قد تلوى رفاقنا وبقينا … يعلم الله بعدهم ما ليقينا
هل من الصاب في كؤوسك سؤر … قد سقينا يا دهر حتى روينا
أوداع يتلو وداعا وتأبين … على الإثر معقب تأبينا
أيها الشاعر الذي كان حينا … يتغنى وكان ينحب حينا
خطم العود إن كر الليالي … لم يغادر في العود إلا ألأنينا
أن يلم الردى بمي غداة … يا لقومي بأي خطب دهينا
طالع السعد هل تحول نوءا … يبعث الريح والسحاب الهتونا
فإذا ما أقر أمس عيونا … قرح اليوم بالدموع العيونا
نعمة ما سخا بها الدهر حتى … آب كالعهد سالبا وضنيا
أيهذا الثرى ظفرت بحسن … كان بالطهر والعفاف مصونا
لهف نفسي على حجى عبقري … كان ذخرا فصار كنزا دفينا
غيه يا مي أسرف اليتم تبريحا … بروح كان الوفي الحنونا
فقدك الوالدين حالا فحالا … جعل البيض من لياليك جونا
ورمى أصغريك رامي الكبيرن … فذاقا قبل المنون المنونا
أقفر البيت أين ناديك يا مي … غليه الوفود يختلفونا
صفوة المشرقين نبلا وفضلا … في ذراك الرحيب يعتمرونا
فتساق البحوث فيه ضروريا … يودار الحديث فيه شجونا
وتصيب القلوب وهي غراث … من ثمار العقول ما يشتهينا
في مجال الأقلام آل إليك السبق … في المنشئات والمنشئينا
أين ذاك البيان يأخذ بالألباب … فيما تجلين أو تصفينا
في لغات شتى وفي لغة الضاد … تجندين صوغ ما تكتبينا
أدب قد جمعت فيه علوما … يخطيء الظن عدها وفنونا
وتصرفت فيه نظما ونثرا … باقتدار تصرف الملهمينا
وتبتغين الصلاح من كل وجه … وتعاين سقوة المصلحينا
وحي قلب يفيض بالحب للخير … ويهدي إليه من يهتدونا
ويود الحياة عزا وجهدا … لا يود الحياة خسفا ولينا
فهو نا يبث بثا رفيقا … يمل النفس رحمة وحنينا
وهو آنا يثور ثورة حز … عاصفا عصفة تدك الحصونا
ينصر العقل يكشف الجهل يوحي العدل … يرعى الضعيف والمسكينا
أين ذاك الصوت الذي يملك الأسماع … في كل موقف تقفينا
فجع الشرق في خطبيته الفصحى … وما كان خطبها ليهونا
أبلغ الناطقات بالضاد عيت … بعد ان أدت البلاغ المبينا
أطربته وهذبته وحثته … على الصالحات دنيا ودينا
قدرته لفظا ولحظا وإيماء … بما ودت المنى ان يكونا
ذاك في العيش ما شغلت به والغيد … تلهو وا ت لا تلهينا
لم ترومي إلا الجليل وجانبت … الاباطيل واقتيت الفتونا
وجعلت التحصيل دأبا … وآتيت جناه فطاب للمجتنينا
لاتحادالنساء في مصر فضل … أكبر الناس منه ما يشهدونا
قدم اليوم في الوفاء مثالا … من مساعيه بالثناء قمينا
يا هدى أنت رحمة وهدى للشرق … فابقى له وافني السنينا