شمس الجمال تطلع فيه … فنرى طالع الهوى مسعودا
كم رشفنا الرحيق فيه رضاباً … وقطفنا الشقيق فيه خدودا
وخلعنا للهو فيه عذاراً … إذ لبسنا من الوصال برودا
ونسبنا كأننا قد نظمنا … من مديح الأمير درّاً نضيدا
مدحه كالنسيب يبهج لطفاً … فترى كل سامع مستعيدا
ملك قد حوى ممالك حمد … فغدا يوم حمده مشهودا
يفد الحمد والثناء عليه … ان للحمد والثناء وفودا
خلق كالزلال يصفو وبأس … باسل في العدى يذيب الحديدا
وإذا للعدو جهز جيشاً … اصبح الفتح للواء عقيدا