لهُ شُغُلٌ عنْ سؤالِ الطّلَلْ … أقامَ الخليطُ بهِ أمْ رَحَلْ
فما تطّبيهِ لحاظُ الظّبا … تطالِعُهُ من سجوفِ الكِلَلْ
ولا تستفزّ حِجَاهُ الخُدودُ … بِمُصْفَرّة ٍ واحمرارِ الخَجَلْ
كَفَاهُ كَفَاهَ فلا تعذِلاَ … هُ كرُّ الجديدينِ كرُّ العَذَلْ
طوى الغيَّ منتشراً في ذرا … هُ تُطْفَا الصَّبَابَة ُ لمّا اشتَعَلْ
لهُ في البكاءِ على الطاهريـ … ـنَ مندوحة ٌ عن بكاءِ الغَزَلْ
فكم فيهمُ منْ هلالٍ بَدَا … قبيلَ التّمام وبدرٍ أَفَلْ
هُمُ حِجَجُ اللهِ في خلقِهِ … ويومَ المعادِ على من خَذَلْ
ومن أنزلَ اللّهُ تفضيلَهُمْ … فَرُدَّ على اللهِ ما قد نَزَلْ
فجدُّهمُ خاتمُ الأنبيا … ءِ يعرفُ ذاكَ جميعُ المِلَلْ
ووالدُهُمْ سيّدُ الأوصياءِ … وَمُعْطي الفقيرَ ومُرْدِي البَطَلْ
وَمَنْ عَلَّمَ السُّمْرَ طَعْنَ الحلى … لذي الرّوعِ والبيضَ ضربَ القُلّلْ
ولو زَالَتْ الأَرضُ يومَ الهيا … جِ من تحتِ أخمصِهِ لم يُزَلْ
وَمَنْ صَدَّ عن وَجْهِ دنياهُم … وقد لبسَتْ حَلْيَهَا والحُلَلْ
وكان إذا ما أضافوا إليـ … ـه أرفعَهُمْ رتبة ً في المَثَلْ
سماءَ اُضيفَ إليها الحَضِيضُ … وبحراً قَرَنْتَ إليهِ الوَشَلْ
بجودٍ تَعَلَّمَ منهُ السَّحابُ … وَحِلْمٍ تولَّدَ منهُ الجَبَلْ
وَكَمْ شبهة ٍ بِهُدَاهُ جَلا … وكم خطة ٍ بحجاهُ فضَلْ
وكم أطفاَ الله ُنارَ الضّلالِ … بهِ وهي ترمي الهُدَى بالشُّعَلْ
ومنْ ردّ خالقُنا شمسَهُ … عليهِ وقد جَنَحَتْ للطَّفَلْ
ولو لَمْ تَعُدْ كان في رأيهِ … وفي وَجْهِهِ من سَنَاهَا بَدَلْ
ومن ضرَبَ النّاسَ بالمرهفاتِ … على الدِّينِ ضَرْبَ عِرابِ الإبِلْ
وَتُردي الحسينَ سيوفُ الطغا … ة ِ ظمآنَ لَمْ يُطْفِ حَرّ الغُلَلْ
ثَوى عَطِشاً وتَنَالُ الرّما … حُ من دَمِهِ عَلَّها والنَّهَلْ
ولم يخسفِ اللّهُ بالظّالمينَ … ولكنّهُ لا يخافُ العَجَلْ
لقد نَشَطَتْ لعنادِ الرّسولِ … رِجَالٌ بها عن هُدَاهَا كَسَلْ
فلا بُوعِدتْ أعينٌ منْ عَمى ً … ولا عُوفِيَتْ أذرعٌ من شَللْ
نَظَارِ بأنّ بناتِ النّبـ … ـيّ السّبايا ومالَ النّبيّ النّفَلْ
غدا يتولّى الإلهَ الجِدَا … لُ إنْ كُنتمُ مِنْ رجالِ الجَدَلْ
فيعلمُ من في ظِلالِ النّعيمِ … وَمَنْ في الجحيمِ عليهِ ظلَلْ
أيا رَبِّ وَفّقْ لخيرِ المقا … لِ إنْ لَمْ أُوَفَّقْ لخيرِ العَمَلْ
ولا تَقطَعنْ أملي والرّجاءَ … فأَنتَ الرجاءُ وأنتَ الأَمَلْ