ارحل وعارك في يديك كل الذي أخفيته يبدو عليك فاخلع ثيابك وارتحل اعتدت أن تمضي أمام…
فاروق جويدة
يا بحر جئتك حائر الوجدان أشكو جفاء الدهر للإنسان يا بحر خاصمني الزمان وأنني ما عدت…
وعلمتنا العشق قبل الأوان فلما كبرنا ودار الزمان تبرأت منا.. وأصبحت تنسى فلم نر في العشق…
أنا شاعر .. مازلت أرسم من نزيف الجُرح أغنية جديدة .. ما زلت أبني في سجون…
جاء الرحيل حبيبتي جاء الرحيل.. لا تنظري للشمس في أحزانها فغدا سيضحك ضوؤها بين النخيل ولتذكريني…
يا رفيق الدرب تاه الدرب منا في الضباب يا رفيق العمر ضاع العمر و انتحر الشباب…
حجر عتيق فوق صدر النيلِ يصرخُ في العراء .. يبكي في أسى ويدور في فزع ويشكو…
سيمحو الموجُ أقدامي كما يغتالُ أقدامِك ويدفن بينها حُلمي رفاتاً بين أحلامِك وتبقى بعدَنا ذكرى تساءلُ…
يا رمال الشط يوما.. خبريها بعدما تنسى حياتي كيف لا تنساك فيها؟ بين أحضانك عطر وأمان…..
دعني وجرحي فقد خابت أمانينا هل من زمان يعيد النبض يحيينا يا ساقي الحزن لا تعجب…
وأتيت تسأل يا حبيبي عن هوايا هل ما يزال يعيش في قلبي ويسكن في الحنايا؟ هل…
وقد يسألونك يوما.. عليا وهل كان حبك شيئا لديا.. فقولي بأنك أنت الحياة وأنك صبح رعى…
ويحملني الحنين إليك طفلا وقد سلب الزمانُ الصبرَ مني وألقى فوق صدرك أمنياتي وقد شقيَ الفؤادُ…
ولاحت عيونك ضوءا حزينا تهادى مع الليل خلف الفضاء وجئت إليك كغصن عجوز تئن على وجنتيه…
ليتني ما كنت إلا بسمة تلهو بثغرك ليتني ما كنت إلا راهبا في نور قدسك أنثر…
سئمت الحقيقة.. لأن الحقيقة شيء ثقيل فأصبحت أهرب للمستحيل ظلال النهاية في كل شيء إذا ما…
وبعثت تعتب يا أبي.. وغضبت مني بعدما تاهت خطاي.. عن الحسين أنا يا أبي في الدرب…
أنفاسنا في الأفق حائرة.. تفتش عن مكان جثث السنين تنام بين ضلوعنا فأشم رائحة لشيء مات…
عادت أيامك في خجل تتسلل في الليل وتبكي خلف الجدران الطفل العائد أعرفه يندفع ويمسك في…
ويمضي المساء على جفن درب تركناه يوما لكأس القدر تعربد فيه ليالي الصقيع ووحل الشتاء وموت…
تمهل قليلا فإنك يوم ومهما أطلت وقام المزار ستشطرنا خلف شمس الغروب وترحل بين دموع النهار…
ليس كل الناس يا عمري سلالات.. وطين كلنا قد عاش حقا بين قضبان السنين.. بيننا من…
كان ما قد كان.. مات.. كان في عينيك حلم.. خانني وسط الطريق حين صار الموج وحشا…
وما زلت ألمح شيئا بعيدا يداعب عيني.. كطيف السراب فحينا أراه ضياء نحيلا يصارع ليلا.. كثيف…
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء.. لا شيء غير النجمة السوداء ترتع في السماء.. لا شيء غير…
عادت إلى شط الأمان سفينتي و تراقص الموج الحنون على حنايا.. ضفتي كم جفت الأمواج في…
الموج يجذبني إلى شيء بعيد و أنا أخاف من البحار فيها الظلام و لقد قضيت العمر…
و حملت في وسط الظلام حقيبتي.. و على الطريق تعددت أنغامي و أخذت أنظر للطريق معاتبا…..
قالت: لأن الخوف يجمعنا.. يفرقنا يمزقنا.. يساومنا ويحرق في مضاجعنا الأمان وأراك كهفا صامتا لا نبض…
عطرٌ ونورٌ في الفضاء والأرضُ تحتضنُ السماء والشمسُ تنظرُ بارتياح للقمر والزهرُ يهمسُ في حياءٍ للشجر…
ووقفت أنظر في العيون الحائرات على بحار من دموع والليل يفرش بالظلام طريقنا والخوف يعبث بامتهان…
و جئت إليك و في راحتي جراح السنين و أحزان عمر.. وطيف اغتراب وبين الليالي.. بقايا…
قالت: حبيبي.. سوف تنساني وتنسى أنني يوما وهبتك نبض وجداني وتعشق موجة أخرى وتهجر دفء شطآني…
ونظرت نحوك والحنين يشدني والذكريات الحائرات.. تهزني ودموع ماضينا تعود.. تلومني أتراك تذكرها و تعرف صوتها…
دعيني أقاوم شوقي إليك وأهرب منك ولو في الخيال لأني أحبك وهما طويلا وحلم بعيني بعيد…
تاهت خطاي عن الطريق لا ضوء فيه.. ولا حياة.. ولا رفيق والبيت.. أين البيت؟ قد صار…
قالت: سأرجع ذات يوم عندما يأتي الربيع.. و جلست أنظر نحوها كالطفل يبكي غربة الأبوين كالأمل…
و تشدنا الأيام في وسط الزحام فنتوه بين الناس بالأمل الغريق و نسير نحمل جرحنا الدامي…
قبل أن يرحل في يأس هوانا قبل أن تنهار في خوف خطانا قبل أن أبحث عنك…
وتعانقت أنفاسنا وانساب دمع عاتب الأشواق بين ضلوعنا.. والليل كالسجان يصفعنا.. ويضحك خلفنا والصمت بيت موحش…